(2)
قال الدكتور/ إبراهيم بيضون:
(هي ثورة تتخذ فرادتها إذن في التاريخ، فلا نجدُ في صفحاته ما يقاربها دينامية وتوقداً وحضوراً، واستمراراً على مدى الزمان. فقد تأسست على تراث فكريٍّ ريادي، وتجربةٍ جذرية خاضها الإمام علي بعقل مفتوح على النخبة التي استحقّت ركوب الخطر إلى السلطة؛ ليبقى الإسلام مضيئاً في عقولها، وحتى لا تُستباح الحقيقة أمام اجتياح القبائل المضلّلة، التي استعادت حضورها ورجعت لها "أيّامها" الخوالي، فكانت خلافة الإمام بهذا المعنى، ثورة تهدف إلى بناء الإنسان المثال، أكثر مما كانت سلطة فقدت أدواتها وشروطها الملائمة. وكان "النهج" تعبيراً عن مشروع لم يكن لزمانه بعد هزيمة العلم أمام الجهل، ولكنه ترك للنخبة الاستهداء به في طريقها الموحش، رسالة حقٍ وعدالة وحريّة).
راجع: ثورة الحسين حدثاً وإشكاليات، د/ إبراهيم بيضون، ص65.
قال السيد/ محمد باقر الحكيم:
(لقد كان الحسين عليه السلام يمثّل الضمير الحي للأمة الإسلامية والعقل الواعي والمدرك للأخطار التي تتهددها وطبيعة المشاكل والظروف التي تحيط بها، وكان يدرك أن في مقدمة هذه الأخطار خطر موت الضمير والوجدان لديها، والذي يتحوّل بعد ذلك عادة من خلال الاستمرار والقبول بالأمر الواقع إلى نسيانها لدورها وفقدانها لخصوصيتها وتشويه الحقيقة والواقع والتحوّل عن الصراط المستقيم إلى الانحراف والطغيان).
راجع: ثورة الحسين، السيد/ محمد باقر الحكيم، ص51.
يتبع
أخوكم
زكي مبارك