الموازنة الاسرية
 

تعّبر الموازنة المالية السنوية للأسرة عن خطة مالية قصيرة المدى تكشف عن الإيرادات النقدية التي تتوقع الأسرة تحصيلها،وعن النفقات النقدية المتوقع منها إنفاقها لتصريف شؤون معيشتها خلال فترة زمنية أقصاها سنة مالية قادمة.

ولتوضيح مصطلح الموازنة المالية للأسرة بطريقة سهلة،نفترض المثال التالي:أسرة تتألف من خمسة أفراد،تتوقع أن تحصل الشهر القادم على الإيرادات التالية:مرتب قدره(3000)ريال،وإيراد الاستثمار المتنوع(500)ريال،إضافة إلى أن قائد الأسرة يعمل في المساء بوظيفة أخرى لمدة ثلاث ساعات يومياً يجني منها شهرياً (1500 )ريال .فإجمالي الإيرادات المقبوضة للأسرة في الشهر تبلغ (5000)ريال.وبإمكاننا أن نستخرج الإيرادات السنوية المتوقع أن تجنيها الأسرة المعنية،مع افتراض ثبات الإيراد الشهري للتبسيط ،ليكون إجمالي إيراداتها السنوية المتوقعة تبلغ 5000×12=60000 ريال.

وقبل أن ننتقل إلى تحليل جانب المصروفات لابد أن نفصح عن بعض المعلومات الهامة عن تلك الإيرادات البالغة(60000) ريال التي تعتبر إيراداً تقديرياً،فقد يزيد ما يتحقق في الواقع عن ذلك،كما إذا كانت الإيرادات الفعلية المتنوعة من الاستثمار أكثر من ذلك مما سينعكس ذلك إيجاباً على دخلها السنوي ليصل مثلاً(70000) ريال،وعلى النقيض من ذلك قد تكون هذه الأسرة غير قادرة على تحقيق إيراد حتى (50000)ريال،كما إذا لم يتوفر أي مصدر إضافي لدخل الأسرة المعنية،وقد تتمكن هذه الأسرة من تحصيل مبلغ قدره (60000) ريال فقط بما يتوافق لما خططت له.

وفي الجانب الثاني من الموازنة يتضمن وضع خطة لقائمة المصروفات المتوقعة للأسرة التي بالمثال ،ويمكن تصنيفها على النحو التالي:بند الأغذية والمشروبات (1500) ريال،بند الخدمات من ماء،كهرباء، غاز،هاتف،جوال،سيارة(1500)ريال،بند المصاريف شخصية جيب أو نفقات المدارس (400) ريال، بند الإيجار (1000) ريال، بند متنوع من تعليم،صحة،ترفيه،صدقات،ضيافة،ملابس (1000) ريال،بند القروض (1500)ريال،بند الطوارئ (600) ريال.فإجمالي المصروفات التقديرية الشهرية تصل (7500) ريال،وفي السنة،مدفوعاتها التقديرية تبلغ 7500 ×12=90000 ريال.

فهذه الأسرة يتوقع منها أن تنفق سنوياً (90000) ريال لتسهيل وضعها المعيشي،بما يكشف عن عجز متوقع عندها يصل إلى (30000)ريال،بمعنى آخر أن إيراداتها البالغة (60000)ريال لن تغطي احتياجاتها من المصروفات والبالغة(90000)ريال.

وكما ذكرنا سابقا في تحليل الإيرادات المتوقعة،قد تزيد المصروفات الفعلية أو تقل أو تكون مساوية للقيم المقدرة.

أما عن الحلول التي نرشد إليها هذه الأسرة لعلاج وضعها المالي المتأزم.فلها الاختيار بين ثلاثة بدائل وأولها:أن تخفض/تؤجل/تلغي بعض بنود مصروفاتها،وأما البديل الثاني أن تبذل الأسرة جهدها في البحث عن مصدر إيراد إضافي،وأما حلها الأخير الذي لن تلجأ له إلا لدى حاجتها الماسة للاقتراض المالي،وهو إذا ما أقدمت عليه من دون تخطيط،قد ينعكس سلبا على وضعها المالي:كما إذا اقترضت مبالغاً مالية للبذخ بسلع كمالية أو ترفيهية أو لمضاعفة صرفها في سبيل نيل مقعدها الاجتماعي وفي أقل التقديرات للمحافظة عليه.

فهذا المثال يوضح لنا أهمية الموازنة المالية في تحقيق أهداف الأسرة على مستوى تخطيط المال ،بما يساعدها على رسم سياساتها المالية للقرار الذي يناسبها في المستقبل على مستوى الصرف الرشيد،أو حتى لتنمية جوانب الاستثمار لديها،وإن كان على حساب الاستغناء عن بعض أبواب الصرف.كما أن ذلك سيسهم في رقابة الواقع المالي للأسرة بسؤال يوجه لأفرادها نهاية الفترة المالية،لماذا زاد المخصص المالي الموجه للمأكولات والمشروبات عن ما قدر له؟ولماذا نقص المبلغ الفعلي للغذاء الفكري عما حدد له؟ وهكذا.

موقف:

وزارة المالية دائما ما تطلق على مصطلح الموازنة المالية على أنها ميزانية تجاوزاً بالرغم من أن هناك فرقا شاسعا في العرف المحاسبي بين الواقع الرقمي الفعلي(الميزانية)عن الخطة المالية التقديرية(الموازنة).

25/10/1430هـ

رد: الموازنة الاسرية
 

رد: الموازنة الاسرية