[SIZE=5][COLOR=darkblue]السلام عليكم
البارحة وأثناء مرورنا أنا وصديقي بأحد الشوارع الرئيسة لمنطقة ..... لمحنا أضواء مشعة..
فتح صاحبي عينيه قال:
ملعب كرة القدم!..
خلاگين (أقمشة) معروضة للبيع هنا .. بيت هزاز يناطح الهواء المنعش (كأننا دخلنا في بداية الشتاء).. آيسكريم تحوم حوله أطفال وثيابهم الزاهية الشعبية تنعكس عليها الأضواء.. ماكنة (نفيش) تحوم حولها روائح "خنينة"!.. و محل لبيع ذرة .. ويش صاير !!.. أمم
فرك صاحبي خشمه المفلطخ"
أكيد المولد..!
لأن رقبة صاحبي طويلة لم أسمح له بأن يطل ليرى ما الذي يجري .. خفت أن تندلع حين يهفها الهواء فتنسحب تحت إطار سيارتي الجديدة..
أنوار الكشافات الضوئية أخذت مفعولها فأحسسنا أننا في النهار.. شاهدنا من وراء (الفنس) كيف أن المنصة معدة بطريقة جميلة وكيف أن الحاجز موضوع بين الرجال والنساء بشكل منسق حتى حسبت أننا في محفل عام كالذي يعد لمحاضرات نصر الله بلبنان.. ترتيب جميل..
قال صاحبي وهو يسترق السمع:
أسمع صوت النوري.. ما غيره!:as:
مهرجان جديد في اسلوبه .. أخذ من فكرة المهرجانات التجارية المقامة في أسواق دبي.. لكن الأسئلة كلها تغذي الفكر والروح.. ما قصر النوري
نفخ) في الجهال واجد!!..
ظهرت فرقة من الأطفال التابعين لروضة الإمام الرضا ..
وأمام طفولة حقيقية وبراءة ولائية لم نكن نلتفت إلى ضعف أدائهم في الأنشودة..
أطفال يجننون بثيابهم المبهجة وهم يحملون لافتات عليها أسماء أئمة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين..
فعاليات متنوعة.. شكلاً ومضموناً.. أشياء كثيرة استحوذت على تشويق الجمهور .. فقد كان الجو مفعماً جداً بروح البهجة الحقيقية مع كثرة الأطفال الذين بدوا وكأنهم يتهيأون للقرقاعون!..
وطفق النوري بحركات مفاجئة من الأسئلة للأطفال المتجمهرين .. طلب منهم قراءة سور وإنشاد أبيات و.. و..
..
دخلنا بهمة أنا وصاحبي.. صاحبي يقول: ويش فيك .. مشيتك مو طبيعية؟
قلت له:
أكيد.. أنا أحاول أعطي النوري ظهري.. أخاف يشوفني ويورطني.. وأنا مو محضّر !
ضحك وهو يقول:
صدقت.. يسويها النوري.. ترى هوه أبو دكات..
فجأة أحنى صاحبي رأسه فقد جابت المنطقة حدقات عينا النوري السحرية..قال صاحبي:
ويش عاد.. ليش ما تشارك؟؟!!
صرخ النوري (وأحسست أنه يقصدنا):
هل هناك من الجمهور من يود أن يلقي كلمة أو أبيات أو تهنئة.؟.
سرت الرعدة (وليس الرجفة) في أوصالي..
غمز لي صاحبي:
بيسويها فينا النوري.!.
خلني أحضر..
قلت له،ثم ذهبت للسيارة وأحضرت مسودة وأشياء أخرى.. لا مفر إذا حاصرني..!!
قال صاحبي:
لماذا لا تبادر؟!
قلت له:
تعرف أنني ورغم أنني ألقيت قصائد وغيرها مئة مرة لكن.. إلى الحين.. عندي اللحظات الأولى صعبة مثل شوط الكهرباء!
لما ابتعدنا قليلا للسيارة.. ترجل النوري من المنصة إلى حيث كنا جالسين قبل دقائق معدودة..وجعل يمطر الجمهور هناك بزخات من أسئلة باردة(!)..
لماذا انت هنا؟... ما الذي أعجبك في الإحتفال.. إلخ
هبت نسيمات باردة.. قلت:
الحمد لله ما صادني..!
رجعت إلى حيث كنا جالسين.. تلكأت كثيراً في أن أطلب مداخلة حتى انتهى الحفل:
لكنني
تخيلت أنني صعدت المنصة
وألقيت هذه القصيدة!:
أين القصيدة!!!
القصيدة