منتديات الطرف

منتديات الطرف (www.altaraf.com/vb/index.php)
-   عالـم المـرأة (www.altaraf.com/vb/forumdisplay.php?f=10)
-   -   رعاية البنت وتربيتها (www.altaraf.com/vb/showthread.php?t=5192)

أفراح 20-03-2003 04:26 PM

رعاية البنت وتربيتها
 
تربّى المرأة على العلم والمعرفة، لأنها مكلفة مثل الرجل من جهة، ولحاجتها إلى استكمال شخصيتها من جهة أخرى، ومن المعروف في الإسلام أن كل ما فرضه الله على الرجل، فهو مفروض على المرأة إلاّ في بعض الأمور الخاصة بالنساء وقد جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم _ : "طلب العلم فريضة على كل مسلم ألا وإن الله يحبّ بغاة العلم".
فهذا نص صريح في وجوب تعلم المرأة والرجل العلم. وأهم ما ينبغي للبنت أن تتعلّمه فضلاً عن العلوم الدنيوية، هو أن تعرف من الدين ما يهذّب نفسها، ويدعوها إلى التحلّي بالفضائل، والبُعد عن الرذائل، ثم تتعلّم من آداب المعاشرة ما تتحبب به إلى زوجها، وأن تتعلّم كيف تدير منزلها، وتربي أولادها، لقد دعا الإمام محمد عبده _رحمة الله _ إلى تعليم البنت حيث يقول: لقد تركت البنات "يفترسهنّ الجهل وتستهوينَّ الغباوة"، ولا خلاص من ورطة الوطن "إلاّ بالتربية الكاملة الشاملة للأبناء والبنات". ويقول: "إن الإنسان لا يكون حقيقياً إلاّ بالتربية"، وبفضل هذه التربية والرعاية والعلم فقد شاركت المرأة الرجل في نشاطه الروحي والعلمي من هنا جاء طلب الصحابيات الجليلات لرسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم _ "فاجعل لنا يوماً من نفسك". أي فامنحنا يوماً من نفسك، وعيّن لقاءً لنا في زمان ومكان معينين نتعلّم فيه قسطاً من العلوم النافعة، كذلك شاركها في النشاط الاجتماعي فقد اعترضت امرأة على عمر _رضي الله عنه _ حيثما نهى عن التغالي في المهر وأراد أن يضع له حداً فقالت له امرأة: يا أمير المؤمنين أما سمعت الله يقول: (وآتيم إحداهُنَّ قنطاراً فلا تأخذوا مِنهُ شيئاً) (النساء/20)، فقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر.
كذلك كان لها نشاطها في الجهاد السياسي: فكانت تخرج مع الجيش، لتقديم الطعام والشراب، وتضميد الجروح وإسعاف المصابين، والتحريض على القتال والثبات.
وحتى تقوم البنت بهذه التبعات يجب علينا أن نتبع قواعد أساسية في تربيتها وعلى رأسها:
القاعدة الأولى: النهي عن كراهية البنت:
عاشت المرأة قبل الإسلام عهوداً من الاضطهاد والمهانة تأباها الفطرة الإنسانية السوية، فالمرأة كانت عند اليونان رجساً من عمل الشيطان، وعند الرومان فاقدة لأهلية التعاقد. "وجاء في شرائع الهندوس: ليس الصبر المقدر، والريح، والموت، والجحيم، والسم، والأفاعي، والنار أسوأ من المرأة".
والمرأة كانت عند العرب في الجاهلية متاعاً يورث، إذ سلمت من الوأد، فلما جاء الإسلام وضع المرأة في أسمى مكانة، ومنحها كل خير، وصانها عن كل شر، والقرآن الكريم صريح واضح في تأكيد حقوق النساء وواجباتهن. قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثلُ الذي عَلَيهِنَّ بالمعروف...) (البقرة/ 228).
يقول سيد قطب: "وحكمة الله، وقاعدة الحياة اقتضت أن تنشأ الحياة من زوجين ذكر وأنثى، فالانثى أصيلة في نظام الحياة أصالة الذكر، بل ربما كانت أشد أصالة لأنها المستقر، فكيف يغتم من يبشَّر بالأنثى، وكيف يتوارى من القوم من سوء ما بُشّرَ به ونظام الحياة لا يقوم إلاّ على وجود الزوجين؟.. ويقول: "فالأنثى لا يرحّب بمولدها كثير من الاوساط وكثير من الناس. ولا تعامل معاملة الذكر من العناية والاحترام، وهذه وثنية جاهلية في إحدى صورها، نشأت من الانحراف الذي أصاب العقيدة الإسلامية.." (1).
وهذا رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم _ يصحح في حديثه التصور عن البنات وعدم الكراهية لهن، والمؤانسة لهن فيقول: "نعم الولد البنات ملطفات مجهدات مؤنسات مغليات مباركات"(2).
القاعدة الثانية: المساواة بين الذكر والأنثى وعدم المفاضلة بينهما:
لقد تكلمنا في الموضوع سابقاً، وقلنا يجب على الأب أن لا يفرّق في المعاملة بين ذكر وأنثى، فهم في الحب سواء وفي الهدايا والعطية سواء، وفي المعاملة سواء، حتى في القبلة سواء بسواء وذكرنا الأسباب.
وهذا رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم _ يغري الوالدين اللذين يقومان على تربية البنات بأن له الأجر الكبير، ولهما الثواب العظيم مقابل تربيتهن والإحسان إليهن، روى أبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري _رضي الله عنه _ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ : "من كانت له ثلاثُ أخواتٍ أو ابنتان أو اُختان فأحسن صحبتهنَّ واتّقى الله فيهن، فلهُ الجنّة.."
وهكذا يتضح مسؤولية كل مربّ عن هؤلاء البنات، كي لا يترك الأمر فوضى، فيتسبب في ضياعهن وتحولهن إلى بؤرة منحرفة، بدل أن يكونوا جيل المستقبل الذي يؤخذ منه كل خير.
________________
1_ سيد قطب: في ظلال القرآن: ج4، ص 2178، مرجع سابق.
2_ محمّدي الرّي شهري: ميزان الحكمة، ج 10، ص 705: باب لاتكرهوا البنات، مرجع سابق.
-----------------------
عن ( الطفل في الشريعة الاسلامية ومنهج التربية النبوية )



المقالة: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين المقالات | عناوين جميع المقالات

منقول

رستم 20-03-2003 07:26 PM

تحية
 
تحية طيبة إلى الأخت أفراح على ماتفضلت به من موضوع جيد ومثير . وكان قد استحق منا المتابعة و قراءة ماجاء فيها . فالمرأة في الحقيقة بحاجة إلى هذا النوع من الأطروحات التي تخدم قضاياها الأسرية بشكل عام . وهنا أدعوا الإخوة والأخوات زيارة هذا الموقع الرائع للسيدة الشهيدة : بنت الهدى . وقراءة شاملة لقضايا المرأة المعاصرة تحت عنوان بطولة المرأة المسلمة . من خلال هذه الوصلة . ووقتا مفيدا نرجوه لكم بإذن الله تعالى :
http://www.rafed.net/books/aam/qasasia-3/b...olat/index.html

Moner 20-03-2003 10:52 PM

اشكرك اختي الكريمة أفراح على طرحك هذا الموضوع الحسا س والقيم حيث يتطرق إلى زهرة كل بيت وهي الفتاة والتربية وإن تربية الفتاة تحتاج إلى عناية ورعاية خاصة تقديراً لحسها المرفقة وإنني ادعو الله ابن يحفظ بناتنا من كل سوء وشكراً مرة أخرى على هذا الموضوع

أفراح 20-03-2003 11:26 PM

اشكركم على ردكم
 
كل مايخدم المجتمع لابد ان نسارع اليه سواء كان يشمل فتاه او فتى او طفل على الاقل لنحلم بمجتمع افلاطون لنحلم ماذا يضير ذلك على الاقل على هذا المنتدى

بو محمد 23-03-2003 09:13 AM

تحية طيبة ...
 
أشكرك جزيل الشكر على الموضوع الشيق ، وبالمناسبة إن مثل هذه الموضيع تكون مهمة جداً ، وخاصة في مسألة التربية ، وبالاشارة إلى ذلك فإن في صلاح المرأة صلاح المجتمع والعكس صحيح ، وارجو منك الاستمرار على مثل هذه المواضيع ، ووفقكِ الله


الساعة الآن 04:19 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد