عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2012, 10:57 PM   رقم المشاركة : 57
حنين فاطم
طرفاوي نشيط
 
الصورة الرمزية حنين فاطم
 







افتراضي رد: مما خلقت ..؟ أمن طينا أو من نور؟!

ومما شدني من الروحانيات ..

أذكرُ لكم إحدى جواهر المرحوم الشيخ رجب الخياط:
كان الشيخ يرى أنّ الإنسان ما دام قلبه مشغولاً بمحبّـة ما سوى الله، فهو لا يصل إلى المقصد الأعلى للإنسانية، وحتى إذا كان مراده من وراء مجاهدة نفسهِ كمال ذاته، لا تتحقق له تلك الغاية.
إذاً طالما أنّ لنا نيّـة السّعي لأجل أنفسنا، فغايتنا سوف تواجه عراقيل عديدة، ولن يتحقّق المطلب..
انطلاقاً من هذه الرؤية، جاء أحدهم مسترشداً إلى الشيخ رحمه الله، يسأله: إنني مهما أمارس من رياضة روحية لا أحصل على نتيجة، فكان يجيب عليه:
إنك عملت من أجل النتيجة، هذه المدرسة ليست مدرسة النتيحة، وإنما هي مدرسة المحبّة ومدرسة طلب الله.

هكذا عزيزاتي إن سعينا يجب أن لا يعتني بالكمّ والنفس! بل بالكَيْفِ.. هل نؤدّي أعمالنا من صلوات ودعاء وزيارات، بإخلاصٍ وتوجّـه ومحبّــة لأجلِ الله؟! أم كيف نؤدّيها؟! (ليتنا نراقب أنفسنا في هذه النقطة) فلو قمنا بتأدية كلّ أعمالنا لله.. لما تأخّر الغيث والنّور عن تتويجِ أرواحنا بعبقهِ وطهرهِ..! ولكفانا السّعي دون رؤية النتيجة... فما الدّين إلا الحبّ.. وما أحلى المسير في الحبّ..!!

ذكر سماحة الشيخ مثالاً طريفاً قد حصل له في كيفية تعلّم المحبّـة، حيث قال أنّه:
في ليلة ما.. كان غارقاً بها في التضرّع ومناجاة الحبيب، لاحظ في تلك الأثناء فراشةً بالقربِ، تدورُ حول المصباح.. لامست بطرفها المصباح فسقطت ولكن بقي فيها رمق من الروح، فبادرت وتحركت متجهة نحو ذلك المصباح حتى أهلكت نفسها.. فأُلْهِمْتُ في هذا الموقف أن أتعلم المحبة من هذا الحيوان... يجب أن لا تتحجج بالحجج الواهية؛ فهذه هي حقيقة حال المحب من حبيبه..

في دعاء أبي حمزة الثمالي ((وأن الراحل إليكَ قريب المسافة، وأنك لا تحتجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الأعمال دونك)).

فليس لله حجاب، ولكن أعمالنا هي التي تحجبنا عنه.. ولو أزيل الصدأ الذي خلّفته أعمالنا القبيحة على مرآة القلب، سيشاهد القلب جمال الله ويقع في حبّه،،
ولأجل إزالة غبار الطريق وجلاء القلب من حجاب الأعمال الرذيلة، يجب قبل كل شيء تخلية القلب من حب الدنيا الذي هو رأس كل خطيئة...
فالإنسان إذا أراد الدنيا لله فهذه مقدمة لوصاله، وإذا أرادها لغير الله فهي آفة لمحبته..

روي عن الإمام علي (عليه السلام) كما أن الشمس والليل لا يجتمعان، كذلك حبّ الله وحب الدنيا لا يجتمعان.

يبقى السؤال... كيف نحبّ الله؟!

كان الشيخ يهتمّ اهتماماً خاصاً بعامل الإحسان إلى الناس لما لـه من دور في إيجاد الأنس بالله ومحبته، فكان يعتقد أن طريق محبة الله يمر عبر محبة الناس وخدمتكم وخاصةً المساكين منهم والمستضعفين..

رُوِي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: الخلق عيال الله، فأحبّ الخلق إلى الله من نفع عيال الله وأدخل على أهل بيتٍ سروراً.

 

 

 توقيع حنين فاطم :
أنما الدنيا كبطن الحوت
يا مخرج يونس من بطن الحوت .... أخرجني من بطن الحوت سالمة
حنين فاطم غير متصل   رد مع اقتباس