السلام عليكم
أخي الفاضل.. عنوان مميز لمشاركة مميزة..
أرفض ان أكون مضاف..
مضاف؟؟!
يذهب الذهن إلى النحو حيث المضاف والمضاف إليه.. رغم ان المضاف هو (الأصل) والمضاف إليه هو الفرع الذي لا يتم المعنى إلا به!
كما قد يذهب إلى الفقه.. حيث الماء المطلق والماء المضاف.. فلماذا لا تريد ان تكون شربات!! على ما يقوله المصريون؟
كما قد يذهب الذهن إلى الكيمياء.. المواد المضافة..
لكن..
هنا يفجر الأخ مدى الروح قنبلته
ارفض أن أكون مضاف إليك
رائع
فالعالم هو عالم الوجدان..
ارفض أن أكون مضاف إليك
هذه الطلقة النارية صنعت بصفتها السلبية (أرفض) مجالاً خاصاً ورائعاً..
خاصة مع تكرارها عند كل مقطع..
وتكرار كلمة أرفض..
جعلت في النص حموضة لذيذة..
..
والمشاركة فيها رهافة حس كبيرة.. وتعبيرات ممتازة كثيرة..
من قبيل رفض: حتى شيئا يدل عليك
وقولك: وألان احرق كل أحاسيس كي أدافع عن نفسي
وأعجبتني الفقرة:
 |
|
 |
|
وهي مهملة بين أكواما من أبواق الحرية
والتي تصطف كل يوما أمامنا تقنعنا
بأننا شعب يغاث ليعيش تحت الاقامه الجبرية....... |
|
 |
|
 |
النص مذهل في بعض جوانبه.. فقد استخدمت العبارات بذكاء.. وقد وظفت المهارة في اللعب بالمعاني على نحو ملفت.. حيث أجدت الخاتمة بقولك:
 |
|
 |
|
وفي النهاية ............
وضعت هناك فوق ألتله القريبة وردة
بين مجموعة حجارة كتب عليها
قبر من يرفض أن يضاف إليك......... |
|
 |
|
 |
حيث جعلت لحركة روحك استقلالاً عن حركة نفسك..
لتأتي بعد رحيلك إلى قبرك (لتأكيد الرفض الدائم)
ولتؤكد ان الرفض مستمر حتى بعد الموت (التلة / بين مجموعة حجارة/ قبر من..إلخ)
لتجعله حين يأتي ييأس من قبوله!!!
وبالعبارة إياها.. العبارة المتكررة بذكاء استثمر عناصر القوة في الجو النفسي: يرفض ان يضاف إليك
مع ملاحظة أن هذه المرة: يرفض .. وليس أرفض.. فقد كانت بلغة الغائب.. وقد كانت لسان حال بقاياه (القبر)!
ولكن يظل السؤال المفعم الذي يستثيره نصك في لحظة الاختتام!
(الأمر الذي يدل على مدى إبعادك زاستثمارك للعامل النفسي)
أنت رفضت
رفضاً قاطعاً مؤبدأً..
حتى بعد الموت
لكن لماذا وضعت في طريق الطالب لإضافتك حين يأتي قبرك.. لماذا وضعت له وردة؟؟
لاشك أنني سأعود لقراءة نصك مرات ومرات