بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته : أما بعد
فها نحن وصلنا للحلقة الأخيرة من قصة العذراء مريم عليها السلام
أتمنى أن تستمتعوا معنا بما في القصة من أحداث عجيبة تشير إلى الرحمة الإلهية :
أهلاً بكم من جديد
بسم الله الرحمن الرحيم:
( {فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} (24) سورة مريم
من تحتها أي عيسى عليه السلام لأنه في وضعية الولادة يكون المولود تحت أمه أن لا تحزني يا أماه فقد جعل الله تحتكَ ماء جاري ، حيث نبع من تحت مريم ماء عذب، فنبت ذلك الجذع نخلة بفضل الماء المبارك الجاري من تحت مريم عليها السلام {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} (25) سورة مريم
وطلب منها أن تهز تلك النخلة فهزته فتساقط عليها رطباً كامل الاستواء للتو قد جني فجنيا صيغة مبالغة من جنى
{فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} (26) سورة مريم، فأكلت من ذلك الرطب والذي أكتشف الآن كثرة فوائدة للمرأة الحامل والمرضع والولود ، وأشربي من ذلك الماء النابع تحتك وأصبحي مسرورة وأذهبي إليهم ( بني إسرائيل) وإن كلمك أحد فأنتِ صائمة كما ذكرنا سابقاً أن الصيام قبل بعثة النبي الأكرم كان صياماً حتى عن الكلام ولكنه الآن لدينا بدعة ،
{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} (27) سورة مريم
فحملت مريم عليها السلام ولدها المسيح إلى القوم فقالوا قد جئتِ بشيء عظيم يا مريم
{يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} (28) سورة مريم
نادوها بأخت هارون وقيل في سبب ذلك:
1)أنه كان هناك شخص في زمانهم مشهور بالزنا أسمه هارون، فكانوا يقصدون أخت هارون في العمل
2)وقيل أن هارون هو أخو لها من أمها
3)وقيل أنه شخص مشهور بالتنسك والتعبد فإذا كنتِ أخته في ذلك فكيف تفعلين هذه الفعلة الشنعاء
4)وقيل أن نسبها يعود إلى نسب هارون أخو موسى عليهما السلام
{فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} (29) سورة مريم
فأشارت إليه دلالة على أنها صائمة ، فاستغربوا من ذلك فكيف يكلمون من كان بالمهد طفلاً صغيرا والمهد هو المكان الذي يجلس فيه الصبي ، ويعني ذلك أنها دخلت إلى غرفتها في بيت المقدس فلهذا أتت الآية بصيغة الماضي 0كان) ، ودائماً ( كان ) تستخدم للاستمرارية (وما كان الله بظلام للعبيد )
فتكلم المسيح فقال: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} (30) سورة مريم
قال عبد الله ولم يعرف بنفسه فقال أنا نبي الله عيسى بن مريم ....، لأن عبوديتهم ( بني إسرائيل) لم تكن عبودية خالصة لله تعالى ، فود أن يريهم أن أول عقيدة له هي عبادة الله سبحانه وتعالى ، أي أن عقيدتهم غير صحيحة فالعقيدة الصحيحة هي عبادة الله.
أعطاه الكتاب وهو التوراة وجعلني نبيا ولم يقل رسول، لأنه كيف يكون رسولاً وهو بهذا السن الصغيرة ، أي أن الرسالة له مؤجلة ، فمعنى الرسالة مرتبط بالتبليغ ، فقد أصبح النبي عيسى عليه السلام رسولاً بعد يحيى عليه السلام الذي كان بعد زكريا عليه السلام.
{وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} (31) سورة مريم
مباركاً أي أنه أينما يحل تحل البركة في ذاك المكان وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ، وهذه وصية الله سبحانه وتعالى لكل إنسان، {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} (32) سورة مريم
وكان يقول بأن كلامه فقط براً بوالدته وعدد صفاته فلم يجعله الله جباراً ، والجبار صاحب السلطة ولم يجعله شقيا ، والشقي هو التعبان في الدنيا {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} (33) سورة مريم
سلم عليه السلام على نفسه في هذه المواضع الثلاث بالذات ، لأنها من أصعب المواقف التي تمر على الإنسان، وهي ساعة ولادته وساعة موته ويوم يبعث حيا .
وبعد ذلك الخطاب أصبح نبي الله عيسى عليه السلام إنسان طبيعي فسكت بعد ذلك الخطاب الذي كان تبرئة لأمة( وقري عيناً) وأصبح طبيعياً فلم يتكلم الا في السن القانونية للكلام ولم يمشي إلا في السن المخصصة لذلك.
انتهى.
والحمد لله على كل حال ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
آسفة إن أطلت عليكم...
ريحانة الأيمان