منتديات الطرف

منتديات الطرف (www.altaraf.com/vb/index.php)
-   ۞ ۩ ۞ الواحة الإسلامية ۞ ۩ ۞ (www.altaraf.com/vb/forumdisplay.php?f=26)
-   -   ثقافة المسؤليه (www.altaraf.com/vb/showthread.php?t=22254)

نسيم النور 29-05-2005 12:54 AM

ثقافة المسؤليه
 
.

البحث الثاني : ثقافة التبرير ثقافة المسؤولية.

إذا تأملنا ألوان الثقافات الموجودة في مجتمعاتنا من خلال وسائل الإعلام، أو من خلال الخطاب الديني في مجتمعاتنا الإسلامية بشكل عام (سنة وشيعة)، أومن خلال تربية عوائلنا، أومن خلال المنتديات واللقاءات والجلسات واللقاءات الشعبية، إذا تأملنا هذه الألوان نجد أن أمامنا ألوان مختلفة من الثقافات فيما يتعلق بفهم الواقع والتعامل معه. نحن لا نتكلم عن الثقافة بشكل مطلق نتكلم عن ألوان الثقافة ضمن هذا المنظار فهم الواقع المعاش والتعامل معه وكيف نتعامل معه؟.

هناك ألوان متعددة من الثقافات، نستعرضها باختصار:

اللون الأول: ثقافة الاستسلام.

الثقافة التي تقول للإنسان إنك لا تستطيع أن تؤثر في الواقع المعاش، هذا الواقع الموجود وأنت يجب عليك أن تخضع له وأن تقبله وأن تستسلم له، وليست هناك إمكانية لتغييره أو تبديله، (ليس في الإمكان أبدع من ما كان) في بعض الأحيان يلخصها البعض بمصطلحات دينية حسب فهمهم لها (قضاء وقدر) هذا الواقع الذي تعيشه أمتنا ومجتمعنا ، هذا الذي قدره الله علينا ،لا يمكن تغييره ولا تبديله، لكن هل هذا الكلام صحيح وسليم ،الواقع الذي نعيشه فيه ظلم وفساد،فهل أن الله سبحانه وتعالى يُقَِّدر لعباده الظلم ؟ يقول تعالى: ﴿ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ ﴾ (غافر، 31)، هل الله يقدر علينا الظلم ؟! بالطبع لا .

القرآن الكريم في أكثر من آية يلفت الإنسان إلى أن واقعه نتيجة عمله قال تعالى : ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوعَنْ كَثِيرٍ ﴾ (الشورى، 30) . ليس قضاء وقدرا ، لكن بمعنى أن هناك سننا لله تعالى في الكون والحياة وليس بمعنى أن الله تعالى فرض عليك هذا الواقع السيئ دون إرادة ودخل واختيار منك لا .

آيات كثيرة تؤكد وتركز على هذا الأمر قال تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴾ (الروم، 41)، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ﴾ (الرعد، 11). فهذه الثقافة التي تريد أن توحي لنا بالفهم الخاطئ عبر بعض النصوص من خلال قصائد وأشعار وتقول لنا : (هذه إرادة الله)، هذه مصطلحات خاطئة ، البعض يتصور-خاصة في مجتمعات الشيعة- عاشوا مظلومين مضطهدين ويجعلها شعار للمظلومية والإضطهاد وهناك نص يتناقل أن النبي قال لأهل بيته: ((أنتم المستضعفون من بعدي))، إذن شيعة الأئمة مكتوب عليهم أن يعيشوا مستضعفين إلى يوم القيامة وبالتالي الظلم والمجازر والمقابر الجماعية والتشريد والفقر والتخلف كتبه الله علينا!!. هذه الثقافة تخالف ثقافة القرآن، نحن لو قرأنا التأريخ لوجدنا أن الشيعة في بعض الفترات كانت لهم دول حاكمة ، الفاطميون كانوا من الشيعة ، والبويهيون والحمدانيون والصفويون أيضا . أحد العلماء يقول: (أحصيت مئة دولة شيعية في التأريخ) كانت لهم دول وكانت لهم سلطة وكان لهم نفوذ بغض النظر عن مناقشة سياستهم ومواقفهم، وأيضا أئمتنا عليهم السلام واجهوا في حياتهم مآسي وآلاماً ولكن في المقابل، حققوا إنجازات كبيرة وعظيمة،نحن نركز على الجانب المأساوي ونترك جانب الإنجازات حتى نقنع أنفسنا بأن واقعنا المأساوي حالة طبيعية نعيشها وهذا خطأ .

