(سلطان الأباريق)
يحكى أن رجلاً
كانت وظيفته الإشراف على الأباريق في حمام عمومي والتأكد من أنها مليئة بالماء
بحيث إذا أتى من يريد أن يقضي حاجته يأخذ أحد الأباريق
ثم يرجع الإبريق إلى مسؤول الأباريق الذي يقوم بإعادة ملئه للشخص المقبل وهكذا..
في إحدى المرات جاء شخص كان مستعجلاً فخطف أحد الأباريق بصورة سريعة وانطلق متجهاً
نحو دورة المياه فصرخ به مسؤول الأباريق بقوة وأمره بالعودة إليه فرجع الرجل على مضض
فأمره مسؤول الأباريق أن يترك الإبريق الذي في يده ويأخذ آخر بجانبه فأخذه ثم مضى لقضاء
حاجته وحين عاد ليرجع الإبريق سأل مسؤول الأباريق: لماذا أمرتني بالعودة وأخذ إبريق آخر مع أنه لا فرق بينهما؟؟!
قال مسؤول الأباريق بتعجب:
إذاً ما عملي هنا؟؟.
إن مسؤول الأباريق هذا
يريد أن يشعر بأهميته، وبأنه يستطيع أن يتحكم، وأن يأمر وينهي، مع أن طبيعة عمله لا تستلزم كل هذا ولا تحتاج إلى التعقيد، ولكنه يريد أن يصبح سلطاناً وحاكماً بأمره.
سلطان الأباريق
نراه بشكل متكرر في حياتنا اليومية
نراه في الدوائر الحكومية في المستشفيات في الجامعات في البنوك في بعض الشركات وأيضاً بين أهلنا وممن تكون بيننا وبينهم حاجة
نرى بعض الموظفين
الحاجة التي لك لا تحتاج منه سوى توقيع أو مجرد إفادة أو .. أو ...
فتراه يأخذ المعاملة وتكون حبيسة الأدراج
ليعطيك موعد بيوم آخر لاستلامها
وكل مافي الأمر هو جرة قلم
ولكن عقيدة النقص التي بداخله
لاتجعله يسهل الأمور على المحتاجين
فندما ينهي المعاملة في ظرف دقيقة
يشعر وكأنه لاقيمة له
يشعر وكأنه شخص ذو المهمة أم دقيقة
لذلك يعطل معاملتك ومصالحك
من أجل أن يوهمك بحجم مايعمله لك من خدمة كبيرة
ومقتضاها جرة قلم
اللهم اشفِ كل سلطان كسلطان الأباريق