وقفة مع الدكتور الفضلي في كتيب: مذهب الأمامية بحث في النشأة
أهل البيت و الصحابة .. على حد سواء !!.
قال في ص9: (ان هؤلاء العلماء سواء كانوا من أهل البيت أو من الصحابة كانوا هم النواة الأولى في نشوء المذاهب الأسلامية والخطوات الأولى في طريق الاجتهاد الشرعي.. وقد كان هذا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان يتمثل في فهم النص الشرعي كما ذكرت. ومن الطبيعي والبديهي أن الفهم يختلف،وذلك لأختلاف مستوى الذكاء الفردي،واختلاف مستوى وسعة ما يمتلكه الفرد من الثقافة التي لها علاقة بفهم النص،ومستوى فهم الفرد لواقع الحياة ومدى ارتباط محتوى النص بذلكم الواقع.) انتهى. لا أدري كيف صح عند الدكتور الحديث عن أهل البيت كما لو كانوا من عامة الناس فيكون عالمهم كعالم غيرهم لا يختلف عنه الا في مستوى الذكاء.. ومستوى الثقافة والفهم لواقع الحياة فقط ..ثم لم يذكر صريحا أن المتميز بذلك الذكاء من هو.. هل هم أهل البيت أم غيرهم.. ولو أردنا حمله على أفضل المحامل لأفترضنا أنه يريد الأشارة الى ذكاء أهل البيت (عليهم السلام) وتفوقهم على غيرهم في مستوى الفهم لكن دون تصريح بذلك.. وهذا يعد عندنا من التجاسر على مقام أهل العصمة والطهارة (عليهم السلام)..وتنكر صريح لمنزلتهم ومقامهم العلمي والروحي الذي نؤمن به تبعا للآيات الصادعة بلزوم الرجوع اليهم واتباعهم لأنهم هم أهل الذكر: (فأسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون).. والآيات التي تحصر العلم بهم (ولا يعقلها الا العالمون) (بل هي آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم).. وغير ذلك من أيات كريمة.. فضلا عن الروايات الشريفة التي تصف علمهم ودرجاته..وتؤكد تفردهم بالعلم الواقعي وأن مصدره هو الوحي والألهام والنكت في القلوب وغير ذلك من طرق غيبية مذكورة في رواياتهم الشريفة.. لا التعلم الكسبي، ولا مستوى الذكاء ولا غير ذلك من عوامل عادية لتحصيل العلوم مما يناسب عامة البشر.. فهم أهل بيت زقوا العلم زقا.. وهم عيش العلم وموت الجهل..وهم العالمون بالاسم الأعظم لا يعلم ذلك أحد غيرهم.. وهم الوراث الوحيدون لعلوم الأنبياء وراثة متصلة برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهم الذين يضرب لهم عمود من نور كل ليلة جمعة ليروا فيه أعمال الخلائق: (قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) فهم المؤمنون الناظرون الى أعمالنا والشاهدون علينا يوم القيامة،وهم قرناء الكتاب وورثته وعدله الذين لا يفهم الكتاب الا ببيانهم ولا يهدي من الضلالة الا باتباعهم وولائهم،وليراجع القاريء الكريم كتاب بصائر الدرجات للصفار وكتاب أصول الكافي للشيخ الكليني في كتاب الحجة، ليطلع على حقيقة الحال.. وليرى أن الدكتور تحدث هنا عن أهل البيت (عليهم السلام) بكثير من التجاهل لتلك الحقائق وبكثير من الجرأة على مقامهم حتى ساواهم بمجموعة من العوام الذين لم يكن أحدهم يحسن السؤال فضلا عن أن يكون مجتهدا فضلا عن أن يقارن بمعدن العلم ومهبط الوحي
حجة الاسلام والمسلمين السيد علاء الدين الموسوي