في عام الف واربعمائة وسبعة عشرللهجرة توجهنا ومجموعة من الأخوة للتشرف بزيارة المعصومين عليهم السلام في العراق وصلنا إلى العراق وكانت مدة زيارتنا قصيرة جدا لارتباطها باجازة عيد الأضحى المبارك بعد أن وصلنا إلى الجمرك صار هناك لبس في بعض الأمور معي طلبوا مني مراجعة شرطة النجف الأشرف للأشتباه باسمي مع شخص أخر
كانت محطتنا الأخيرة في الزيارة النجف الأشرف على مشرفها وآله أفضل الصلاة والسلام
أثناء مراجعتي لدوائرها حرمت من مقابلة شخص يتمنى الكل بالتشرف بمقابلته
لولا التوسل بالمعصومين إلى الله لذهب عقلي مما رايت من صنوف المعاملة السيئة لدى تلك الدوائر نحن نكرر في قراءتنا للزيارة الجامعة (أمن من لجأ إليكم) وهذا ماحصل لي بالفعل يوم أن توسلت بهم أمنت نفسي وأطمأن قلبي
بعد يومين من التعب رجعت إلى السكن بالفندق إذ أن الجميع على أععصابهم انتظارا للنتيجة عدت ذلك اليوم ووجدت أحد طلاب العلم الذي يدرس بالنجف منذ مدة جالسا في الفندق مع الأخوة أستفهم عن قضيتي فأخبرته وطلبت منه ان يخدمني لأقابل ذلك الطود وعدني خيرا وقال بإذن الله ستدخل عليه بعد صلاة المغرب شكرته ودخلت غرفتي لأستريح مالبثت إلا وطالب العلم على رأسي قم فقد أخذت الأذن لك
ذهبت همومي أدراج الرياح فرحا باللقاء قلت لأخي العزيز الأستاذ الشيخ علي الحجي (طالب المريدين) قم بنا سألني إلى
أين؟؟ قلت له ستعلم بالطريق فرح بذلك عندما اعلمته دخلنافي ذلك البيت الصغير والذي مذ تراه بقدمه أي البيت يدل على ان صاحبه تواضع لله فرفعه الله في القلوب
في حضرة المرجع الكبير سماحة أية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني قضينا عشرين دقيقة رحب بنا بصدره الرحب دعانا إلى التمسك بحبل الله من خلال العترة المطهرة
قلت له مولانا أخي الكريم هذا وأقصد الشيخ الأستاذ علي الحجي موجه ومربي في مجتمعنا فنرجومن سماحتكم توجيهه وتوجيهنا إلتفت بوجهه المبارك للأخ الأستاذ قائلا بما معناه إن طريقك الذي تسلكه صعب ومليء بالمتاعب والدعوة إلى مبدا أهل البيت تحتاج الىالأطلاع والتروي للوصول إلى رضا الله أولا ورضا المعصومين لذا فعليك بالصبر ثم الصبر ثم الصبر لأن من يتصدى لهذا العمل لابد ان يتحلى بالصبر وسعة الصدر ودعا له بالتوفيق والنجاح ولعل هذه الدعوة المباركة تصاحبه إلى يوم الناس هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
كما دعا لي سماحته بأن يفرج ما أنا فيه وبحمد الله وفقت لذلك
خرجنا من عنده بعد تشرفنا بذلك اللقاء الذي يعد من النوادر فالجلوس مع السيد السيستاني في تلك الأيام الحالكة كان شبه مستحيل للرقابة البعثية الشديدة على منزله