فجْأة!
وفي تلك اللَّيلة الظلماء، وُجد البدر، إذْ أرسل الله تعالى العبد الصالح الإمام الخميني، لا ليُعيد الروح للحجاب فقط،
بل لإعادة الإسلام، كلّ الإسلام، إلى الساحة الدولية والتاريخية من جديد، وينسف قرناً كاملاً من الكرِّ والفرِّ،
والممانعة والمنازلة ﴿وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ﴾ سورة الأعراف المباركة، الآية:137..
قبل مطلع الثمانينيات (1978م) أخذ الحجاب يعود بقوَّة لا نظير لها في كلّ الأقطار الإسلامية، بشكل فوَّار وتدفُّقي:
في كلّ بلاد الشام، وكلّ شمال إفريقيا، وكلّ شرق آسيا، وكلّ أواسطها المحكومة بالشيوعية بالحديد والنَّار...
إلى كلّ العالم...
وبكلمة واحدة:
أصبح الحجاب ظاهرة عالمية لا يمكن إغفالها.
وبالمفهوم السياسي:
عادت المعركة إلى نقطة انطلاقها، إلى درجة الصفر، وكأنَّ شيئاً لم يكن.
بدأ المدُّ التصاعدي للحجاب، غزا كلّ البلدان والطبقات، إلتزمه المحبُّون شرعاً وشوقاً وتشفّياً وحبّاً وانتماءً
وهوية وعزَّةً وتحديّاً وانتقاماً... وموضة.
ومنذ ذلك الحين، يُتحدَّث عنه كلّ يوم:
في المحاضرات والصحف والمقابلات والندوات والحوارات والكتب والسينما والمدارس والجامعات ودور الأزياء ووسط "الفنانين"
أصبح الحجاب قضيَّة... بل أحياناً بات هو القضيَّة والرمز للإسلام ونُصرته أو معاداته.
"دُوِّل" الحجاب، واندلعت من أجله المعارك، بالمعنى الحقيقي لا المجازي للكلمة، وسُنَّت القوانين المناصِرة أو المعادية.
نسمع عن تفاصيلها دوماً في أوروبا وأميركا، والطالبات والمعلِّمات والموظفات...
هي معركة حتَّى يومنا هذا.