25-05-2012, 02:18 AM
|
رقم المشاركة :
9
|
|
رد: عظمة العلم والعلماء
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النجم الحاد |
 |
|
|
|
|
|
|
أحسنت أخي مختلف على النقل المميز
.................................................
دعني أخي مختلف أناقشكم موضوع دائماً يخالج تفكيري , وأرجو منكم التجاوب معي وعدم الخطأ في فهمي .
من خلال تفكري وتأملي ونظرتي القاصرة في حال مجتمعي , أجد أن من النادر أن تجد أحداً يهتم بمعرفة الله تعالى . فتجد معظم الناس يهتم (بكم) من الأعمال العبادية التي يعملها ويكون مبتغاه الأول و الأخير الأجر , فكيف نعبد من لا نعرف ؟! وكيف نخشى من لا نعرف ؟!. فمثلاً : عندما كنت في المرحلة الإبتدائية , رأيت مجتمعي إهتم إهتماماً كبيراً بتعليمي كيف أجوّد القرآن الكريم وأحفظه . فكانت هناك حصة تهتم بتعليم التجويد وحصة أخرى تهتم بحفظ القرآن الكريم وهذا أمر مهم ولا أنكره ولكن أقولها بحرقة لم أجد مادة تهتم بتعليمي كيف أتدبر القرآن الكريم وكيف أنتفع من القرآن الكريم وكيف أصل إلى معرفة الله من خلال تدبر آياته وهذا أخسرني من الوقت الكثير . ثم إنتقلت من المرحلة الإبتدائية إلى المتوسطة إلى الثانوية والوضع متكرر ولكن الجديد هو زيادة عدد السور و الآيات المطلوبة للحفظ ومافائدة الحفظ والتجويد إن لم يصلني إلى الهدف الأهم وهو الذي من أجله أُنزل كتاب الله وهو التدبر . أيضاً نلاحظ أن معظم الناس يتعلم العلوم لهدف دنيوي : فمثلاً :من يتعلم في المدرسة الإحياء والكيمياء و غيرها من العلوم التي تهتم بالتفكر في خلق الكون , تراهم يتعلمونها لأجل التفوق والنجاح والحصول على وظيفة مرموغة لا لأجل التأمل في خالق الكون , وهم في الحقيقة معذورين لأن المدرسة والبيت شجعوهم على التفوق والنجاح منذ نعومة أظفارهم وليس لمعرفة خالق الكون وهذا أمر مؤسف في الحقيقة وسبب في تخلف الأمة .
النتيجة:
1- عدم الخوف من الله .
2- معصية خالق الكون , وحتى إن لم يعصي , فهو لا يعصي خوفاً من الله والعياذ بالله ولكنه لأنه يستحي من الناس وهذا ماقاله الشيخ البراهيمي في أحد محاضراته وهذا يحدث عند البعض للأسف .
3- عدم الخشوع في الصلاة والتلذذ بقراءة كتاب الله (والكثير يقول أنا ليش ما أخشع في صلاتي ) .
4 - اليأس وهم النفس وغمها في أمور دنيوية , وعدم هم النفس وغمها بأمور الموت و الآخره . حتى تجد البعض يكره من يذكره بالموت .
أخيراً :
أردت أن أنقل نكته للبعض أتمنى أن لا تفهموني غلط , وهي أن البعض عندما يشعر بالهم والغم يذهب إلى كتاب الله ويقرأه بترتيل من دون تدبر وتفكر آياته ويوحي إلى نفسه أن الهم والغم ذهب عنه بسبب قرائته للقرآن . الهم لم يذهب بسبب القراءة وإنما رحل عنه لأنه أوحى لنفسه أن بقرائته للقرآن سيذهب همه وغمه وهذا ماتثبته الأحاديث النبوية وعلم النفس ( أن التفائل بالخير يجلبه ) وإلا كيف ذهب الهم . أما إذا قرأه بتدبر وتفكر وإبتغاء حل المشكلة لذهب الهم والغم من خلال توجيهات كلام الله وفوق هذا سيجلب له السعادة له وهذا لا ينازعه أي عاقل .
إنتهى ...
|
|
 |
|
 |
|
اخي العزيز (النجم الحاد)
اشكرك من أعماق قلبي على مداخلتك العطرة وكلماتك الطيبة وإحساسك الرائع وحبك الصادق للعلم والمعرفة الإلهية
أخي الكريم/ إننا بحاجة ماسة إلى معرفة الله تعالى وكم هي حاجة المجتمع إلى ذلك لأن من لم يعرف ربه فلافائدة ولا قيمة لعباداته تعبد ما تعبد وصلى ما صلى وصام ماصام فبدون معرفة الله فلا قيمة لهذه العبادات أصلا.
