![]() |
الحسين رحلةٌ في جرح - جاسم الصحيح
حينما يدخل عشق (الحسين) إلى القصيدة
يُحيلها جنازةً للعقل بِقلم : جاسم الصحيح حملتُ جنازةَ عقلي معي وجِئْتُكَ في عاشقٍ لا يعي أحسُّكَ ميزانَ ما أدَّعيهِ إذا كان في الله ما أدَّعي أقيسُ بِحُبِّكَ حجمَ اليقينِ فحُبُّكَ فيما أرى مرجعي خلعتُ الأساطيرَ عنِّي سوى أساطيرِ عشقِكَ لم أخلعِ وغصتُ بِجرحكَ حيث الشموسُ تهرولُ في ذلك المطلعِ وحيث (المثلَّثُ) شقَّ الطريقَ أمامي إلى العالَمِ الأرفعِ وعلَّمَني أن عشقَ (الحسينِ) انكشافٌ على شفرةِ المبضعِ فعَرَّيْتُ روحي أمام السيوفِ التي التَهَمَتْكَ ولم تشبعِ وآمنتُ بالعشقِ نبعَ الجنونِ فقد بَرِئَ العشقُ مِمَّنْ يَعي وجئتُكَ في نشوةِ اللاَّعقولِ أجرُّ جنازةَ عقلي معي ! أتيتُكَ أفتلُ حبلَ السؤالِِ: متى ضَمَّك العشقُ في أضلعي ؟ عَرَفْتُكَ في (الطَّلقِ) جسرَ العبورِ من الرَّحْمِ للعالَمِ الأوسعِ ووَالِدَتي بِكَ تحدو المخاضَ على هودج الأَلَمِ الـمُمْتِعِ وقد سِرْتَ بِي للهوى قبلما يسيرُ بِيَ الجوعُ للمرضَعِ.. لَمَسْتُكَ في المهدِ دفءَ الحنانِ على ثوبِ أُمِّيَ ، والملفعِ وفي الرضعةِ البِكْرِ أنتَ الذي تَقاَطَرْتَ في اللَّبَنِ الـمُوجَعِ و قبل الرضاعةِ.. قبل الحليبِ.. تَقاطَرَ إِسْمُكَ في مَسْمَعي فأَشْرَقْتَ في جوهري ساطعاً بِما شَعَّ من سِرِّكَ المودعِ بكيتُكَ حتَّى غسلتُ القِماطَ على ضِفَّتَيْ جُرْحِكَ المُشْرَعِ وما كنتُ أبكيكَ لو لم تَكُنْ دماؤُكَ قد أيقظَتْ أدمعي كَبُرْتُ أنا.. والبكاءُ الصغيرُ يكبرُ عبر الليالي معي و لم يبقَ في حجمِ ذاك البكاءِ مَصَبٌّ يلوذُ بهِ منبعي أنا دمعةٌ عُمْرُها (أربعونَ) جحيماً من الأَلمَِ المُتْرَعِ هنا في دمي بَدَأَتْ (كربلاءُ) و تَمَّتْ إلى آخِرِ المصرعِ كأنّكَ يومَ أردتَ الخروجَ عبرتَ الطريقَ على أَضْلُعي و يومَ انْحَنَىَ بِكَ متنُ الجوادِ سَقَطْتَ ولكنْ على أَذْرُعي و يومَ تَوَزَّعْتَ بين الرماحِ جَمَعْتُكَ في قلبيَ المُولَعِ فيا حادياً دورانَ الإباءِ على محورِ العالَمِ الطيِّعِ كفرتُ بكلِّ الجذورِ التي أصابَتْكَ رِيًّا ولم تُفْرِعِ أَ لَسْتَ أبا المنجبينَ الأُباةِ إذا انْتَسَبَ العُقْمُ للـخُنَّعِ ! وذكراكَ في نُطَفِ الثائرينَ تهزُّ الفحولةَ في المضجعِ تُطِلُّ على خاطري (كربلاءُ) فتختصرُ الكونَ في موضعِ هنا حينما انتفضَ الأُقحوانُ و ثار على التُربةِ البلقعِ هنا كنتَ أنتَ تمطُّ الجهاتِ و تنمو بأبعادِها الأربعِ و تحنو على النهرِ.. نهرِالحياةِ.. يُحاصرُهُ ألفُ مستنقعِ وحين تناثرَ عِقْدُ الرِّفاقِ فداءً لدُرَّتِهِ الأنصعِ هنا (لَبَّتِ) الريحُ داعي (النفيرِ) و (حَجَّتْ) إلى الجُثَثِِ الصُّرَّعِ فما أَبْصَرَتْ مبدعاً كَ(الحسينِ) يخطُّ الحياةَ بلا إصبعِ! و لا عاشقاً كَ(أبي فاضلٍ) يجيدُ العناقَ بلا أذرعِ! و لا بطلاً مثلما (عابسٍ) يهشُّ إذا سارَ للمصرعِ! هنا العبقريَّةُ تلقي العنانَ وتهبط من برجِها الأرفعِ وينهارُ قصرُ الخيالِ المهيبُ على حيرةِ الشاعرِ المبدعِ ذكرتُكَ فانسابَ جيدُ الكلامِ على جهةِ النشوةِ الأروعِ وعاقرتُ فيكَ نداءَ الحياةِ إلى الآنَ ظمآنَ لم ينقعِ فما بَرِحَ الصوتُ (هل من مغيث) يدوِّي.. يدوِّي.. ولم يُسْمَعِ هنا في فمي نَبَتَتْ (كربلاءُ) وأسنانُها الشمُّ لم تُقلعِ وإصبعُكَ الحرُّ لَمَّا يَزَلْ يدير بأهدافِهِ إصبعي فأحشو قناديلَ شعري بما تَنَوَّرَ من فتحِكَ الأنصعِ وباسمِكَ استنهضُ الذكرياتِ الحييَّاتِ من عزلةِ المخدعِ لعلَّ البطولةَ في زَهْوِها بِيَوْمِكَ ، تأتي بلا برقعِ فأصنعُ منها المعاني التي على غير كفَّيكَ لم تُصْنَعِ |
قصيدة ما أروعها.. نشكرك على تزويدنا بها..