هذه ثقافة خاطئة وفهم خاطئ (القتل، السبي، الضرب) منسوب إلينا. ثقافة الاستسلام تربينا على أن نقبل الواقع كما هو وهي ثقافة خاطئة.


اللون الثاني: ثقافة التواكل.

إذن المسؤولية على الحكومات، يجب أن تغير هذا الواقع ، أو على العلماء .لماذا الصمت والسكون.أو على السياسيين والحركات الأخرى والأحزاب أين هم فقط كلام أو التجار أو...أو...أو...، بالتالي كل فرد يرمى المسؤولية على الآخرين، إذا جلست في أوساط العلماء يتحدثون عن الواقع السيئ، يقولون: على التجار أن يتحركوا،الناس لا يطيعون كلام العلماء، وفي أوساط التجار تراهم يلقون باللائمة على العلماء، ليس لديهم مبادرة ولا مشاريع ولا خطط،وفي أوساط الشعب تجدهم يتحدثون عن الحكومة. تجلس مع المسؤولين الحكوميين تجدهم يتحدثون عن الشعب وهكذا كل منا يودع المسؤولية على الآخرين! من المسؤول هو، هما، هم، هن، لكن (أنا) لا، ضمير المتكلم لا يأتي هنا لست أنا المسؤول، المسؤولية على الآخرين!! هذه ثقافة التواكل صحيح أن حجم المسؤولية يختلف من جهة إلى أخرى، الحكومات حجم مسؤوليتها أكبر، العلماء حجم مسؤولياتهم أكبر، لكن كل واحد من أفراد المجتمع يتحمل المسؤولية بقدره،ولذلك تأكد النصوص على هذه الحقيقة، الحديث المروي عن النبي (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) الحاكم مسؤول، الشعب مسؤول، العالم مسؤول، التاجر مسؤول. والآيات أيضا تتحدث على أن الجميع مسؤولون أمام الله . قال تعالى: ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ (92، الحجر)، ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ﴾ (24، الصافات)، وقال : ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان))، (من رأى) الخطاب للجميع . ((من سمع مناديا ينادي بالمسلمين فلم يجب فليس مسلم))، فثقافة التواكل، إلقاء اللوم على الآخرين ثقافة خاطئة، ليس صحيحا أن نجلس في مجالسنا ونوزع اللوم والمسؤوليات على الآخرين،مع الاعتراف أن حجم المسؤولية يختلف من شخص لآخر ومن موقع لآخر .

اللون الثالث: ثقافة المؤامرة.