أخي الكريم/ إن تألمك وتحسرك على ذلك يعني أنك بدأت تسلك السبيل الطيب والطريق المستقيم وهي أولى درجات العارفين ومرتبة من مراتب السالكين وهي مرحلة مهمة جدا ولكنها أيضا خطيرة لمن لم يتداركها فمن علم أنه لا يعلم وعرف أنه لا يعرف الله فأقفل قلبه وسمعه وبصره عن العلم والمعرفة الإلهية التوحيدية وسائر المعارف الإلهية فقد باء بسخط من الله تعالى وقد أضل بنفسه الطريق وجعل نفسه ألعوبة بيد الشيطان (النفس والهوى والشيطان كيف الخلاص وكلهم أعدائي)
اخي الكريم/ معرفتك بأن هناك معرفة هي أم المعارف واهمها واجلاها واوضحها وافضلها واشرفها لهو من مآثر الصالحين وسلوك سبيل الاوصياء والأولياء.
نعم: إن مجتمعنا غارق في المال والدنيا ولا يعرفون الله إلا في الشدائد لماذا أخي الكريم نلقي اللوم كله على الغير في عدم إصلاح المجتمع ولماذا نعلق تربية أطفالنا على عاتق الآخرين لماذا نحن لا نحسن تربيتهم واخلاقهم حتى الوصول بهم إلى المدينة الفاضلة.
تارة ترى المجتمع غارق في موضة القصات وتارة في المطاعم وتارة في السيارات والجوالات ووووووووووووووووو إلخ.
ومع ذلك لا يكلف الشخص نفسه ويتعبها ولو للحظة واحدة في التدبر في القرآن الكريم وأخبار الأئمة الطاهرين، إن المجتمع تائه عن الحق والحقيقة فكما يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: أفضلكم إيمانا أفضلكم معرفة
اين المعرفة ونحن منغمسون في الشهوات والملذات الدنيوية فتجد أن المجتمع لايعيرون اهتماما للمسجد ولا للحسينية نعم هناك تقصير في أداء بعض الخطباء وليس الكل وهناك تقصير واضح من متديني المجتمع لكن هذا لايسوغ الإنغماس في الدنيا والإنغمار فيها فكل شخص مسؤول عن رعيته والنفس من رعايا الشخص فيجب حسن رعايتها والنفس كشهوة البطن إلا أن شهوة البطن تشبع بملأ البطن بالأكل والشراب حلال كان أم حراما نعوذ بالله
أما النفس فلا/ لأن النفس هي نفس روح الإنسان والروح غير مادية وهذا يعني أن طعامها وشرابها ليس الأكل والشرب المادي بل الغذاء الروحي والغذاء الروحي يتمثل في المعرفة والعلم والتعلم وسلوك سبيل المتعلمين
فكما يقول أمير المؤمنين والتي صدرنا بها موضوعنا في البداية: يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها ، احفظ عني ما أقول ، الناس ثلاثة : عالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق.
فالأوعية متفاوته منها ما يضيق عند ملئه والبعض الآخر مهما ملأته فإنه يقول هل من مزيد فيقول امير المؤمنين عليه السلام : كل وعاء يضيق إلا وعاء العلم فإنه يتسع، وقوله: العلم لا ينتهي، وقوله : العلم أكثر من أن يُحاط به ، وغيرها من الكلكات النورية العظيمة التي تكشف لنا أن العلم والمعرفة هي الغاية من خلق الخلق، يقول مولانا الإمام الحسين عليه السلام: أيها الناس إن الله جلَّ ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة مَن سواه، فقال له رجل : يا بن رسول الله بأبي أنت وأمي فما معرفة الله ؟ قال معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته.
إذن يتحصل مما ذكرنا أن العلم والمعرفة غير متناهية لعدم تناهي المفيض وهو الله سبحانه وعدم تناهي تكامل الإنسان في كل العوالم المادية والمجردة، وأن الإنسان كلما تكامل هنا في الدنيا أنار طريقه في العالم الآخر، وهنا أريد أن ابين نقطة مهمة جدا لعلها تكون بادرة خير في نصح المجتمع وهي:
الجزاء عين العمل/
ماذا يعني هذا أي أن نفس الجزاء الذي يترتب على اي عمل هو عين العمل عينا مثال ذلك: يقول الله سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) ويقول عز وجل: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ)
وغيرها من الآيات.
اي أن نفس الذي يأكل مال الناس بالباطل والربا والإختلاس والسرقة وغير ذلك فإنه في عين أكله لهذا المال فإنه يأكل في بطنه نارا وإن لم نراها للحجب والموانع التي تمنعنا من رؤية عالم الملكوت والمشاهدات التي هي وراء العين المجردة، ونفس الذي يغتاب شخصا فهو في نفس غيبته لذاك المؤمن فهو يأكل لحم ميتة التي حرم أكلها في القرآن.
وكذا ما روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله عن امرأة أتت لبيت عائشة فدخل النبي فقال لعائشة قدمي لها الطعام فقالت المرأة إني صائمة يا رسول الله فقال لعائشة: يا عائشة عليَّ بالخلال ـ عود خلخال ـ فأعطاه للمرأة وقال اخرجي اللحم فما ادخلته في فمها إلا وخرج اللحم من بين اضراسها.
فهذا دليل كاشف عن أن الجزاء هو عين العمل وإن اختلفت رتبته فوجود الإنسان في الخارج هو نفس وجوده في الذهن فقد يقول قائل كيف ذلك وإلا لأصبح الرأس بحجم الإنسان لأنه الذي في الخارج هو نفس الذي في الذهن؟ نقول : لا لأن الوجود الذهني له خاصيته والوجود الخارجي له خواصه وحيثياته، وفي هذا بحث طويل جدا.
أخي الكريم/ إن الإنسان يكفر بالله ويشكر به وهو لا يشعر حيث يقول عز من قائل: وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون، أي أن كل شخص مؤمن بالله له نحوٌ من الشرك به فمن يحسِّن صلاته من أجل أن يراه الغير فقد اشرك بالله لأن الرياء هو الشرك الخفي ومن يقوم بمعصية الله في السر فقد استهان بالله وكان الله اهون الناظرين إليه نستجير بالله، ومن يجاهر بالفسق والذنب فقد حاد الله ونادده في سلطانه ومن يستكبر على الناس ويتجبر عليهم فقد جعل نفسه شريكا لله تعالى إلى ما هنالك من المشاكل الإعتقادية الكثيرة التي تطرأ على توحيد الإنسان.
أخي الكريم/ إن البحث عن معرفة الله تعالى أهم وأشرف المعارف وافضلها على الإطلاق والتي لا يضاهيها شرف وفضل ولا تستعجل فسوف نورد كلام الأعلام في ذلك ولنعرف أن علم المعارف الإلهية هو المقدم ولكن اورد لك مثالا يسيرا:
الف الشيخ الطوسي وهو شيخ الطائفة في زمنه ومرجعها الاكبر كتابا اسماه بـ(مصباح المتهجد) في عشرة فصول في العبادات والدعوات والتوسلات وغير ذلك من الامور العبادية فقام بعد ذلك تلميذه العلامة الحلي بتأليف كتاب اسماه (الباب الحادي عشر في ما يجب معرفته على المكلفين) وقال باختصار إن عبادة المعبود لا تكون لها قيمة إلا بعد معرفته سبحانه فلذلك توجب علي أن ازيد على هذا الكتاب بابا لتستكمل الفائدة.
وعموما اخي الكريم وكما يقول الله تعالى (عليكم أنفسكم) فابدأ بنفسك في تهذيبها وتصفيتها من الدرن وهيئ نفسك للعلم والمعرفة واسلك السبيل الذي لا عوج فيه فإن العبادة من غير معرفة لا قيمة لها فقد روي عن الإمام الصادق انه قيل له فلان يحسن صلاته وصيامه وقيامه فقال لا يغرنكم الرجل امتحنوه في عقله .
اخيرا وليس اخرا اخي الكريم اقول لك:
ان كل مشاكل المجتمع والفرد والاسرة كلها ناجمة عن الخلل في التوحيد كما وضحنا وسنوضح لاحقا في مسيرتنا في الموضوع
تابع الموضوع حتى النهاية وستجد الفائدة والمنطلق لعلمك ومعرفتك وان شاء الله سنمضي تباعا في جعل موضيعنا متسلسلة مبسطة لتكون فاتحة خير في معرفة القراء الكرام
والموضوع من انشائي وليس نقلا واي شخص يشوف علي خطأ فرحم الله من ادى الي عيوبي
والله الهادي لسول السبيل
|
|
|