السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أشكر الأخوة الأعزاء
أخي المشرف على هذا القسم (ابن الطرف):
لا شك أن كلا الزوجين يخطئان، ويتصرفان بتصرفات كثيرة لا تلامس الواقع المُعاش، إلا أن سلوك الرجل غالباً ما تكون السهام موجهة له لأسباب كثيرة، وهذا لايعني أن المرأة ليس عليها عتب!!
وحتى لا أتوغل فيما تفضلت به والذي أشاركك الرأي فيه، أحاول في هذه العجالة أن أوجز خطابي بكلمات عامة، وذلك على النسق التالي:
في تصوّري أن أولى المسائل التي يجب على كلا الزوجين أن يتفهماها وينئيا بنفسيهما عن الدخول في أتون الحرب النفسية ضد بعضهما، هو: تفهم طبيعة كل منهما الآخر، فغالباً ما يكون اندفاع المرأة بداية الزواج إلى تحقيق أكبر ذروة من الحب والعطف والحنان والعدل، وغالباً ما يكون اندفاع الرجل هو الغريزة النفسية والجنسية (وكل ما ذكرته أمر فطري ومطلوب) إلا أن تفهم كلا منهما الآخر من خلال التركيبة النفسية والجسمية من المسائل المهمّة، ولا يغرّنّك أخي العزيز بعض الشعارات المعاصرة التي تنادي بالمساواة الخارجة عن نطاق القرآن الكريم وشريعة السماء!! قال تعالى (وليس الذكر كالأنثى) مما يعني أن للرجل أدوار وللمرأة أدوار، وكذلك لكل منهما تركيبته النفسية والجسدية التي تعزز من قيام كل منهما بالدور المُناط به.
لذا .. على الرجل أن يتفهم هذه التركيبة بالنسبة لشريكة حياته ليتسنى له مراعاتها فيما لو أخطأت، وخصوصاً بعض الأعراض المتكررة والتي تكون فيها المرأة في وضع مختلف عن الأوضاع العادية، كالحمل والدورة وأعمال المنزل وتربية الأبناء ...الخ، كذلك على المرأة تفهم طبيعة الرجل وتركيبته النفسية والجسدية والتي منها العمل والكد خارج المنزل، سلطته التكوينية، بيئته التي منها ...ألخ.
وكتبت ذلك للشواهد التي رأيتها وقرأتها وسمعتها والتي تكاد تشكل ظاهرة في تعنّت آدم في سلوكه ضد جوهرة الحياة وقلبها النابض ومحيّاها المشرق (حواء)، فقد تخطئ المرأة في أدوارها، وقد يخطئ الرجل في أدواره، فلا أظنك تستطيع أن تسمع أن فتاة كُسر أنفها لمجرد أنها عارضت أمراً بسيطاً من أوامر آدم المتجبّر!! ولا أظنك ترضى أن تُهان حواء لأجل تأخرها في تجهيز نفسها للخروج .. ولا ولا .. وحتى تستشعر ذلك فضع أختك أو ابنتك في تلك المواقف المؤلمة لترى كيف أن حواء مهضومة مظلومة مقهورة من قبل أخينا آدم (حفظه الله وأصلحه).
والحديث يطول في هذا الجانب، لكن خلاصته: تفهم دور كل منهما الآخر، والتعذير لما يطرأ على حياتهما من أخطاء صغيرة وكبيرة، والعتاب والمناقشة الهادئة هما الهدف المرجو .. فالمرأة لها مكانتها وكرامتها، والرجل له مكانته وكرامته.
تحية لكل آدم .. تحية لكل حواء
أخوكم
زكي مبارك