البعض يعتقد أن هناك جهات للتخطيط والتنفيذ والعالم كله كأحجار شطرنج بين يديها، كالحدث يحدث فهو مؤامرة، وكما كان يقال سابقا في الهند إذا تصارعت حيتان البحر ففتش عن الإنجليز، بسبب الإنجليز تحدث حرب أهلية بين الأسماك ، لا شك أن الأعداء يخططون حين يكون هناك معركة على المصالح والمطامع من أجل الهيمنة ، الأعداء يفكرون ويخططون،لكن يجب أن نكون موضوعيين،يجب أن نعرف أن العالم أوسع وأكبر منا ، أمريكا وأوروبا يخططون لكل مصيبة تحدث لنا هذا تهويل وقلب الحقائق ، نحن أمة كبرى،لدينا كفاءات وقدرات وإرادة . انظر إلى مواقع الانترنت، وأقرأ كل شيء مؤامرة، (أنور السادات قتل) هذه مؤامرة أمريكا، (حرب أكتوبر) مؤامرة، أمريكا تحاول تحريك الوضع في الشرق الأوسط وتم الترتيب وحصلت حرب أكتوبر. في الأيام الأخيرة بعض الجهات الدينية المتزمتة من السلفيين-مع الأسف- أتوا يتحدثون عن الانتصار الأخير الذي حققه حزب الله في لبنان (تبادل الأسرى، تحرير الأرض، تحرير الإنسان) العالم يعرف ويعلم أنه ناتج لشجاعة وبطولة وجهاد وحكمة القيادة الموجودة في حزب الله وفي المقاومة الإسلامية في لبنان؛ ولكن أحد المواقع السلفية المتزمتة (قد لا يكون كل السلفيين هكذا)، يضع هذا الانتصار في دائرة المؤامرة، الأمريكيون يريدون أن يخططوا لمؤامرة متفقة مع إيران، كل شي يفسر على أنه مؤامرة، حتى أبسط الأشياء مؤامرة.

نحن ماذا؟ نحن موجودات وهمية ليست لها إرادة ؟! قبل فترة قرأت مقالة جميلة لأحد الكتاب والمفكرين في البحرين(الدكتور محمد جابر الأنصاري) يقول: هذه العقلية، عقلية المؤامرة التي تنسب كل حدث في ساحتنا إلى تآمر الآخرين هل تريد أن تقول أننا مخلوقات وهمية لا إرادة ولا دور لنا . ثم يستمر يقول:إن هذه النظرية ليست جديدة حتى في تأريخنا الإسلامي فمثلا قضية عبد الله بن سبأ سواء أكان موجوداً أو غير ذلك، فإن إعطائه هذا الدور،جاء وغير مسيرة الأمة وعمل صرخة عظيمة. الصحابة كانوا موجودات وهمية!! بحيث أن يأتي رجل يهودي ويلعب بعقولهم ويحرك كل وضعهم وواقعهم، هذا نوع من التبرير .

كان أحد العلماء يقول: أتعلمون لماذا اخترع الغربيين الإنترنت ؟ من أجل كشف واقع المسلمين فقط ليروا ماذا نقول!! ما هذا الكلام؟! تسعة ملايين عربي يستخدمون الإنترنت في مقابل أربعمائة مليون. التلفزيون والراديو أيضا ضد المسلمين . الناس لديهم مصالح على مستوى العالم كله أنا لا أنكر أننا مستهدفون كأمة، أن عندنا ثروات ومواقع إستراتيجية يفكر الأعداء بالهيمنة عليها للاستفادة منها ، لكن نحن أيضا أصحاب إرادة، نحن لنا وجود وسكوتنا وتقاعسنا وطريقة حياتنا هي التي تعطي فرصة للآخرين في كثير من الأحيان،الآخرون لا يعرفون كيف يستعمروننا نحن ندلهم على الطريقة وليس ذكاءً منهم . إذن هذه ثقافة المؤامرة وأن ينسب كل شي للأعداء نحن عندنا نوازع ومصالح ومشاكل وتخلف في بعض الآراء، وتخلف في بعض ثقافتنا، وموروثات غير سليمة في ثقافتنا، وآراءنا لها تأثيرات على واقعنا ، وليس فقط المؤامرة هي موجودة ولكن بحدودها.

اللون الرابع: ثقافة النقد السلبي.

هناك من يحمل هم المجتمع ويقوم بأنشطة على الصعيد السياسي أو الثقافي أو الديني ، وفي المقابل هناك من يحترف النقد، النقد البناء مطلوب، نحن لا نقول: إن كل عالم يجب أن يقدس ، وكل حركة يجب أن تمجد في كل موقع ، مجال النقد مفتوح،الناس لديهم عقول وكل إنسان يعمل في الشأن العام ينبغي أن يتسع صدره للنقد ، بما أنى أعمل في الشأن العام ولدي مواقف تعالج هموم مجتمعي أمتي وبلدي ، بما أن لدي دور فمن الطبيعي أن يكون للناس رأي حول تصرفي وتحركي ، منهم من يخالف ومنهم من يؤيد ومنهم من ينتقد ومنهم من يمدح هذه حالة طبيعية ، البعض من الناس لديهم نفسية حريرية لا يتحمل النقد إن انتقد يتضايق وينسحب نعم يجب عليك التحمل حتى تتبلور شخصيتك وحتى تنال الأجر والثواب من الله.

يقال أن أحد الأنبياء حين بعثه الله تعالى: يا رب أنا أبلغ رسالتك ولكن لدي طلب واحد أطلبه منك قال الله تعالى تفضل نبيي ماذا تريد قال : أريد أن تكف عني ألسن الناس ، فأجابه الله : خصلة لم أجعلها لنفسي كيف أجعلها لك . خالق الناس رازق الناس هناك من يكفرون ويشركون به، وهناك من يتهم عدله ، ولذلك على من يعمل في الشأن العام أن يستعد لكلام الناس، ما دمت تعمل يجب أن تتحمل، وتتقبل، وتستفيد من نقد الناس وآرائهم،لكن في المقابل هناك من الناس من يحترف النقد ويبحثون عن الثغرات والعيوب ليس لديه سوى ذلك، وهؤلاء يشيعون الحالة السلبية في أوساط الأمة ، نحن نريد أن نجد من يعمل ويوصل صوت المجتمع يدافع عن حقوق الناس ويعمل من أجل الناس ، في المقابل علينا أن نشجعه ورد في الحديث: ((من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق))، ينبغي أن نشكر المخلوق المحسن ،ينبغي أن يقال للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت ، بعض الشرائح من الناس حرمَّ على نفسه أن يقول للمحسن أحسنت ! ينتظرون منه الأخطاء للنقد. هذه الثقافة نقدية وهي ضارة، أنت إذا لديك نقد لشخص يعمل إذا كنت مخلصاً في نفسك وتريد الخير أوصل نقدك إلى الجهة المعنية للشخص نفسه، لا أن تكون أمامه بالاحترام ومن خلفه بالنقد،لماذا؟! لعدم وجود الإخلاص؟ هذه ثقافة سلبية تعيشها مجتمعاتنا،ولذلك ورد في النصوص والآيات التخدير من الغيبة وأنها طعام (إدام) أهل النار وأسوء من الزنا ...، فهي تنشر ثقافة سلبية في المجتمع تثبط العزائم.

الغريب 29-05-2005 08:39 AM

بما أن هذه أولى مشاركاتك

أرحب بك أجمل ترحيب في منتديات الطرف

وأتمنى تواصلك واستمرار مشاركاتك معنا

كما أحب أن أشكرك على هذا النقل وهذا المجهود







وفق الله الجميع

حامل المسك 30-05-2005 06:10 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,,,

بالفعل ....

ثقافة التبرير ثقافة المسؤولية هذا هو حالنا في هذه الايام

ثقافة الاستسلام وهذه ما نتسم بها في تبرير جبننا في التعامل مع كل شيء ولكن الى ماذا أوصلتنا ؟؟؟ إلى ......
ثقافة التواكل. وأختصرها فيما يردده الكثير فيكم البركة
ثقافة المؤامرة. متخرجون منها باقتدار ضد بعضنا البعض بدرجة أمتياز
ثقافة النقد السلبي . لانملك غيرها وعندما نوضع في المحك نهرب لاننا لانتحمل نقد الغير
.

نسيم النور نسيم هب علينا بموضوع رائع لنتدارك أنفسنا أشكر هذا القدومالموفق إن شاء الله


الساعة الآن 11:25 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد