عرض مشاركة واحدة
قديم 14-01-2003, 01:11 PM   رقم المشاركة : 1
المنادي
طرفاوي نشيط جداً
 
الصورة الرمزية المنادي
 







افتراضي #@@@ التكبر ،، أهو مرض باطني أم ظاهري @@@#

إن التكبر يعكس حالة مرضية فى النفس الانسانية ، وفي أغلب الاوقات يكون انعكاسا لحالة من الذلة يعيشها صاحبها ، فيريد ان يعوض هذه الذلة بتعظيم نفسه امام الاخرين بموجبات وهمية في كثير من الاحيان .. ولا شك أن هذه الحركة منازعة وتشبه بالرب المتعال ، فهو الوحيد الذي يحسن له التكبر - كما هو اسم له - نظرا لما له من الكمال الذاتي ، والجمال الربوبي .
<span style='color:crimson'>إن من المناسب ان نكتشف في انفسنا دواعي هذه الصفة المذمومة .. فمن هذه الدواعي : هو الاحساس بالاستغناء المالي ، الذي جعله القرآن الكريم من موجبات الطغيان ، والحال أن هذه الحالة لا تعكس كمالا في النفس ، فهل هناك اتحاد بين المالك والمال المملوك لتكون كثرته موجبة لعظمة صاحبه ؟.. وخاصة مع الالتفات الى حقيقة مفارقة المالك لما يملكه عاجلا كان او آجلا!.. فتأمل في هذا الحديث، ليفتح لك باب من ابواب الحكمة الخالدة ، فقد روي عن علي (ع) انه قال : ما احسن تواضع الاغنياء للفقراء ، طلبا لما عند الله ، واحسن منه تيه الفقراء على الاغنياء اتكالا على الله !!

ومن دواعي التكبر أيضا : الاحساس بالوجاهة الاجتماعية والانتساب الى من هم - في نظر العرف - من اهل الشرف والمكانة ، والحال ان هذا من الوهم ايضا .. فإذا كان الفرد الواحد ممن لا ت! ميز له ، فإن كثرته ايضا لا يوجب التميز .. أوهل نسينا أن الله تعالى جعل الكرامة الانسانية محصورة بالتقوى ، فلماذا نعطي وزنا لبعض الامور التى لا تستحق قيمة عند الله تعالى ؟..
إن من موجبات علاج هذه الحالة الممقوتة عند الله تعالى : هو النظر الى العباد على انهم من شؤون المولى جل وعلا ، وحينئذ يكون هذا التعالي على العباد بمنزلة التعالي على هذه النسبة بين الخالق والمخلوق .. ومن هنا كان صاحبها في معرض الانتقام الالهي ، إذ انه حاول انتهاك هذه الحرمة المقدسة ، وهل اطلعنا على بواطن العباد وخواتيم اعمالهم ، لكي نحكم عليهم بما لا يستند الى علم ولا يقين ؟..
</span>

 

 

 توقيع المنادي :
#@@@ التكبر ،، أهو مرض باطني أم ظاهري @@@#

اللهم صلّ على محمد وآل محمد ، واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ، وأكفني ما أهمني من أمر الدنيا والآخرة
المنادي غير متصل   رد مع اقتباس