كان الفجرُ يبزُغُ عندمـا كنّـا أنا وارتجال الأجوبةِ نتسكع في سككه الخاوية ،
أطلنا التسكع و عندما أردتُ إرسالَ ما كتبتُ ... أبى السيرفر السفاح و انطفأ كل ما جنيناهُ .....
لماذا أيها الفنيّون .. ؟
لا بأس .. لا بأس .. !
1 / إلى أين وصل مفتون الطبيعة الآن ؟ وماذا يريد أن ينتهي عليه ؟
الرغبةُ في ملامسة القِمم .. و طولُ قامةِ الأحلام ـ وإن كانت بسيطة ـ القابلةِ للتحقيق تحت مشيئة الله تعالى ، يهمسان دائماً في أُذُني أنْ : يا مفتون .. مالك لم تتعدَّ خطّ البداية .. ؟
وأنا واقعاً أنحازُ معهم فيما يستفهمون فيه ، على الرغم من الهمسات التي تصلني جزافا من الأهل والأصدقاء مخبرةً إيايَ أنني خطوتُ الكثير . فالحصول على أية وظيفةٍ كانت شيءٌ جميل وخطوة كبيرة بالنسبة لرحلة الحياة أما رحلة الطموح فلاتعترف بذلك أبداً .. لذا فرحلة الطموح لم تبدأ بعدُ عندي . لأن العمل الذي لا تراكَ فيهِ .. العملُ الذي إن بحثتَ فيه عن نزرٍ يسيرٍ من ذاتك لم تجده ، ليس هو النقطة التي أريد الوصولَ إليها ، مايهمّني من قولك .. " أين وصل مفتون الطبيعة " هو الوصول إلى الذات .. و أنا حقيقةً مازلتُ أجتهدُ في البحثِ عنها أمام هواجس الأحلام التي لا تنفكّ تطاردني ، رغم اقتناصي لـوظيفةٍ في شركةٍ مرموقةٍ هي الأولى عالمياًّ .
أما عمّا أريد أن أنتهي عليهْ .. فهو اعتناقُ ذاتي ، بتحقيقِ بسيطِ الأحلامِ الذي يتطاير في هاجسي !
2 / متى يمكن للمرء أن يولد مرة أخرى ؟
الولادة تغيير ... فمن الحياة داخل الرحم إلى الحياةِ داخلَ الدنيا !
لذا فإن أي تغيير يعيد الحسابات في حياةِ إنسانٍ ما ، ويغير مجرى حياته هو ولادة لهُ من جديدْ .
بالنسبةِ لي فقد وُلدتُ من جديدٍ عندما ولجتُ عالمَ الأدب ، كان هذا قبل أقل من سنتين .. حقاًّ كان يوم ولادةٍ متأخرٍ جدا ، مازلتُ إلى الآن نادماً على أن لم أتعرف على هذا الكائن المتحرك في النفوس والمتسكع في المشاعر مبكراً ...
3 / متى شعرت بأن قلبك قادر على النبض ؟
عندما شعرتُ بأن هناك قلبٌ مهمّـته النبض لي و بـي .
4 / كم حيزاً تشغل المرأة من قلبك ؟
ينتشرانِ في القلبِ .... للأنثى مثل حظ الذكرين .
تقول الشاعرة البلغارية بلاغاديمتروفا :
أن تكوني امرأة هذا هو الألم \ عندما تصبحين فتاة تتألمين \ عندما تصبحين عاشقة تتالمين \ عندما تصبحين أما تتألمين \ ولكن أكثر ألم لا يطاق على وجه الارض \ أن تكوني امرأة لم تعرف هذه الآلام ألما ألما
لِـذا ..
ليس أنا فقط بل أعتقدُ أنه من الضروري على كل الذكور احترام هذا الكائن الناعم حدّ القداسة .
تحية إجلالٍ لها ولآلامِـها ... !
5 / متى تكون في حاجة ماسة للهروب ؟
عندما أكونُ غارقاً في الذنبِ ، أبحثُ عن ثغرةٍ يطلّ منها الله لأهرب إليهِ ،
و أنا للأسف دائماً في حاجةٍ ماسّـةٍ للهروبْ من نفسي اللوامــة .
6 / متى يتحول كلام مفتون الطبيعة إلى حكمة ؟
عندمـا أرى نتائج ماقلتُه متجسداً أمامي بشكلٍ إيجابي ،
أشعر أنني أطلقتُ حكمة .
7 / متى تشعر بنقاء الضمير ؟
عندمـا أتحرر من الأصفاد التي يقيدني بها الآخرون ، و أؤدي ما يرهق كاهلي من حقٍّ تجاه الآخرينْ ، لكن ضمائرنا للأسف تمرَّنـت على الإستيقاظ بعد ارتكاب الذنب وإجحاف حقوق الآخرين ، أما قبل ذلك فهي متلذذة بنومٍ عميق .
و عندمـا أقف ذليلاً بين يديّ الله ، و أتذكر أنه تواب رحيمٌ غفارُ للذنوب .. أشعر بنقاء الضميرِ أيضاً ، وأن مغفرته ستنثال على ذنوبي الكثيفة وتطمرها ، هذا لا يعني أنه لا وجود لتأنيبِ الضميرِ خصوصاً تجاه ما عليّ من حقٍّ تجاه الله تعالى .
8 / حادثة هزت عرشك وغيرت مسار حياتك ؟
تَـتَـهَـيّلُ الحوادثُ علينا ما دُمنا مبحرين في الحياة ، و تنصبّ علينا كثيرا تلك التي تهز عروشنا وتغير مسار حياتنا ، أذكرُ منها يوم تخرجنا من الثانوية عندما وصلني إهمالي و لا مبالاتي مُتمثِّلاً في رسالةِ جوالٍ تحوي نسبةً مئويةً بائسة ، بعدها كانَ لا بُدّ من الحيادِ عن التغيير ... وحدهُ التغيير بعد أن فقدتُ نتاج آخرِ سنةٍ دراسيةٍ ، وحده سيقربني مما أصبو إليه وإن كان مشوباً بالعثراتِ والصعوباتْ .
فعلاً ، كانَ يوماً لا يُنسـى .
9/ من هو الشخص الذي غير مجرى حياتك من الأسوء إلى الأجمل أو العكس ؟
أبـــــــــــــــــــي .. انجَرَفَ بها من الأســوأ إلى الأجمــل !
10/ ماهي الحالة التي تسببت لك بحزن كبير ولم تخرج منه إلى الآن ؟
أُحاولُ دائماً أن ألتقط المتناثر منّي أمام انتصاب الحزن .. أحاولُ أن أظهَرَ ذلك الذي له قوة إيمانٍ لا تزحزحه الفاجعات .. و لا يمكن للمصائب أن تختلط بأنسجته .. أحاولُ ألاّ أذوب في الحزنِ وأنصهر به ، لكــن .. ما أن أختلي بي سُرعانَ ما أعي أن كل ما أحاوله ليس أكثر من فقاعاتِ صابونٍ تتلاشى بمجرد اللمس أو حتى النفخ ، فيأتيني الحزن مزهوا بالإنتصار .
وفاتُهُ سكَبَت عليّ الكثير من أطنان الحزن ... الحزن الكبير الذي لم أخرج منه إلى الآن ، هو لم يكن عادياًّ ليكون حزني عليهِ عادياًّ .
وقت دفنهِ سمعت أحدهم يهوِّنُ على هالكٍ بُكاءً و يقول : وش خليت للحريم .. ؟
لا أدري هل القائلُ صخرةٌ من الصخور التي كانت مبعثرة في أرجاءِ المقبرة و أنه بالفعلِ علينا أن نبكيه حتى نهلك في بحيرةٍ من دموع ، أم أن الباكي مرهف حد الهشاشة و هائمٌ عشقاً حد الهلاك والآخر ذو إيمانٍ قوي وأن علينا جميعا أن نقتدي به ؟
أميلُ إلى أن أهلك فيهِ بكاءً .. و إلا فماذا يعني أن يشتاق الله لشابٍّ لم يضع بعدُ على رف سنيه العشرين آخرَ أيامها .. ؟
مرةً أخرى أديسون .. أودّ أن أعرف أين هي الورود التي اشتريناها لـ جاسم ؟
11 / من هو الذي تسبب لك بالجرح وإلى الآن لم تنسى هذا الجرح ؟؟
قد تتناوب الجروح عليّ ، لكن ..
للكلمةِ الطيبةِ مجهوداتٌ جبّارة في طمرِ الجروحِ في نفسي ، حيث تثمل الجرح مني حد النسيانْ .
12 / ماحجم مشاريعك المؤجلة ؟
ليست عملاقة ...
مادري ليش الحياة مكبرة السالفة .. !
تُصِرّ دائما على فرض العناد ونشبه قبالتي أينما اتجهت ، لكن بالتأكيد أن دعواتكم لي بالتوفيق ستقتلعه من جذورهْ .
13/ إلى أين تذهب روايات مفتون الطبيعة إذا لم نجدها ؟
روايات ؟
تقصد روايات روايات ولا شي ثاني ؟
إن كنتَ تقصدُ روايات بالمعنى السائد ، فأنا يا سيدي ليس لي روايات .. هي خربشات متواضعة تجدها تحت الوسادة أو مبعثرةً فوق الطاولة وأحياناً تحت السريرْ .
* آسف إذا كنتُ لم أفهم روايات كما ينبغي .. بمعنى أدقّ ( آسف لـ جهلي )
14 / بماذا تعلل نفسك عندما تشعربالفرح ؟
الآن مثلا ، ربما طيفُ امرأةٍ يتردد دائما عليّ ويجتاحني ، امرأة أتمناها يوما ما لـي .
15 / شخصية في منتديات الطرف تشعر بالرغبة في محاورته ؟
لم تدع لي مجالاً للرغبةِ بعد اليوم ، بعد أن حققت لي تلك الرغبة .
16/ شخصية في منتديات الطرف تستطيع أن تضعه في دائرة النماذج المضيئة ؟
المحلل .
17 / شخصية في منتديات الطرف صارمة توحي لك بالأنظمة الصارمة ؟
الرجل الذي يوشك أن ينطفئ .. " أبومهدي "
18/ شخصية في منتديات الطرف تعده ركنا من أركان النجاح في المنتدى ؟
الغريب .. طبعاً !
19 / شخصية تتذكرها فتثير لديك الضحك؟
لم تقيدني بالـ طرف ... لذا سأقول : عبدالمنعم إبراهيم !
ممثل مصري .
20/ شاعر لا يستأذنك حتى يستقر في وجدانك ؟
محمود درويش .. مع أني ما أفهمه مرات .
21 /من هي الشخصية التي أثرت وأثارت المنتدى بمداد قلمها الرائع . في رأيك ؟
كان .. قلب خضر
و أرى الآن .. ريحانة الإيمانْ .
22/ لمن تقول هذه الأبيات :
قد يقتل الحزن من أحبابه بعدوا
عنه فكيف بمن أحـــبابه فقدوا
إلى صديق الطفولة ... عبدالله !
لم أرَهُ منذُ زمن رغم روحه المواربة دائمـاً .
ملاحظة على الملاحظة التي طرحتَ /
لا أرى أنها أسئلة سخيفة بالرغم من أني لا أحبذها فعلاً ، و ذلك لوجود من يراها أسئلة مهمة .
مفتون الطبيعة