من منا يعرف " أبن الجنيد" ومن منا سمع به قبلا، إنه من جملة الفقهاء الذين تعرضت آثارهم للتلف والضياع والحرق على يد سلاطين الجور والنواصب وغيرهم.
هو أبو علي الأسكافي المعروف " بابن الجنيد" وبحثت في كتب الرجال ولم أعثر على مولده، توفي في الري سنة 318هـ وكانت وفاته هو والصدوق في سنة واحدة.
عاش في أيام معّز الدولة من آل بويه زير الطائع من الخلفاء العباسيين ، كان وجيهاً عند العلماء وثقة عند جميعهم وفتاواه كانت مرضية عندهم ومقبولة في الأغلب إلا ما نذر، قال عنه السيد الخوئي ( إن فتاواه مطابقة لأبي حنيفة).
ضاع كتابه المعروف في الفقه والذي يعد من المراجع الفقهية الهامة لاشتماله على آراء فقهية لها خصوصيتها، ولم يبق شيء من آثاره إلا ما ذكره عنه وعن كتبه من عاصره أو حصل على كتبه كالعلامة الحلي وأشباهه، وانبرى الشيخ الأشتهاري " أطال الله في عمره" ، يجمع أرآه المتناثرة في كتاب العلامة الحلي" المختلف" الذي كثر النقل عنه، فجاء كتاباً جامعاً مفيداً ونافعاً وسماه " مجموعة فتاوى أبن الجنيد".
ومن كتبه "تهذيب الشيعة لأحكام الشريعة" نحو 20 مجلداً و" المختصر الأحمدي للفقه المحمدي" في الفقه و " سبيل الفلاح لأهل النجاح" و " تبصره العارف ونقذ الزائف" ، وقد مدحه العلماء في كتبهم الخاصة بعلم الرجال وله كتاب " مختصر التهذيب" وهو الذي وصل إلى المتأخرين ومنه انتشرت مذاهبه وأقواله.
اللهم صل على محمد وآل محمد
ريحانة الإيمان