عرض مشاركة واحدة
قديم 13-04-2013, 11:38 PM   رقم المشاركة : 14
حامل المسك
نائب المشرف العام
 
الصورة الرمزية حامل المسك
 







افتراضي رد: آية الله العلامة الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي في ذمة الله

أعزي العلم وأهله بفقد هذا الطود الشامخ وهنا وقفة مع الصحيح الشاعر جاسم

العلّامة عبد الهادي الفضلي.. أكبرُ من حنجرة الناعي









العظماء لا يموتون بـصمت، وإن كان الصمتُ هو أبلغ ما تبتكره الحناجرُ من رثاء حينما يكون صوتُ الفاجعة أكبر من حنجرة الناعي. وحينما ننفجع في العظماء، فإنَّنا ننفجع في الحقيقة والجوهر لأنَّهم يمثِّلون رمزا لحقيقةِ وجودنا وإكسيرا لجوهرِ كينونتنا. وفي هذا الأسبوع، غادرَنا إلى فردوس ربِّه رجلٌ بحجم أمَّة، رجلٌ جاء في موسم الجفاف وعيناه تحملان حقولَ سنابل، رجلٌ توحَّد بالفكر والحبر والورق ثمَّ تشظَّى في كائناتٍ من الكُتُبِ واستراح.. ذلك هو فضيلة العلاَّمة الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي رحمه الله تعالى. الكلماتُ التي استفاقت على فداحة المعنى وأنين العبارة، أيقظت معها الذكريات النائمة في مضاجع الزمان ومراقد المكان.

لا يمكن للغة أن تصنع شيئا أكثر من أن توزِّع حزنها وحزننا على الكلمات كي نرفع العزاء إلى أسرتك الكبيرة.. هذه الأسرة التي تبدأ من أفراد عائلتك ولا تنتهي عند حدود الأمة الإسلامية والوطن والثقافة بكلِّ أطيافها

هناك في العراق حيث الحوزة العلمية في النجف الأشرف ومنتدى النشر وكلِّية الفقه، وهنا حيث جامعة الملك عبد العزيز في جدَّة، والمجالس الدينية في سيهات والقطيف والأحساء.. هناك وهنا امتدَّ العلّامةُ الشيخ عبد الهادي الفضلي نهاراً مضيئا بالعلم والمعرفة كي يطرد ذئاب الجهل والظلام والتخلُّف. أجيالٌ من طلبة العلوم الدينية والأكاديمية تخرَّجت من أكمامِ معارفه، وما تزال هذه الأجيال تستسقي يديه فصولاً من العطاء، وتحفظ له هذا المعروف وساماً على جبين الأعوام. ومن نافل القول أنْ نذكر أنَّ شيخنا الجليل كان أحد الروَّاد الموسوعيين الذين جمعوا بين الثقافة الدينية والثقافة الأكاديمية، وأنَّه كان يزاوج ما بين الأصالة والمعاصرة في صناعة الفكر.. الشيخ عبد الهادي الفضلي رحمه الله تعالى كان فريدا من نوعه في تجاوزِ كلِّ ما هو قشريّ إلى ما هو جوهريّ، والتعامل مع البذور في كلِّ الحقول التي قام بفلاحتها، وعلى رأسها حقول اللغة العربية. لذلك، لا أراني مجافيا للحقيقة حينما أزعم أنَّ اللغةَ بعد رحيل شيخنا الجليل عالقةٌ في ورطةٍ كبرى حينما تحاول أن ترثيه، فهو اللغويّ الذي أفنى حياته في خدمتها، وكأنَّما الحروف تجمَّعت على نفسها في يديه فتكوَّنت المفردة، وتوحَّدت المفرداتُ فتكوَّنت الفكرة، وتجلَّت الفكرة فأضاء المعنى، وأضاء المعنى فأبصر الإنسانُ طريق الحياة. في رثائك يا (أبا إياد)، لا يمكن للغة أن تصنع شيئا أكثر من أن توزِّع حزنها وحزننا على الكلمات كي نرفع العزاء إلى أسرتك الكبيرة.. هذه الأسرة التي تبدأ من أفراد عائلتك ولا تنتهي عند حدود الأمة الإسلامية والوطن والثقافة بكلِّ أطيافها.. سلامٌ من الله عليك يومَ ولدتَ ويوم متَّ ويوم تبعث حيّا.

 

 

 توقيع حامل المسك :
رد: آية الله العلامة الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي في ذمة الله

رد: آية الله العلامة الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي في ذمة الله رد: آية الله العلامة الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي في ذمة الله
عَلَّمَتْنِي الْحَيَاة..ان أَجَعَل قَلْبِي مَدِيْنَة..بُيُوْتِهَا الْمَحَبَّة..وَطَرِيْقُهَا التَّسَامُح وَالْعَفْو وَأَن اعْطِي وَلَا أَنْتَظِر الْرَّد عَلَى الْعَطَاء ..وَأَن اصَدِق مَع نَفْسِي قَبْل أَن اطْلُب مِن أَحَد أَن يَفْهَمُنِي ..وَعَلَّمْتَنِي أَن لاأَندُم عَلَى شئ وَأن اجْعَل الْامَل مِصْبَاحَا يُرَافقُنِي فِي كُل مَكَان وَأَن احْتُفِظ بِأَحْزَانِي فِي قَلْبِي وَأَن ارْسِم الْبَسْمَة عَلَى شَفَتِي حَتَّى لاأَحْزن الْنَّاس
حامل المسك غير متصل