عرض مشاركة واحدة
قديم 16-02-2013, 03:57 PM   رقم المشاركة : 20
مختلف
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية مختلف
 






افتراضي رد: أحوال يوم التاسع من ربيع ـ الأستاذ طاهر علي الخلف

تحية طبية للأخ العزيز طاهر الخلف

قبل البدء أود التعليق على بعض ما جاء به الأخ العزيز:


أولاً/ أعظم الأمور هو اللعن فهو أعظم وأشد وقعاً من السب والشتم فالسب والشتم إنما يكون بين طرفين لا ثلاثة أي عندما يسب فلان فلانا فإن النزاع بينهما، بينما اللعن ففيه طرف ثالث وهو الله تبارك وتعالى أي أن فلانا يلعن فلانا فليس هو من بيده الطرد من رحمة الله والإبعاد بل هو دعاء من الشخص على الآخر والإستجابة وهو القيام بعملية الطرد وتحقيق اللعن فعلا فهي الله .

ثم إن من وجب عليه اللعن فمن باب أولى أن يجب عليه السب والشتم إن كان يستحقه !؟.

نعم ورد ألا نكون سبابين وشتامين ولكن هذا ليس على إطلاقه بل هناك موارد تجوز الوقيعة فيمن كان يستحق ذلك وهذا بحث في محله.
واللعن أظهر وأبرز وأجلى مصاديق البراءة فلو أن شخصاً عمَّر ألف سنة ولم يقم بلعن مرة واحدة لمن يستحق سواء كانت في السر أو في اللعن فهذا يشك في عقيدته ويُخاف عليه يوم القيامة بل حتى في البرزخ عند انكشاف الحقائق فيرى أن ما كان يفعل ليس على نحو الحقيقة الواقعية ولذا جاء دور الشريعة ودور أئمة أهل البيت في تعليم الناس ما يصنعون في كل أمورهم حتى يغادروا هذه الدنيا إلى العالم الآخر وهم مطمئنون مرتاحوا البال يرون الحقيقة الواقعية كما هي لا شبهة ولا شبح فيها.

وان من منهج أهل البيت عليهم السلام هو اللعن والطرد من رحمة اللهإذ هم الواسطة الفيضية سواء في قوس النزول أو الصعود فكما أنه لا ينزل شئ من الله إلا بواسطتهم وعن طريقهم وأنهم هم وسائط الفيض الأقدس ابتداءا من الصادر الاول ثم عن طريق أبناءه المعصومين فكذلك هم الواسائط الفيضية في صعود الأعمال وكل شئ إلى الله فقد ثبت في محله أن النبي لعن فلانا وفلانا وفلانا وأن أمير المؤمنين أيضا وكذا الحسين وبقية الأئمة كما حصل لهم من لعن بعض وكلائهم وطردهم. فليس القصور في فهم البراءة بل القصور في فهم الولاء فليس الإتباع للمنهج العملي والسلوكي هو فقط من يوضح أن الإنسان على نهجهم فهذا ليس بكاف بل إن البراءة أهم من الولاء وكما يقال: التخلي ثم التحلي فأولا طرد أعداء الله من القلب وإفراغه ثم تحليته بمن هم أهل لذلك.

وأما مسألة إظهار اللعن بل حتى السب والشتم فليس بالأمر القبيح ذاتاً على من كان يستحقه نعم: هناك أماكن وأزمنة يجب فيها التقية بل الترضي على أعداء الله فهذا ليس هو الحكم الأولي وإنما الثانوي، وإلا فالأولي هو إظهار البراءة بكل أشكالها علنا وشهارا ظهاراً، وأؤكد كل ذلك حسب المكان والزمان حتى لا يلزم الضرر وإلقاء النفس في التهلكة بحسب العنوان.

