عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-2012, 03:39 PM   رقم المشاركة : 1
ابن الشهيد
مشرف الواحة الإسلامية وهمس القوافي
 
الصورة الرمزية ابن الشهيد
 







افتراضي شاعر من الطرف قال في سيد الكائنات

مِن الوُجُودِ إِلَى أُفُقِ الخُلُود

شعر: حسن الربيح


أَيُّ بُشـرًى أَضَاءَتِ الكَونَ دَهرَا



ثُمَّ رَاحَتْ تُسَابقُ الدَّهرَ عُمرَا؟


يَومَ أَهوَى (جِبرِيلُ)، يَحمِلُهَا لِلأَرضِ



عَجلانَ، يَستَحِثُّ المَسـرَى


أَرهَفَ الأُفْقُ سَمعَهُ، وَتَلَقَّتْهَا


الرَّوَابي مِن سَلسَلِ الوَقعِ سَكرَى


وَالصَّحَارَى تَهتَزُّ مِن رَوعَةِ المَسِّ



فَيَنوِي وَقَارُهَا أَنْ يَفِرَّا

اللَّيَالِي تَفِيضُ مِنهَا شُمُوسًا



مِن سُرُورٍ، وَالفَجرُ يَلبَسُ فَجرَا


وَقُلُوبُ الأَيَّامِ تَطفَحُ بِشـرًا



وَتُعِيدُ الإِيقَاعَ فِي الدَّمِ، بِكرَا


تِلكَ بُشـرًى، أَمْ نَفحَةٌ مِن جِنَانِ اللهِ


هَبَّتْ تُشِيعُ فِي الكَونِ عِطرَا؟


كَيفَ تَفنَى، وَهيَ الَّتِي تَمنَحُ



الآبَادَ مَعنًى مِنَ الوُجُودِ، وَسِرَّا؟!


وَهيَ كَانَتْ مِن قَبلُ فِي صُحْفِ (مُوسَى)



أَمَلًا يَترُكُ المَوَاعِيدَ خَضـرَا


وَانتِظَارًا مُصَدَّقًا فِي (الأَنَاجِيلِ)



