عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2005, 02:08 PM   رقم المشاركة : 3
طالب المريدين
الأستاذ الشيخ علي الحجي
طالب علم ومربٍ فاضل






افتراضي

فلنبحر سوياً في بعض هذه الصفات ..... ( ولمن أراد الإستزادة مراجعة مستدرك الصحيحين والبحار)
قال الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام .. بعد كلام : ( فجمع الله له قوماً قزع كقزع السحاب يؤلف الله بين قلوبهم ، لايستوحشون من أحد ، ولا يفرحون بأحدٍ يدخل فيهم ، على عدةٍ من أصحاب بدر ) .
وقال إمامنا الصادق عليه السلام : ( كأن قوبهم زبرُ الحديد لا يشوبها شك في ذات الله . أشد من الحجر لو حملوا على الجبال لأزالوها ) .
يبيتون قياماً على أطرافهم ويصبحون على خيولهم رهبان بالليل وليوث بالنهار ، كأن قلوبهم القناديل وهم من خشية الله مشفقون يدعون بالشهادة ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله ، ومن أهم صفاتهم طاعة الإمام .
يقول الإمام الصادق عليه السلام : ( يحفون به في الحروب ويكفونه ما يريد ، هم أطوع له من الأمة لسيدها ) ولذا أكدت على أن نأخذ مواقفنا ووظائفنا من مراجعنا لئلا نتحول إلى قطاع طرق كما عبر السيد الشهيد الصدر .
ومن صفاتهم : ( أن الله يعطيهم قدرة غير عادية ) خاصة الأصحاب ... وهذا الأمر لا يخرج عن دائرة الإمكان نقلاً وعقلاً ،، حيث تهيأ لهم الأسباب علمية ومادية كأهل الكهف وكآصف وزير سليمان الذي أحضر عرش بلقيس وكحجر بن عدي الذي أمطرت له السحابة عندما أصابته جنابة في الطريق لما أخذ لمعاوية _ فاغتسل ... وهذا درس ولطف إذ يمكنه التيمم . وكما حدث مشابهاً لذلك للسيد بحر العلوم عندما كان مريضاً وفي يوم حار أراد زيارة الإمام الحسين عليه السلام فهيأ الله له مثل ذلك ،، ولما سأله الشيخ حسين نجف _ الذي تخلف عنه وأغمي عنه من الحرارة _ (لمَ لم تدركنا الرحمة ؟) أجابه : ( لمَ تخلفتهم عنها ! ) .... فلا استغراب من ذلك والمسلمون يدركون عندما توسلوا بالعباس عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..... فكيف بأصحاب الإمام لا تُهيأ لهم القدرات ، والتي لها دور كبير في السيطرة على الأمصار لأن أولئك عندما يروا منهم من العلوم وآثارها _مما يفوق قدراتهم _ يقولون : إذا كان هكذا أصحابه فكيف بصاحبهم ،، فيخافون ويهابون فتستسلم الأمصار وتتحق العدالة خاصة أن الإمام يحكم كداود عليه السلام ، أي بالحكم الواقعي _ مما يرهب العصاة _ فيتوبون ..... خاصة وأن النبي عيسى عليه السلام يصلي خلفه ،، وهذا متواتر .
ومن صفاتهم أنهم يتصلون بالإمام مباشرة ، فعن الإمام الصادق عليه السلام : ( إذا قام القائم بَعث في كل أقاليم الأرض رجلاً يقول له الإمام عهدك في كفك ) وهذا له أوجه أيسرها : الأجهزة الإلكترونية .
أما الصفة الأخيرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في معجم أحاديث المهدي قال : ( أبشركم بالمهدي يقسم المال صحاحاً بالسوية ، ويملأ الله قلوب أمة محمد غنى ) .
وفي مورد آخر : حتى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام لا تضع قدميها إلا على النبات .
وبهذه الصفة خاصة : يزداد الشوق اشتعالاً في قلوب المؤمنين لهذه النعم ... إلا أن الشوق للمعنويات ولجمال الإمام ولكف الإمام وتسديده هو الرتبة المطلوبة .
اللهم أرنا الطلعة البهية الرشيدة والعزة الحميدة .... عن إمامنا الباقر عليه السلام : ( إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وأكمل بها أخلاقهم ) . إذاً فيوفقون للأخلاق والعلم ، حتى قال : ( تؤتون الحكم في زمانه حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله وسنته ) .

وأختم الكلمة بعد ذكر بعض الصفات الباعثة للإرادة والهمة والشوق والعمل ... أبشركم بشرى من خلال الحديث الآتي :
( إن العمل قبل الخروج أفضل من العمل بعده ) الكافي جزء 1 الحديث 2 باب الغيبة.
سئل الإمام الصادق عليه السلام : ( أيهما أفضل : العبادة في السر مع الإمام منكم المستتر أو العبادة في ظهور الحق ) قال عليه السلام : ( الصدقة في السر والله أفضل ) .

إذاً عمل المؤمن قبل الظهور مع ارتقاء حالة الشوق والتألم بآلامه هو أفضل الأعمال .
وفّق الله الجميع لذلك ، لتتحقق العزة والكرامة والإستقامة .


طالب المريدين

 

 

طالب المريدين غير متصل   رد مع اقتباس