عرض مشاركة واحدة
قديم 23-12-2012, 06:07 PM   رقم المشاركة : 1
KaLoOn 3
مشرف بِريشتي أعبّـر
 
الصورة الرمزية KaLoOn 3
 






افتراضي . || لنقلل من مساحة الحزن || .


لنقلل من مساحة الحزن


تحفل حياتنا بالكثير من المتناقضات والاختلافات التي نراها ونعايشها باستمرار، ومن تلك المتناقضات الجمال والقبح، الحق والباطل، الكسب والخسارة، اللقاء والفراق.
وكذلك الحال بالنسبة للبشر فهناك اختلافات أيضاً في تصرفاتهم ومشاعرهم وردود أفعالهم تجاه ما يصادفهم من حالات مختلفة، حيث تتراوح تلك المشاعر بين الفرح والحزن، والحب وعكسه.
ولهذا تمر بنا مواقف كثيرة نتفاعل فيها مع أنفسنا، ومع غيرنا. وكلما كانت علاقتنا أقوى مع ذلك الغير كان تفاعلنا الإيجابي أو السلبي مع تلك المواقف أكبر.

بالتأكيد لا يوجد في دنيانا هذه من لم يذق طعم المرارة والألم،
كما لا يوجد فيها من لم تمر عليه ولو بعض أوقات السعادة.
ولكن الخلل قد يكون فينا لأننا نتعامل مع لحظات السعادة بتغافل غير مقصود، بينما نقف طويلاً للتشكّي أمام كل لحظة من لحظات الحزن. أي أننا باختصار قد لا نشكر عند السراء ولكننا نشكو عند الضراء، وننسى أن الله جل وعلا جعل مواقف الحزن أسباباً للتأمل ولمحاسبة النفس ومراجعة حساباتنا مع الجميع.

فالكل يعلم بأنه لا أحد سيبقى في هذه الدنيا الفانية مهما طال عمره،
وإن الحصيف هو من يتزود من هذه الدنيا بالأعمال الصالحة التي تفيده في آخرته، والتي تعينه على القيام بواجباته تجاه أسرته ومجتمعه، وهو من يحرص على أن تكون علاقاته الإنسانية مع الجميع حسنة ليترك ذكرى طيبة لدى محبيه ومن عرفوه.

إن تعاملنا مع الموقف الحياتية بشكل منطقي ومتوازن يزيل عنّا كثيراً من دقائق الحزن وساعاته، فتجعلنا نتذكر بأن ذلك الحزن سيعقبه بالتأكيد محطة سعادة جديدة، وإن علينا أن لا نغرق في الحزن حتى نستطيع أن نستمتع بأوقات السعادة القادمة، وأننا في أوضاعنا الحالية أفضل بكثير من غيرنا الذين تنقصهم أساسيات الحياة ومنها الأمن والطعام وغيرهما.

م|ن

 

 

 توقيع KaLoOn 3 :
KaLoOn 3 غير متصل   رد مع اقتباس