(الفضلي) الذي فرك المعادن في الروح واستخرج عناصر الضوء ، هذا الصدى الأحسائي الذي رنّ في كل الجهات ،
القلب المعتصم بحبل الإنسان ، المقلص من إنتاجية الإحن و الأضغان ، المتعب بالناس الداعي إلى (كلمة سواء) ،
لم يحتمله هذا الوقت المظلم لفرط وهجه فنفاه خارج المدار واستبعده عن المجموعة الكونية ليغط زماننا هذا
في سبات أعمق مع تنادي أصوات الظلمة في ليل الأمة الطويل .. أعلم بأن عاطفتي كعاطفة الآخرين حساسة متوقدة
هذه اللحظة ولا أريد أن ألجمها لكنني لا أريدها أن تتسيد الموقف بكلمات النعي وإقامة نصب من المفردات الجنائزية ،
قدر ما أرجو العمل وبإصرار على إبقاء (الفضلي) حاضرا وبكثافة عالية في العقل والوجدان معا لنصنع المعادلة التي
تعشقها الحياة سيرة ونهجا لا تعصب فيه ولا غلو ولا أوهام وخرافات ، وإلا ماذا سيبقى في الميدان بعد انسحاب فارسه
الأشد نزالا ومجابهة للحبر السام والأعمق رحمة ومحبة وحنانا في احتضان الحب الجريح .
رحم الله الشيخ الفضلي رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته .
جاسم عساكر