والأمر الآخر أن مستحق اللعن إنما يكون لكفره وشركه بالله فمن خرج على أمير المؤمنين وناصبه العداء حتى أحدث المعارك وقتل الناس فهو من أشد مصاديق الناصبة وعليه فيستحق اللعن والطرد من رحمة الله ويجب البراءة منه علما وعملا سرا وعلنا ( يبقى إطهار البراءة جهارا قيد الزمان والمكان كما قلت ).

أما من حيث ملاحظاتي على تعليقك بما يخص الموضوع فهي:
أولاً: قلت: (ثالثا : لم أكن ذا رغبة من الأصل النقاش في هذا الموضوع)

أنت تعلم أنه لا شئ لدينا من غير المعصوم إلا ويدخل في مخرطة النقد إما سلبا إو إيجابا وأنت تعلم أيضاً أن موضوعك يدغدغ مشاعر من يعتقد بهذا الكلام فلا تحسب أنه يمر مرور الكرام ولذا لابد أن تتحمل نتيجة كل كلمة تقولها، وتتحمل أي هجوم قد يشن عليك سواء هنا أم في مكان آخر، وأن الموضوع لن يمر بلا نقاش .

نعم ، أكرر أن الموضوع قديم ولكن قد لا نلتفت إليه إلا بعد مدة ولذا جاءت الردود عليك.
أخي الفاضل: إن كنت لا تود النقاش في موضوع بشكل علمي فلم تضع الموضوع أصلاً؟؟

ثانياً: قلت : (وفي الوقت نفسه لا يعنيني أن عمر مات في هذا اليوم أو لم يمت)
أقول: هذا شأنك اعتقدت لو لم تعتقد وإنما أعتقادي أنا فأنا أعتقد أنه يمهني متى مات حتى أظهر الفرحة في ذلك اليوم أشد من من سائر الأيام وإن كنت يوميا أنا فرح ومسرور بذلك.
فالفرح والسرور في يوم موته إنما هو من أعظم القربات إلى الله فتأمل.

قلت: (بقدر ما يعنيني أننا لا نأتي بروايات ضعيفة وننسبها لأهل البيت العصمة والطهارة)

أقول: أولاً: هناك فرق بين الحديث الضعيف والموضوع فالحديث الضعيف ليس من الضرورة أن أن يكون مردودا بل يستفاد منه في موارد كثيرة ولذا فإن قد قرر في علم الحديث أنه لا يجوز رد الحديث الضعيف بل يحرم ، ولذا تفرعت المباني في الأخذ بالحديث الضعيف إلى مبمى الوثوق والوثاقة فالأول لا يعتني بصحة السند أكثر من صحة المضمون فالمضمون هو الحاكم عندهم على تفصيل في محله، وعلى الثاني وهو مسلك السيد الخوئي وجماعة فإنه يهمه السند بشكل كبير حتى يصدر الحكم في أي أمر، هذا في علم الفقه والأحكام والشرعية .

أما في القضايا التاريخية فلا يجب مراعاة الأسانيد بل إن من من كان عارفاً بالأصول يعرف كيفية التعامل مع هذه القاضايا سواء بأدلة التعارض أو التراجيح وليس يلزم أن يكون الحديث صحيح السند حتى تثبت الحادثة.
ثانياً: أن نسبة الأحاديث الضعيفة إلى أهل البيت إن كان بالقرائن التي توجب صدور الرواية فلا بأس وإن كان جزافا فهذا أمر آخر يكون في المناقشة، وهذه الرواية من تلك الروايات الواردة في مقام تبيان الإستحبابات لذلك اليوم وبيان ما حدث فيه فقد عكل بها بعض العلماء (والبعض هنا كثير) إذ أن لفظ ( البعض) لفظ مشكك يقع على القليل والكثير.
ولذا نجد أن السيد اليزدي وتابعه من علق على العروة الوثقى على استحباب الغسل في ذلك اليوم.
بل حتى السيد الخوئي والذي هو من المتشددين في مسلكه فإنه عمل بروايات في مقام إصدار الحكم والإستدلال على روايات ضعيفة السند، كل ذلك يحكي على أن أهمية المضمون مقدم على السند، إذ السند قد يثبت صحته ولكن المضمون يعارض كتاب الله فتأمل.
أما ما جلبته لنا من قول للشيخ كاشف الغطاء رحمه اللهفهو قابل للمناقشة إذ كلامه كله مبني على عبارة (يحتمل)، وهذا لايفيد، ووكما قال لا شك في أنها عليها السلام تظهر ابتهاجها باقتران ابيها مع أمها.
وأما قوله (ولكن على مرور السنين جهلوا السبب ...إلخ) فهذا أيضا قابل للمناقشة والرد بعدة أمور:
1ـ أن الشيخ كائف الغطاء كان من المصرين على الوحدة الإسلامية وهذا يقتضي التنازل عن بعض الأمور الشيعية فجاء بهذا الكلام ليخفف الوطئة على الشيعة وجزاه الله خيرا، ولكن هذا لا يمحي الحادثة.
2ـ أن كلامه هذا أن بعض الدساسين ... اتهام جزاف فيفتقر إلى الدليل ولا دليل عليه فيرد كلامه البتة.
3ـ وكذا يرد على الشيخ رحمه الله من أن العلامة المجلسي والذي توفي قبله بأربعة قرون تقريبا كان خرِّيت صناعة الحديث والرواية والدراية وأنه معجم أهل البيت المتنقل وأنه علامة زمانه في كثير من العلوم ويشهد لذلك كتابه موسوعة بحار الأنوار الذي اشتمل على كثير من العلوم تعليقا على روايات أهل البيت.
فكلام الشيخ (يحتمل...) ليس بالقطع وإنما يحتمل احتمالا فقط ولادليل على احتماله في رد الحادثة وإنما كلام العلامة المجلسي جاء على نحو القطع واليقين والذي هو حجة في مقام العمل إذ عبر العلامة بقوله (والمشهور بين الشيعة في الأمصار والأقطار في زماننا) بناء على مبنى أن الشهرة جابرة ، وفيه تفصيل في محله.
وغيرها من الردود والمناقشات لكلامه.

قلت أنك لست من أهل النظر والتحقيق.

اقول: من لم يكن من اهل النظر والتحقيق فليس بوسعه المقارنة بين الأقوال إذ التخصص يعني العلم بموارد التعارض والتراجيح وما ينبغي الأخذ به أو اطراحه، فإن كان هذا تواضعا منك فليس المحل محل تواضع وإن كان حقيقة فلا تغرق نفسك فيما ليس لك فيه، مع احترامي الشديد لك ولعلمك وثقافتك العالية، ولكن المحل محل نقاش وأخذ ورد.
ثم قولك أن من يشكل عليك فإنه يشكل على صاحب القول.
أقول : ومالضير في ذلك سواء كان القول قولك أو قول غيرك فالإشكال هو الإشكال والرد هو الرد لا يهمني من قال به بقدر ما يهمني مناقشة رأيه.

قولك : (ومستند هؤلاء الشهرة بين المؤرخين عند الطائفتين أو الإجماع أيضا)

أما مستندهم فمشكوك فيه إذ مصادره سنية وليست حجة علينا ولم يدون هؤلاء العلماء تاريخ الصحابة ويهتموا بهم بل نقلوا ما نقل إليهم، فيرد عليهم ويشكل ايضا.
أما السنة فحجتهم عليهم وليست علينا ولا إجماع في ذلك وإنما إجماع أهل السنة مع أنه يوجد خلاف في ذلك وإليك اقوال مختلفة في سن الرجل لتعلم أن الأمر مشكوك الأصل:
ماجاء في كتاب تاريخ الطبري ج2 ص736.
أنه قتل لثلاث بقين من ذي الحجة
,انه قتل لاربع بقين من ذي الحجة وولايته عشر سنين وخمسة اشهر واحدى وعشرين ليلة. وقيل ولايته عشر سنين وستة اشهر واربعة ايام وقيل عشر سنين وسبعة اشهر واربع ليال كما عن الضحاك في الآحاد والمثاني.
انه طعن لسبغ بقين من ذي الحجة وقال لست بقين .
اما عمره يوم قتل: فانظر إلى الأقوال وتأمل فيها:
1ـ 55 سنة.
2ـ 53 سنة وأشهر.
3ـ 63 سنة.
4ـ 61 سنة.
5ـ 60 سنة
6ـ 57 سنة.
وإضافة إلى هذه الأقوال نزيد عليها ما ورد من كتب متفرقة للقوم نقلا من كتاب (الوهمي والحقيق من سيرة عمر بن الخطاب) للكاتب المفكر المستبصر عبدالباقي بن قرنة الجزائري.
1ـ 54 سنة.
2ـ 52 سنة.
وكذا اختلف في يوم مولده فمن قائل يقول أنه ولد قبل الفجار باربع سنين كما عن الطبري (المصدر السابق) ومنهم أنه ولد بعد الفيل باربع عشرة سنة, كما عن تهذيب الكمال للمزي، ج21 ص322.
فهذه مجموعة من الأقوال التي تظهر عليها الثغرات في اقوالهم فقد يختلف في العمر في ايام او بعض اسابيع أو سنة وسنتين وتسامحا نقول خمس سنين وهو غير معقول. ولكن عندما يكون الفرق في الأقوال هي عشر سنين فهذا عين الجنون.
وكذا تجد أنهم في كتبهم عندما يؤكدون أنه مات وعمره 63 كل ذلك حتى يجعلونها منقبة له وأنه كعمر النبي فتأمل، فكيف لنا الإطمئان إلى أقوالهم وهي ليست حجة في الاصل علينا وخلاصة القول أن اقوالهم ليست حجة ومردودة.

أما بشأن ردك على أن مصادر الرواية التي استند عليها جمع من العلماء والمحدثين السابقين بانها رواية آحاد، وقلت ان سندها مقطوع وكذا ضعيف، فانظر إلى هامش قول المجلسي في بحاره.
واعتراف البعض من العلماء انها ضعيفة ومقطوعة لا يخدش في مضمونها وهذا واضح لمن يرى مسلك الوثوق.

نعود على بدء:
لاحجة لقول السنة علينا وهذا باختصار.
واما علماؤنا الابرار إنما نقل ما اشتهر بين العامة لا بيننا نحن الشيعة، ومن يرى قولا للمتقدمين وانه تحقيق فليأت به علنا نغير الموقف أو ننظر فيه.
وكذا قلت ان موضوعك وضعته هنا بالخصوص للرد والمناقشة ثم تناقض كلامك في ذيله بقولك: وللقارئ أن يختار ويميز,
فكيف تطمأن نفسك وقلبك لأن تجعل الناس يختارون ويميزون وهم لا دراية لهم بهذه الأمور وهي متعلقة بالتاريخ والاصول والرجال وغيره، وكذا انت تقول انك لم تنتهي منه ولم تكمله فهذا خلاف الإنصاف انك تجعلهم يحتارون ويميزون فتأمل.

أما عن نفسي فأنا كما قال صادق آل محمد : نحن ابناء الدليل اين ما ال نميل.
وأما الكتاب فقد قرأته مرات ومرات وكذا غيره من الكتب المتعلقة بهذا الشأن .
ثم إني لم اتهم احدا ولم اتهمك بالخصوص وإن كان شئ من ذلك فأنا اعتذر عن ذلك والعذر عند كرام الناس مقبول.



علما أنك قلت سابقاً أن أوراق البحث لم تكتمل وهذا خلاف الإنصاف العلمي حتى لو لم تأتي بالنتيجة وحتى لو كان استعراضاً للأقوال فقط فإن هذا لا يكفي لعرضه أما عوام الناس.

ولك مني كل التقدير

 

 

مختلف غير متصل   رد مع اقتباس