ما من نبي أو وصي نبي أو ولي إلا ونادى بالأخلاق الحسنة وعمل بها وحث عليها ونهى عن الأخلاق الرذيلة , بل إنها دعوة الله تعالى لبني البشر فما من صفة حسنة إلا وتزين بها جل ذكره وما من صفة رذيلة إلا وتنزه عنها سبحانه وتعالى .
أسلط الضوء معكم أخواني على بعض الأخلاق والسلوك التي من الواجب على الإنسان المسلم التخلق بها .
بعد أن تحدثنا معكم عن ( الأمانة ) مسبقاً بختصار ننتقل الى سلوك آخر من السلوك الأنساني وهو( الإيمان ) .
عرف أبن فارس الإيمان لغة : ( أنه التصديق . وآمن بالله أي صدقّتُ ) .
وأصطلاحاً : قال فيه الراغب الأصفهاني : أن الإيمان إذعان النفس للحق على سبيل التصديق ، وذلك بإجماع ثلاثة أشياء : تحقيق القلب ، وإقرار اللسان ، وعمل بحسب ذلك بالجوارح .
قال تعالى في محكم كتابه : (( ليس البر أن تولوا وجوهكم قِِبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وأبن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقم الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون )).
بينت الآيه الكريمة عدة أشياء مهمة جداً الإيمان بالله في الدرجة الآولى , اليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وهذا من الوجب الإيمان بهم .. ... وأتى المال . أي أنفق في سبيل الله وهذا من الإيمان .
إقام الصلاة وإتى الزكاة وهما فريضة مرتبطان بالإيمان . الوفاء بالعهد من الإيمان والصبر على البأس والجوع والفقر والضراء المرض من الإيمان أيضاً .
ومن قصص الإيمان : روي أن نبي الله عيسى بن مريم عليهما السلام ، مر برجل مقطوع اليدين والرجلين ، أعمى العينين ، أصم ، وقعت الأكله في بدنه وهو يقول : الحمد الله الذي عافاني من البلاء !! فقال نبي الله عيسى عليه السلام تحمده وقد وكلت البلايا بك ؟ وهل في خزانة الله بلاء أشد مما أبتليت به ؟ قال الرجل : نعم بلية الكفر والجحود وقال : ياروح الله وكل بلاء في جنب الكفر عافية من شفاء الصدور . ماأعمق إيمان هذا الرجل بالله تعالى .
هذا مالدينا اليوم ونلتقي معكم ومع سلوك آخر من السلوك الأنساني ودمتم ونسئلكم الدعاء
مع خالص التحيية من //// الساعي