عندم كنا صغار.................... كنا نغبط الكبار
كنا نحاول محاكاتهم في كل شيء حتى في أبسط الأمور ولربما كان الذكور منا يضعون الأقلام في أفواههم الصغيرة مقلدين بذلك المدخنين, والأناث منا فكانت تلف عروستها في بساط صغير وتحتضنها بحنان لتلعب بذلك دور الأم, وأحيانا أخرى كنا نمسك العصا ونحني ظهورنا محاكين بذلك جدنا الكبير.
لذلك لم نستمتع بطفولتنا كان جل أهتمامنا أن نكبر وتكون لنا أحداث جميلة..........
(كجميل وبثينة)... أو نكبر وتكون لنا مغامرات( السندباد)
الأحلام تجرها الأحلام والأوقات تمضي ببطء شديد , ذهبت لذة الطفولة وبدأت أعمارنا
حلم أنقشع بمجرد ملامسته أرض الواقع ,ومأمر أرض الواقع .
الأنسان لم يعد هو الأنسان أنعدمت فيه مبادئ الأخلاقية و التربوية, بثينة لم تعد موجودة
ولا حتى جميل ...... السندباد لم يعد يعشق
البحر كما كان ماأمر الكبر عندما كنا كبار؟!!!!!!!!!!
أصبحت بثينة الصغيرة مسؤلة بتربية أطفالها وخدمة مجتمعها ولكي تعيش عليها أن تواكب
هذا المجتمع حتى ضد قناعاتها وأصبح السندباد يبحث عن عمل ..... فلا يجد إلا فراغا,يبحث
عن جوهر الحياة ......فلا يجد إلا المادة فوق كل شيء , المسئوليات تتكاثف عليه كالسحب
الممطرة والمجتمع يكبله الحقد والغيرة.
يتفاجأ أن الأنسان ينهش لحم أخيه الأنسان , الحروب الدامية مستمرة دون توقف , وحمامة
السلام تائهه في خضم الأحداث.
جلست بثينة بألم على عتبة الطريق فرمقت جميلا بجوارها فأصبح حديث العيون......
كل شيء صار مرا في فمي بعدما أصبحت بالدنيا عليم
آه من يأخذ عمري كله ويعيد الطفل والجهل القديم.
<******>drawGradient()******>