لن أختار من القصيدة الأبيات الرائعة .. فكل القصيدة رائعة.. لكنني سأختار من برقت في ذهني في لحظة تفكير في جانب ما.. وغصتُ بِجرحكَ حيث الشموسُ......تهرولُ في ذلك المطلعِ وحيث (المثلَّثُ) شقَّ الطريقَ.......أمامي إلى العالَمِ الأرفعِ وعلَّمَني أن عشقَ (الحسينِ).......انكشافٌ على شفرةِ المبضعِ فعَرَّيْتُ روحي أمام السيوفِ......التي التَهَمَتْكَ ولم تشبعِ .................. لَمَسْتُكَ في المهدِ دفءَ الحنانِ.......على ثوبِ أُمِّيَ ، والملفعِ وفي الرضعةِ البِكْرِ أنتَ الذي.........تَقاَطَرْتَ في اللَّبَنِ الـمُوجَعِ و قبل الرضاعةِ.. قبل الحليبِ.......تَقاطَرَ إِسْمُكَ في مَسْمَعي فأَشْرَقْتَ في جوهري ساطعاً.......بِما شَعَّ من سِرِّكَ المودعِ ................. كَبُرْتُ أنا.. والبكاءُ الصغيرُ.....يكبرُ عبر الليالي معي يكبّر بتشديد الدال (يكبّر من التكبير).... أم بتخفيفها (يكبر من الكِبَر)؟ أتصور أنها في الأصل: فيكبر.. أو... ويكبر.. والله العالم فيا حادياً دورانَ الإباءِ.........على محورِ العالَمِ الطيِّعِ كفرتُ بكلِّ الجذورِ التي........أصابَتْكَ رِيًّا ولم تُفْرِعِ .............. وحين تناثرَ عِقْدُ الرِّفاقِ..........فداءً لدُرَّتِهِ الأنصعِ هنا (لَبَّتِ) الريحُ داعي (النفيرِ)........و (حَجَّتْ) إلى الجُثَثِِ الصُّرَّعِ فما أَبْصَرَتْ مبدعاً كَـ(الحسينِ)........يخطُّ الحياةَ بلا إصبعِ! و لا عاشقاً كَـ(أبي فاضلٍ)..........يجيدُ العناقَ بلا أذرعِ! قصيدة فلتة في غاية الروعة.. هى تلونا إلى حيث نجد قصائد هذا الصحيح؟؟ ذكرتني القصيدة بالجواهري: شممت ثراك فهب النسيم.....نسيم الكرامة من بلقع وأرى أن هذه القصيدة لا تقل عنها شأنا.. |
أشكرك أخي وعزيزي المهد على الرد
|
اشكر اخي بوفاضل على هذه القصيده الرائعه والجميله جدا
وارجوا منه المزيد من المشاركات |
اشكرك كل الشكر
على هذها الانقاء الجيد كم يطربنا تغريد عصفور الاحساء (جاسم الصحيح) مدى الروح |
شكرا لك يا جاسم الصحيح
و أنت من الطرف صح أنا أعرفك أنامن الطرف بس أنتقلنا الى الساباط تحياتي ... |
السلام عليكم ورحمة الله الف شكر لك اخوي بوفاضل على الشعر المتواضع للشاعر الكبير / جاسم الصحيح وعسا الله لا يحرمنا منك ومن مواضيعك المتواضعة مع خالص تحياتي .. الامبراطووور ... ملاحظة : الرد اللي قبل ما عليكم منه , لاني مش انا اللي راد انما اخوي الصغير الله يغربل شره |
الساعة الآن 07:58 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد