عودة الحجاب
مع المنتصف الثاني للقرن التاسع عشر (حوالى 1870م) بدأت تتسع الهجمة على الحجاب الإسلامي، بصريح الممارسة والمجاهرة،
من خلال المستشرقين من الأجانب، أو المتغربين من أبناء الأُمَّة، معتمدين على تقدم عسكري ومؤسسات تربوية، اقتحمت وتمركزت ثمَّ تحصَّنت...
وما زالت حتَّى يومنا هذا.وهي المرَّة الأُولى في تاريخ الإسلام الَّذي يُدان فيه الحجاب بهذه الطريقة الواثقة، والتحدي.
ومع مطلع القرن العشرين (1900م)، وتضعضع الكيانات السياسية الإسلامية، وقيام أنظمة تابعة أو منهزمة أو مسترضية،
بدأت الحرب على الحجاب تأخذ منحًى قانونياً تشريعياً في العديد من البلدان، تدور بين المنع والحظر والتضييق والتجريم...
وتبني حفلات تحت رعاية رسمية، يُدان فيها الحجاب، أو يُنزع، أو يُداس بالأقدام أو يُحرق راجع كتابي "العباءة النِّسائيَّة... إلى أين؟" ص34.!
ومع انقضاء الحرب العالمية الثانية، واستقرار الكيانات المستحدَثَة المصطنعة، والشعور العام بالهزيمة الَّتي أُرضعت
إرضاعاً لأبناء أُمَّتنا، استمر الهبوط البياني للحجاب، عدداً ونوعاً، ومع مرحلة الخمسينيات والستينيات (1960م)
بدأ "الحجاب" يترنَّح تحت وابل توالي الضربات، وكأنَّه سيخسر معركته بين يوم وآخر!
وهذا ما صرَّح به الكثيرون... خاصَّة أنَّ التقدُّم الحزبي آنذاك كان للقوى العلمانيَّة أو الشيوعيَّة وحتَّى الملحدة.
يومها، كان الدفاع عن الحجاب الإسلامي أمراً صعباً ومكلفاً.
ووصلنا إلى مرحلة، وبعد قرن كامل من القتال، أنْ أصبح الالتزام بالحجاب تهمة، وتركه علامة حضارة ورُقي!