»*ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻓﻜﺮﻳﺔ
**
ﻛﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﺎﻟﻤﻄﻴﺮﻓﻲﻓﺮﺣﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔﺇﺩﺍﺭﺓ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ (ﻉ)
*- 25/01/2013ﻡ - 2:28 ﻡ | ﻣﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ: 279_________________________________________
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﻭﺭﺳﻠﻪ، ﺣﺒﻴﺐ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﺍﻟﻄﻴﺒﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ، ﺛﻢ ﺍﻟﻠﻌﻦ ﺍﻟﺪّﺍﺋﻢُ ﺍﻟﻤﺆﺑَّﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﻢ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ.
﴿ ﺭَﺏِّ ﺍﺷْﺮَﺡْ ﻟِﻲ ﺻَﺪْﺭِﻱ ~ ﻭَﻳَﺴِّﺮْ ﻟِﻲ ﺃَﻣْﺮِﻱ ~ ﻭَﺍﺣْﻠُﻞْ ﻋُﻘْﺪَﺓً ﻣِﻦ ﻟِﺴَﺎﻧِﻲ ~ ﻳَﻔْﻘَﻬُﻮﺍ ﻗَﻮْﻟِﻴ﴾([1]).*
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﻓﻘﻨﺎ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻧﻴﺘﻨﺎ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻟﻮﺟﻬﻚ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ:*«ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﺷﻲﺀٌ ﺃﺛﻘﻞَ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞَ ﻟَﺘﻮﺿﻊُ ﺃﻋﻤﺎﻟُﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﻓﺘﻤﻴﻞُ ﺑﻪ، ﻓﻴُﺨﺮﺝُ (ﺹ) ﺍﻟﺼﻼﺓَ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻴﻀﻌُﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺍﻧﻪ ﻓَﻴﺮﺟَﺢُ ﺑﻪ»*([2]
).
ﻳﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪٌ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻳُﻄﻞُّ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﻨﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﻘﺔ ﻟﻠﺨﻠﻒ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ (ﻋﺞ). ﻓﺄﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ (ﻉ) ﻧﻮﺭ ﻭﺍﺣﺪ، ﻣﺒﺪﺃُﻩ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ (ﺹ) ﻭﺧﺎﺗﻤﺘﻪ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ (ﻋﺞ). ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﻦ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﻫﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ (ﻉ).
ﻳﻮﻡٌ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻫﻮ ﻣﺤﻄﺔٌ ﻗﺪﺳﻴﺔٌ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻃﻮﻳﻼً. ﻭﻟﻨﺴﺄﻝ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ: ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ؟ ﻓﺎﻷﺋﻤﺔ (ﻉ) ﻣﻔﺘﺮﺿﻮ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻄﻠﻘﺎً، ﻓﻤﻦ ﻗَﺒِﻠﻬﻢ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺣﺴﻦ ﻓﻬﻮ ﻟﻪ، ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻠﻬﻢ ﻓﻌﻠﻴﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﻘﻨﺎ ﺃﻥ ﻧُﻈﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ، ﻭﺃﻥ ﻧﻌﻴﺶ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ، ﻓﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﺎﻡ، ﻫﻮ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ، ﻓﺈﻥ ﺃﺩﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻀﺎﻓﺔ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ (ﻉ) ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻈﻢ ﺃﺩﻟﺔ ﻋﺎﻣﺔ، ﺇﻻ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺼﻮﺹ ﺧﺎﺻﺔ.
ﻓﺸﻴﻌﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ (ﻉ) ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ، ﻣﻨﺬ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻷﻋﻈﻢ (ﺹ) ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻟﻠﻤﻮﻟﻰ ﻋﻠﻲ (ﻉ) ﻭﻫﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ (ﻉ) ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺠﻴﺎﺷﺔ، ﻭﻳﺘﻄﻮﺭ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﺸﻌﻴﺮﺓ.
ﻭﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﺩﻭﺭ ﺑﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻓﺎﺕ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ، ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ، ﻟﺘﺄﺧﺬ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﻣﺴﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻬﺪﻑ.
ﻭﻛﺬﺍ ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺩﻭﺭ ﻫﺎﻡ، ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺘﺼﻮﺭ ﺷﻌﻴﺮﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺣﻘﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺭﺍﻓﺪٌ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻛﺒﻴﺮ. ﻓﺘﻌﺮﻗﻞُ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺳﻂ ﺍﻷﻣﺔ ﻳﻜﺒﻮ ﺑﺎﻟﺸﻌﻴﺮﺓ، ﻷﻥ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻗﻮﺩﻩ، ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻗﻮﻯ ﺩﺍﻓﻌﺔ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ، ﻳﺸﻜﻞ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ.
ﻭﺧﻴﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﻠﻨﺒﻲ (ﺹ) ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻟﻼﻣﺤﺪﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺧﺪﻳﺠﺔ (ﻉ). ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺘﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺗﺸﻖ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺓ ﻭﺍﻗﺘﺪﺍﺭ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻨﺘﺰﻉ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ، ﻭﻫﻮ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﺆﻣَّﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ.
ﻭﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺃﻗﻮﻝ: ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ـ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ـ ﻫﻲ ﺫﻛﺮﻯ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ) ﻣﻦ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺧﺪﻳﺠﺔ (ﻉ).
ﺇﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺤﺮﻙ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﻳﺤﺮﻙ ﺍﻟﺸﻌﻴﺮﺓ؟*****
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺮﻛﻪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﺘﻤﻈﻬﺮ ﺑﻨﻮﺭﺍﻧﻴﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ (ﻉ). ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺛﻘﺎﻓﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺗﺒﻘﻰ ﻧﻤﻄﻴﺔ، ﻳﺠﺘﺮّﻫﺎ ﺍﻟﺠﻴﻞُ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻠﻪ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺗُﺬﻛﺮ.
ﻓﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺸﻔَّﺮ ﺑﺄﺳﺮﺍﺭ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻗﺪﺳﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻟﻪ ﺃﺛﺮﻩ، ﻓﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً، ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺣﺎﺿﺮﺓ، ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻑٍ ﺩﻭﻥ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ.
ﻭﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﺇﻥ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﻟﻢ ﺗﺒﻠﻎ ﺭﺷﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ، ﻷﻥ ﺛﻤﺔ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻤﻈﻬﺮ ﺑﺎﻟﺸﻲﺀ، ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﺍﻗﻌﺎً.
ﺇﻥ ﺫﻛﺮﻯ ﺗﺘﻮﻳﺞ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ (ﻋﺞ) ـ ﺃﻭ ﺫﻛﺮﻯ ﻓﺮﺣﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ (ﻉ) ﻛﻤﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ـ ﻫﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ. ﻓﺎﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ (ﻋﺞ) ﻭﺩّﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻏﻴﺒﺘﻴﻦ: ﺻﻐﺮﻯ ﻭﻛﺒﺮﻯ، ﻭﺍﻷﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺲ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﺘﻴﻦ، ﻭﻣﻊ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻷﺳﻒ، ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺘﻌﺎﻃﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ. ﻭﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻮ ﻋﺎﺷﺖ ﻧﺒﻴﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻮﺍﻓﻖ ﻭﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺍﻟﻤﻨﺤﻞّ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ، ﻟﻤﺎ ﺗﻄﺎﻭﻟﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻟﺘﻨﺎﻝ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ) ﻭﻟﻜﻦ، ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﻓﻲ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻻ ﺗﺘﻌﺎﻃﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ) ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺿﻤﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ، ﻓﻘﺪ ﺣﺼﻞ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻭﻳﺤﺼﻞ.
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺷﻪ ﺍﻷﺟﺪﺍﺩ، ﻭﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﺃﺣﺪﺍً ﻳﻌﺎﻧﺪ ﺃﻭ ﻳﻜﺎﺑﺮ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﻓﻘﺒﻞ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﺌﺔ ﺳﻨﺔ، ﻋﺎﺵ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻪ ﺍﻵﻥ ﺇﻻ ﻣﺘﻔﺮﻗﺎﺕ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ، ﺷﻬﻮﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ.
ﻭﻟﻜﻦ، ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ، ﻭﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ، ﻳﺨﻠﺺ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻓﺒﺎﻷﻣﺲ ﻛﺎﻧﺖ ﺫﻛﺮﻯ ﺗﺘﻮﻳﺞ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ (ﻋﺞ) ﻻ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﺣﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻃﻨﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻴﺾ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻸﻣﺔ ﻓﻘﻴﻬﺎً ﺟﻠﻴﻼً ﻗﺎﺋﺪﺍً ﻣﺮﺷﺪﺍً ﻧﻔﺚ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺗﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﺃﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ.
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﺣﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ (ﻉ) ﺃﻳﻀﺎً، ﻟﻜﻨﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺄﻝ: ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺃﺳﺎﺱ ﺗُﺒﻨﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ؟ ﻭﻫﻞ ﺃﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻭﻗﺪﺳﻴﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻻ؟ ﻓﺘﺠﺎﺏ ﺑﺄﺟﻮﺑﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ.
ﻭﻗﺒﻞ ﻣﺌﺔ ﻋﺎﻡ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ ﻋﻦ ﺗﺘﻮﻳﺞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻨﻴﺎً ﺑﺬﻟﻚ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻮﻓﺎﺓ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ (ﻉ) ﻳﻮﻡ ﻓﺮﺡ ﻭﺳﺮﻭﺭ، ﺑﺬﻛﺮﻯ ﺗﻨﺼﻴﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺠﺔ (ﻋﺞ)، ﻭﻣﻦ ﻳُﻈﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﻼ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺃﺟﺮﺍً ﻭﺛﻮﺍﺑﺎً.
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮ (ﻋﺞ) ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻪ، ﻭﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺮﺃ ﺁﺣﺎﺩ ﺍﻷﻣﺔ، ﻣﺎ ﻟﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﻤﻬﺪﻭﻱ، ﻓﻤﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺍﻟﻜﻮﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻀﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ (ﻉ) ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭ ﺭﺑﻬﺎ، ﻓﺴﻮﻑ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺣﺘﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ (ﻋﺞ) ؛ ﻷﻧﻪ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ، ﻭﻭﻋﺪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﺃﻋﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ، ﻓﺎﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺶ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﻭﻟﻦ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ (ﻋﺞ).
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﻭﺣﺮﺍﻙ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ، ﻓﻜﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﺠّﻞ ﻟﻮﻟﻴﻚ ﺍﻟﻔﺮﺝ، ﻟﻜﻦ ﺗﻌﺠﻴﻞ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻤﺼﻠﺤﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺩﺍﺋﻤﺎً، ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ ﺣﻴﺚ ﻳﺠﻌﻞ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ، ﻓﻘﺪ ﻏﻴّﺒﻪ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺫﻥ ﻟﻪ ﻓﻼ ﻳﺄﺫﻥ ﺇﻻ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺧﻔﻴﺖ ﻋﻨﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﻌﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻋﻨﺪﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﻭﻟﻨﺴﺄﻝ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺳﺆﺍﻻً ﺻﺮﻳﺤﺎً ﻣﺒﺎﺷﺮﺍً: ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺫﻥ ﻟﻠﺨﻠﻒ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ (ﻋﺞ) ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻓﻜﻢ ﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ، ﺃﻭ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ، ﺃﻭ ﺟﻴﺮﺍﻧﻪ، ﺃﻭ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ، ﺃﻭ ﻣﻊ ﺭﺑﻪ، ﺃﻭ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻧﻔﺴﻪ؟
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ):*«ﻛﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﺭﺉ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻠﻌﻨﻪ»([3]
).*ﻓﻜﻢ ﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﻀﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﺠﻞ ﻟﻮﻟﻴﻚ ﺍﻟﻔﺮﺝ، ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺮﻳﺮﺗﻪ؟
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﺣﺐ ﺑﺎﻟﻤﻬﺪﻱ (ﻋﺞ) ﻓﻲ ﺃﻱ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻟﻪ ﻣﻌﻪ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ. ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻋﻦ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ (ﻉ):*«ﻛﻢ ﻣﻦ ﺻﺎﺋﻢٍ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺻﻴﺎﻣﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﻈﻤﺄ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻢٍ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺀ»([4]
).
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ (ﻉ):*«ﻻ ﺗﻨﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻃﻮﻝ ﺭﻛﻮﻉ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺳﺠﻮﺩﻩ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺷﻲٌﺀ ﺍﻋﺘﺎﺩَﻩ، ﻓﻠﻮ ﺗﺮﻛﻪ ﺍﺳﺘﻮﺣﺶ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﻕ ﺣﺪﻳﺜﻪ، ﻭﺃﺩﺍﺀ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ»([5]
).
ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻈﺎﻫﺮ، ﻳُﺸﺘﺮﻁ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ، ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ. ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻷﻋﻈﻢ (ﺹ) ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: «ﺇﻥَّ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻣُﻀﻐﺔً ﺇﺫﺍ ﺻَﻠَﺤﺖ ﺻَﻠَﺢَ ﺍﻟﺠﺴﺪُ ﻛﻠُّﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻓَﺴَﺪَﺕْ ﻓﺴﺪَ ﺍﻟﺠﺴﺪُ ﻛﻠﻪ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ»([6]
).
ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮﻙ، ﻭﻳﻜﺮﻣﻚ، ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻮﻟﻴﻤﺔ، ﻭﻳﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﺐ، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ:
ﻳﻌﻄﻴﻚ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺣﻼﻭﺓً*******ﻭﻳﺮﻭﻍ ﻣﻨﻚ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻭﻍ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐُ
ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮ:
ﻧﻌﻴﺐُ ﺯﻣﺎﻧَﻨﺎ ﻭﺍﻟﻌَﻴﺐُ ﻓﻴﻨﺎ***** *ﻭﻣَﺎ ﻟـﺰﻣﺎﻧـِـﻨﺎ ﻋﻴﺐٌ ﺳﻮﺍﻧﺎ
ﻭﻧﻬﺠﻮ ﺫﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﺫﻧﺐٍ***ﻭﻟﻮ ﻧﻄﻖ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥُ ﻟﻨﺎ ﻫﺠﺎﻧﺎ
ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻳﺄﻛﻞ ﻟﺤﻢ ﺫﺋﺐٍ***ﻭﻳﺄﻛﻞ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻌﻀﺎً ﻋَﻴﺎﻧﺎ
ﻓﻠﻮ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ (ﻋﺞ) ﻟﻤﺎ ﺗﺄﺧﺮ ﻟﺤﻈﺔً ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ. ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺃﻥ ﺗﺼﺤﺢ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ، ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺇﻻ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﺒﻘﻰ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﻇﻠﻤﺎً ﻭﺟﻮﺭﺍً.
ﻓﻌﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺴﻦ (ﻉ) ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ:*«ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺣﺘّﻰ ﻳﺘﺒﺮّﺃ ﺑﻌﻀُﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ، ﻭﻳﻠﻌﻦ ﺑﻌﻀُﻜﻢ ﺑﻌﻀﺎً، ﻭﺣﺘّﻰ ﻳﺒﺼﻖ([7]
) ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺑﻌﺾ، ﻭﺣﺘّﻰ ﻳﺸﻬﺪ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ»([8]
).
*ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻭﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻨﻴﺮ ﺑﻬﺪﻱ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ (ﺹ).
ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.
**_________________________________________([1]) ﻃﻪ: 25 ـ 28.
([2]) ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ، ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﻠﻴﻨﻲ2: 494.*
([3]) ﺑﺤﺎﺭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ، ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺴﻲ89: 185.*
([4]) ﻧﻬﺞ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ: 395. ﺻﺒﺤﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ.*
([5]) ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ، ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﻠﻴﻨﻲ2: 105.*
([6]) ﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪ، ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: 224.*
([7]) ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﺍﺋﺞ ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺢ: ﻳﺘﻔﻞ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﻳﺒﺼﻖ.*
([8])ﺍﻟﺨﺮﺍﺋﺞ ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺢ، ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺮﺍﻭﻧﺪﻱ3: 1153. ﺳﺮﻭﺭ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻓﻲ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻇﻬﻮﺭ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﺑﻬﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻨﻴﻠﻲ: 49.
منقول من موقع جامع الامام الحسين
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ «0»