وَإِنْ أَظهَرَتْ لَهُ النَّاسُ نُكرَا


تِلكَ بُشـرًى قدْ بارَكَتْهَا يَدُ اللهِ



فَأَولَتْ عَلَى صَدَاهَا النَّشـرَا


صُوَرٌ أَشرَقَتْ بَهَاءً، وَيَومٌ



قَد تَسَامَى بِهَا جَلالًا، وَقَدرَا



**
**
**
اُغمُرِينَا يَا غَيمَةَ المَولِدِ الخَيرِ



وَسُرِّي وَجهَ الثَّرَى المُكفَهِرَّا


وافرُشِي في الرَّمضَاءِ ظِلًّا مَدِيدًا



يَتركِ الرَّملَ للتَّباشيرِ مَجرَى


وَاهطُلِي تُعشِبِ المَشَاعِرُ فِينَا



وَتُغرِّدْ بَلابلُ الرُّوحِ شِعرَا


وَامزُجِي مَاءَكِ المُبَارَكَ فِي حِبرِيَ


أُبدِعْ مِن نَفحَةِ المَزجِ سِحرَا


أَبعَثُ الدِّفءَ فِي قُلُوبِ مُحِبِّيكَ



فَيَستَعذِبُونَ فِيكَ الجَمرَا


وَ يَهِيمُونَ فِي مَدًى مِن أَناشِيدَ



وَتَبقَى أَسمَاعُهُمْ تَتَقَرَّى


حَلَّقُوا فِي عُلاكَ، لَم تَتعَبِ الأَروَاحُ



مِنهُمْ، وَمَا مَلَلْنَ الغَمرَا


وَأَنَا العَاشِقُ الَّذِي طَوَّفَتْ بِي


فِي مَعَانِيكَ لَهفَةٌ بَعدَ أُخرَى


أَلمَحُ الأَمسَ، ثُمَّ أُوغِلُ فِيهِ


فَإِذَا (مَكَّةٌ) تَهَلَّلُ بِشـرَا


وإِذَا (هَاشِمٌ) تَشَعشَعَ تَاجُ المَجدِ



فِي هَامِهَا، وَثَبَّتَ فَخرَا


وَإِذَا بـ(الوَلِيدِ)، وَ اليُتمُ يَزهُو



أَنَّهُ مِن أَلقَابِهِ نَالَ ذِكرَا


وَإِذَا مِنهُ حِجرُ (آمِنَةٍ) يَندَاحُ



كَونًا، تَبَارَكَتْ مِنكَ حِجرَا


وَإِليهِ (حَلِيمَةٌ) شَدَّتِ القَلبَ



فَدَرَّتْ عَطفًا، وَطَابَتْ صَدرَا


وَحَمَاهُ (الكَفِيلُ) مِن كلِّ نفسٍ



أَضمرَت كَيدَها، وأَورَتْ شَرَّا


كَلَّلَتهُ السَّمَاءُ رَعيًا، وَإِنْ أَخفَتْ



لَهُ الأَرضُ فِي الحَنَايَا غَدرَا


فَمَشَى وَالهُدَى يَفِيضُ بجَنبَيهِ



يُجَلِّي لِلتَّائِهِينَ المَسـرَى


وَيَرُدُّ المَسلُوبَ فِي عِزَّةِ الإِنسَانِ


مِن بَعدَ مَا أُذِيقَتْ قَهرَا


فَتَقُومُ العَبيدُ تَنفُضُ ذُلًّا


وَتَرُوحُ الأَسيَادُ تَحملُ ذُعرَا



**
**
**
أَيُّهَا الفَاتِحُ الَّذِي فَتَحَ الدُّنيَا



ببَدوٍ كانوا رُعاةً نَزرَا


قَد أَخَافُوا بصَادِقٍ مِن جَرِيدِ النَّخلِ



سَيفَ البُغَاةِ، فَارتَدَّ خُسـرَا

وَقَفُوا فِي الجِهَادِ صَفًّا مَنِيعًا



لَم تُزَعزِعْهُمُ الجُيُوشُ الكُبرَى


وَرَمَتْ (تَمرَةَ الحَيَاةِ) نُفُوسٌ



أَدرَكَتْ مِن لَذَائِذِ الغَيبِ أُخرَى

وَيُلَبِّي مِن (خَيمَةِ العُرسِ) قَلبٌ



لَم يُتَمِّمْ مِن نَشوَةِ العِشقِ شَطرَا


وَيَعَافُ (الشَّبَابُ) إِغرَاءَ نُعمًى



نَثَرَتْ بَينَ نَاظِرَيهِ التِّبرَا


وَ(مُلِحٍّ) يُرِيدُ أَنْ يَطَأَ الجَنَّةَ



فِي (عَرجَةٍ)، وَيُبدِعَ نَصـرَا


وَ(حَصَانٍ) شَدَّتْ عَلَى البَأْسِ جُرحًا



فَيَمِينٌ تَأْسُو، وَتَضـرِبُ يُسـرَى


وَ(غُلامَينِ) أُلهمَا حِكمَةَ المَجدِ:



مَتَى كَانَتِ البُطُولاتُ حِكرَا؟


وَ(عَلِيٌّ) أُسطُورَةُ الحَربِ، يُملِيها



ذِراعٌ، وصارمٌ رَاحَ يَقرَا

فَأُولاءِ الَّذينَ أَودَعَ فِيهِمْ



(أَحمَدُ) الطُّهرُ مَبدَأَ الحَقِّ بَذرَا

ثُمَّ أَجرَى (القُرآنُ) فِي كُلِّ قَلبٍ


مِنهُمُ، مِن عَذبِ العَقِيدةِ نَهرَا


أَدرَكُوا فِي دِمَائِهِمْ لَذَّةَ الإِيمَانِ


فَاهتَزَّتِ الجَوَارِحُ غَيرَى


وَأَقَامُوا حَضَارَةً، لَم يَطَلْهَا



(قَيصَـرٌ)، أَو سَمَا لَهَا مَجدُ (كِسـرَى)



**
**
**
أَينَ سِرنَا عَنهُمْ، وَأَيُّ هَوَانٍ



قَد رَضِينَا فِيهِ الطَّرِيقَ الوَعرَا؟؟


ذَاكَ مَسـرَى الرَّسُولِ تَسـرَحُ فِيهِ



عُصبَةُ الغَدرِ، وَالنِّفَاقِ المُعَرَّى


لا تُطِيلُوا النَّحِيبَ، وَالنَّدبَ فِينَا



يَا بَنِينَا، فَنَحنُ بالحَالِ أَدرَى


كُلُّ مَا عِندَنا بَلاغَةُ صَمتٍ



أَوَ لَيسَتْ مِن دَعوَةِ الشَّجبِ أَحرَى؟


وَهيَ أَجدَى للنَّومِ فِي كُلِّ وَقتٍ



كَي تُقِيمَ الطُّيُوفُ لَهوًا حُرَّا


يَا لِتِلكَ الأَمجَادِ تَسخَرُ مِنَّا



وَلِهذِي الآمَالِ تَنزِفُ صَبرَا!


فَمَتَى نُوقِفُ النَّزِيفَ، فَيَزهُو


المَجدُ فِينَا، وَيُصبِحُ الحُلمُ جَهرَا؟



ربيع الأَوَّل 1430هـ

 

 

 توقيع ابن الشهيد :
وطائفة منهم قد خطفهم الحسين منهم
ابن الشهيد غير متصل   رد مع اقتباس