![]() |
مناظرات فى مجلس المأمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم التفت إلى راس الجالوت فقال له : يا راس الجالوت أتجد هؤلاء في شباب بنى إسرائيل في التوراة ؟ اختارهم بخت نصر من سبي بني إسرائيل حين غزا بيت المقدس ثم انصرف بهم إلى بابل فأرسله الله عز وجل إليهم فأحياهم ، هذا في التوراة لا يدفعه إلا كافر منكم قال راس الجالوت : قد سمعنا به وعرفناه قال : صدقت . ثم قال (ع) : يا يهودي خذ على هذا السفر من التوراة ، فتلا (ع) علينا من التوراة آيات ، فاقبل اليهودي يترجح لقراءته ويتعجب. ثم اقبل على النصراني فقال : يا نصراني أ فهؤلاء كانوا قبل عيسى أم عيسى كان قبلهم؟ قال : بل كانوا قبله قال الرضا (ع) : لقد اجتمعت قريش إلى رسول الله (ص) فسألوه أن يحيي لهم موتاهم ، فوجه معهم علي بن أبى طالب (ع) فقال له : اذهب إلى الجبانة فناد بأسماء هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك : يأفلان ،ويا فلان ، ويا فلان يقول لكم محمد رسول الله (ص) : قوموا بأذن الله عز وجل ، فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ، فأقبلت قريش تسألهم عن أمورهم ، ثم اخبروهم إن محمدا قد بعث نبيا وقالوا : وددنا آنا ادر كناء فنؤمن به ، ولقد ابرأ الأكمه والأبرص والمجانين ، وكلمه البهائم والطير والجن والشياطين ، وثم نتخذه ربا من دون الله عز وجل ، ولم ننكر لأحد من هؤلاء فضلهم. فمتى اتخذتم عيسى ربا جاز لكم أن تتخذوا اليسع وحز قيل ربا ، لا نهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى من إحياء الموتى وغيره ، آن قوما من بني اسرائيل هربوا من بلادهم من الطاعون وهم ألوف حذر الموت فآماتهم الله في ساعة واحدة ، فعمد أهل تلك القرية فاحظروا عليهم حظيرة فلم يزالوا فها حتى نخرت عظامهم وصاروا رميما ، فمر بهم نبي من أنبياء بنى إسرائيل فتعجب منهم ومن كثر العظام البالية ، فأوحى الله عز وجل إليه : أتحب آن أحييهم لك فتنذرهم؟ قال : نعم يا رب فأوحى الله عز وجل إليه : أن نادهم. فقال : أيتها العظام البالية قومي بإذن الله عز وجل ، فقالوا أحياء أجمعون ، ينفضون التراب عن رؤوسهم ، ثم إبراهيم (ع) خليل الرحمن حين اخذ الطيور وقطعهن قطعا ، ثم وضع على كل جبل منهن جزءا ، ثم ناداهن فاقبلن سعيا إليه ، ثم موسى بن عمران وأصحابه والسبعون الذين اختارهم صاروا معه إلى الجبل فقالوا له : انك قد رأيت الله سبحانه ، فارناه كما رايته ، فقال لهم : آني لم أره ، فقالوا : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن أخرهم ، وبقي موسى وحيدا فقال : يأرب اخترت سبعين رجلا من بني إسرائيل فجثت بهم وارجع وحدي فكيف يصدقني قومي بما اخبرهم به ؟ فلو شئت اهلكتهم من قبل وإياي ، أ فتهلكنا بما فعل السفهاء منا ؟ فأحياهم الله عز وجل من بعد موتهم ، وكل شيء ذكرته لك من هذا لا تقدر على دفعه ، لان التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قد نطقت به ، فان كان كل من أحيا الموتى وأبرا الأكمه والابرض والمجانين ربا من دون الله فاتخذ هؤلاء كلهم أربابا ، ما تقول يا نصراني ؟ قال الجائلين : القول قولك ، ولا اله إلا الله . ثم التقت (ع) إلى راس الجالوت فقال : يا يهودي اقبل علي أسالك بالعشر الآيات التي أنزلت على موسى بن عمران (ع) هل تجد في التوراة مكتوبا نبا محمد وأمته: " إذا جاءت الأمة الأخيرة أتباع راكب البعير يسبحون الرب جدا جدا تسبيحا جديدا في الكنائس الجدد فليفرغ بنو إسرائيل اليهم والى ملكهم لتطمئن قلوبهم ، فان بأيديهم سيوفا ينتقمون بها من الأمم الكافرة في أقطار الأرض" هكذا هو في التوراة مكتوب ؟ قال راس الجالوت : نعم إنا لنجده كذلك ثم قال للجائليق : يا نصراني كيف علمك بكتاب شعيا ؟ قال : اعرفه حرفا حرفا قال الرضا (ع) لهما : أتعرفان هذا من كلامه " يا قوم أني رأيت صورة راكب الحمار لا بسآ جلابيب النور ، واريت راكب البعير ضوؤه مثل ضوء القمر" ؟ فقالا : قد قال ذلك شعيا. فقال الرضا (ع) : يا نصراني هل تعرف فى الإنجيل قول عيسى " أني ذاهب إلى ربي وربكم وألفا فليطآ جاء ، وهو الذي يشهد لي بالحق كما شهدت له ، وهو الذي يفسر لكم كل شيء وهو الذي يبدي فضائح الأمم ، وهو الذي يكسر عمود الكفر"؟ فقال الجائليق" ما ذكرت شيئا مما في الإنجيل إلا ونحن مقرون به. فقال : اتخذ هذا في الإنجيل ثابتا يا جائليق؟ قال : نعم قال الرضا(ع) يا جائليق ألا تخبرني عن الإنجيل الأول حين افتقدتموه عند من وجدتموه ؟ومن وضع لكم هذا الإنجيل؟ قال له : ما افتقدنا الإنجيل إلا يوما واحدآ حتى وجدنا غضا طريا فأخرجه إلينا يوحنا ومتى. فقال له الرضا (ع) ما اقل معرفتك يسر الإنجيل وعلمائه؟ فان كان كما تزعم فلم اختلفتم في الإنجيل ؟ إنما وقع الاختلاف في هذا الإنجيل الذي في أيديكم اليوم ، فلو كان على العهد الأول لم تختلفوا فيه ، ولكن مفيدك علم ذلك اعلم انه لما افتقد الإنجيل الأول اجتمعت النصارى إلى علمائهم فقالوا لهم : قتل عيسى بن مريم (ع) وافتقدنا الإنجيل وانتم العلماء فما عندكم ؟ فقال لهم ألوفا ومر قابوس: أن الإنجيل في صدورنا ونحن نخرجه إليكم سفر سفرا في كل احد فلا تحزنون عليه ، ولا تخلوا الكنائس ، فانا سنتلوه عليكم في كل احد سفر سفرا حتى نجمعه لكم كله. فقعد الوقا ومر قابوس ويوحنا ومتى ووضعوا لهم هذا الإنجيل بعد ما افتقدتم الإنجيل الأول ، وإنما كان هؤلاء أربعة تلميذا الأولين ، أعلمت ذلك؟ قال الجائليق : أما هذا فلم اعلمه ، وقد علمته الآن ، وقد بان لي من فضل علمك بالإنجيل ، وسمعت أشياء مما علمته شهد قلبي أنها حق فاستزدت كثيرا من الفهم. فقال له الرضا (ع) : فكيف شهادة هؤلاء عندك؟ قال : جائزة ، هؤلاء علماء الإنجيل ، وكل ما شهدوا به فهو حق. فقال الرضا (ع) للمأمون ومن حضره من أهل بيته ومن غيرهم : اشهدوا عليه. قالوا : قد شهدنا ثم قال للجائليق : بحق الابن وأمة هل تعلم أن متى قال: " أن المسيح هو ابن داود إبراهيم إسحاق بن يعقوب بن يهودا بن حضرون" وقال مر قابوس في نسبة عيسى بن مريم" انه كلمة الله أحلها في جسد الآدمي قصارت إنسانا" وقالوا ألوفا " آن عيسى بن مريم وأمة كانا إنسانين من لحم ودم فدخل فيهما روح القدس |
الساعة الآن 03:56 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد