منتديات الطرف - احتفاء عراقي واسع بذكرى استشهاد الصدر الأول

احتفاء عراقي واسع بذكرى استشهاد الصدر الأول

http://www.ya7ussain.com/upload/free/007.jpg

بغداد: إباء

تحت شعار ( لا تسمو الأمم إلا باستذكار رجالاتها) أقام طلبة كلية العلوم السياسية / جامعة بغداد وبرعاية مجلة الوسط الثقافية العامة الندوة الدورية الثانية: ( الأبعاد السياسية في فكر السيد محمد باقر الصدر) وذلك لمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاده.

استهلت الندوة بتلاوة آي من الذكر الحكيم تلاها عرض لفلم قصير أعدته المجلة عن الشهيد الصدر الأول تناول جوانب من سيرته الحياتية والفكرية متضمنا بعض أقواله التي خص بها الطلبة كشريحة مهمة أعطاها خيرا كبيرا في مشاريعه الثقافية والتربوية مع إشارات موجزة لأهم المحطات التاريخية والفاصلة في مسيرة حياته الحافلة بدءا من ولادته في الكاظمية المقدسة ونشأته في عائلة دينية فقيرة الحال غنية بالعلم والمعرفة ومرورا بمراحل حياته اللاحقة حتى تعرض للاعتقال في أكثر من مرة واختتمت حياته باستشهاده في ليلة الثامن من نيسان 1980 هو وأخته العلوية الفاضلة آمنة الصدر (بنت الهدى) في سجن الطاغية صدام. كما استعرضت لمحات عن كتبه (فلسفتنا، اقتصادنا، البنك اللاربوي في الإسلام، المرسل والرسول والرسالة، المحنة، بحث حول المهدي، بحث حول الولاية، ونظرة عامة في العبادات) وغيرها.

وفي لقاء مصور خاص تحدث الدكتور إبراهيم الجعفري عن فكر السيد وانفتاحه على الآخر وأسلوبه المقارن في كتبه فلسفتنا واقتصادنا الذي كتب بحثا مقارنا بين المدرسة الإسلامية والرأسمالية وأمانته في نقل النص والفكرة عن الآخرين بموضوعية وكيف يسلك سلوكا بتعامله مع الآخر المذهبي بعمق فيه روح الاعتزاز بالوطن ودعوته إلى حالة جديدة ليؤكد صورته كمعلم ومرب في آن معا.

وقد ألقى كلمة الطلبة ممثل مجلة الوسط فاسترجع الموقف البطولي للصدر في خطابه للطغاة: (إن دمي يكلفكم نظامكم) وكيف تحولت تلك المقولة الجريئة الخالدة إلى ترجمة حقيقية وقصاص إلهي عادل لتلك الفئة الباغية كما تطرق إلى الجانب السياسي في أفكاره التي تنصهر فيها رؤى ومطالب أطياف الشعب العراقي الدينية والعرقية في نسيج موحد يحفظ لهم جميعا حقوقهم مشيرا إلى موقفه من القضية الكردية وإيمانه بإدارة المناطق الكردية من أكراد مسلمين حقيقيين عقيدة وسلوكا.

وألقى الأستاذ جواد طالب نيابة عن الدكتور إبراهيم الجعفري بحثا عن جملة من أفكار السيد الصدر وحضوره الريادي في منهجية تضع الإنسان العراقي أمام العراق الجديد وتمرده على الأنا والأطر الضيقة.

أما الدكتور عبد الجبار فقد تناول الأفكار السياسية في فكر الشهيد وطبيعتها المستقبلية ومدرسته الموضوعية في البحث العلمي وما قدمه من منظومة أفكار وآراء ظلت حاضرة ليس في صفحات الكتب بل في ضمائر وأفعال الخيرين ونظرته إلى الحكم عن كونه مسؤولية خلاقة ومشاركة للجميع ومفهوم المساواة في الإسلام الذي يعني تحمل الأمانة وليس مساواة في الحكم وترجيحه للخيار الوطني فوق الخصوصيات الفرعية مع الابتعاد عن النقل الآلي.

وشارك الدكتور عامر حسن فياض بشذرات عن حياة الشهيد الصدر متحدثا عن علاقته من خلال اطلاعه على كتبه وعلى الأخص فلسفتنا واقتصادنا، وكيف وجد في شخصية الصدر جامعة للمقتربات الأساسية الثلاثة للفكر السياسي كمدرسة وموضوع وشخصية، كما أوضح على أن الدولة لدى الشهيد الصدر هي ضرورة أو ظاهرة اجتماعية أصلية في حياة الإنسان.

وفي السياق ذاته أقامت وزارة الثقافة العراقية ظهر يوم الخميس الماضي في قاعة الجواهري مهرجانا ثقافيا لإحياء الذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاد الفيلسوف العراقي السيد محمد باقر الصدر.

ونقلت الفضائية العراقية وعدد من وسائل الإعلام الأخرى وقائع الاحتفال نقلا مباشرا، لتسجل بذلك ضربة قاصمة لصدام وزمرته الإجرامية التي حاولت بشتى السبل إسكات صوت الشهيد الصدر وأقدمت على قتله بطريقة جبانة تمت تحت جنح الظلام.

المحلل ،،