إضآافه /
لا شك أن هنالك من يولد في ظروف تجعله أقوى شخصية من غيره،
فكما يرث أحدنا الصفات الجسدية لآبائه وأمهاته مثل لون بشرته،
وتقاسيم وجهه، كذلك فإنه يرث صفاتهم النفسية بنسبة معينة،
ولكن ذلك لا يعني أن من لم يرث قوة الشخصية من آبائه فإنه لا يمكنه اكتسابها.
فالصفات التي نرثها ليست كلها من النوع الذي لا يمكن تبديله وتغييره،
ولا من النوع الذي لا يمكن الإضافة عليه بشكل أو بآخر..
فظروف الحياة، والتجارب التي يمر بها الإنسان، وتصميمه الجاد وقوة إرادته..
كلها تشكل عوامل تدفعه إلى زرع الصفات التي يرغب فيها في ذاته لتنمو في شخصيته.
وهذا يعني أن ضعفاء الشخصية يمكن أن يصبحوا بمرور الزمن أقوياء،
كما يمكن أن يولد أشخاص أقوياء في شخصياتهم من جهة الوراثة، ولكنهم بفعل الظروف الاجتماعية
والعائلية يفقدون قوة شخصيّتهم إلى درجة كبيرة.
إن النظر إلى الواقع العملي يكشف عن أن الأكثرية من أقوياء الشخصية
هم من الذين اكتسبوها من خلال الخطوات العملية،
التي مارسوها في حياتهم وليس من خلال عوامل الوراثة..
وأنهم كانوا يعانون من الضعف في فترات سابقة من حياتهم.
وهذا يعني أن كل إنسان يولد بحد أدنى من قوة الشخصية، ومن خلال التربية،
والإرادة والممارسات العملية، يكتسب قوة إضافية يضيفها إلى رصيده الطبيعي منها..
إن قوة الذات في جميع البشر تمكن في الالتزام بهدى الفطرة التي يولدون بها.
وهي تلك الطهارة الداخلية التي تولّد الحقيقة.. ومنها تنبع القوة كلها..
الله يعطيك العافيه