![]() |
إسم ورد كثيرا أمام ناظري..
لم أدقق النظر ولكن.... ماإن سمعت قصته والعلاقة القوية التي تربطه بعاشقه... رحت أبحث عنه لأجده.. فعندما سمعت بأن كل قطرة تساقطت من منحره.. كانت تلبي للعشق الإلاهي.. وقفت حائرة أمام هذه الشخصية العظيمة.. فكيف لهذا الشخص لا يخرج نوره كأنوار الباقيين من نظائره.. قد يعرفه الكثيرون ولكن قد يجهله المقصرون من أمثالي.. نعم هو ذاك الجبل الشامخ.. والأرض الخضراء.. التي تحمل في باطنها حب لا يظاهيه حب دنيوي.. هو حب العاشق للمعشوق.. فمن منا وصل لتلك المرتبة من العلو.. نعم إنه الحلاج؟! فقرأوا معي بعض من حياته لتتضح لكم الصوره... . . ..الحلاج الرماد الحي.. لم يختلف الناس فى آرائهم حول رجل كاختلافهم عليه...فعشاقه يعتبرونه قطب المعرفة بلغ درجة عليا لم يبلغها غيره فى مدارج العرفان...أدرك الحقيقة فكان الحقيقة...وأعداؤه أقروا بجنونه وألصقوا به صفة الساحر الآثم الدجال الذى يستهوى العامة بحديثه وأشعاره. عنه قال فريد الدين العطار: .. بأية حماسة فيضية وحمية وجدانية قامر هذا العاشق برأسه ودفعه مهرا لمعتقده كيما يظفر بجوهرة الجمال الإلاهي... وعنه أيضا قال طه عبد الباقي: ..منذ أكثر من ألف عام تركز سمع الدنيا وبصرها على الخاتمة الفاجعة لأعجب صراع شهده تاريخ الفكر الاسلامي.. أما هو فيقول عن نفسه: أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا فإذا أبصرتنى أبصرته وإذا أبصرته أبصرتنا لكنه يبقى فى كل الأحوال أحد الواقفين على قمة الأيام..كلما مرّ ذكره انحنى له الزمن مذكرا بمقتله الشنيع.. ذلك هو النبأ العظيم والبهاء المقدس ورائد الحب الالاهى الذى صعد سلم الوجد حتى سدرة المنتهى الحسين بن منصور الحلاج. كان الشهيد الشاهد... الثائر على فساد الساسه ورياء المنافقين...كان قائد جيش الفقراء وصوت من لا صوت لهم...حتى إذا ما عظم أمره وتزاحم حوله الأنصار والمؤيدون كان الاستشهاد العظيم.. عجبت منك ومنى يا منية المتمني أدنيتنى منك حتى ظننت أنك أنى وغبت فى الوجد حتى أغنيتنى بك عني يا نعمتى فى حياتى وراحتى بعدد فنى منذ أكثر من ألف عام تركز سمع الدنيا وبصرها على الخاتمة الفاجعة لأعجب صراع شهده تاريخ الفكر وتاريخ الحياة الروحية فى الاسلام...ولقد غامرت الخلافة العباسية بسمعتها ومكانتها فألقت من أعلى مآذن بغداد برماد جثة هذا الرجل فى مشهد درامى سجلته عدسة التاريخ وحملت أجنحة الهواء ذرّات رماد الشهيد إلى الآفاق وتحولت كل ذرة من جسد الحسين منصور الى نشيد يردد على مسامح السامرين قصة مقتل شهيد المتصوفة. اقتلونى يا ثقاتى إن فى قتلى حياتي ومماتى فى حياتى وحياتى فى مماتي فاقتلونى واحرقونى بعظامى الفانيات ثم مروا برفاقى فى القبور الدارسات تجدوا سر حبيبى فى طوايا الباقيات صورة الفناء تجلت فى بهاء العاشقين لذلك الذى تجاوز الليل والنهار ودخل برزخ الخالدين...رأى خاتمته فوصفها قبل أن يحدث وحدثت مثلما رآها فى اللوح الذى لا يري... لم يكن الحلاج عاشقا يهيم على وجهه.. ولم يكن بالواقف على ساق واحدة فى الخلاء... بل كان زعيما سياسيا وصوتا قويا لا يخشى سطوة سلطان جائر يجاهر بالحق بعد أن آمن بأنه هو الحق أليس هو القائل: ...إن الحق لن يقبل من الناس عباداتهم اذا اختلفت سياساتهم وفسدت أخلاقهم ثم استكانوا للبغاء والفساد.. كان الحلاج صوفيا...لكنه لم يكن كغيره ممن تلبسوا بالحرقة وانصرفوا للخالق وابتعدوا عن المخلوق.. لقد عاب الحلاج على السطامى زهده كما انتقد الجنيد فى سلبيته...ثار هذا الصوفى على الزهد الذى لا يقر بحق المخلوق فى الحياة الدنيا والانصراف كليا الى عبادة الخالق منشغلين بذكره عن واجباتهم تجاه الضعفاء من مخلوقاته...جمع الحسين بن منصور بين الدين فى تجلياته والدنيا فى مباهجها وارتفع الى المعراج المقدس كما نزل الى حيث البائسين المضطهدين فكان صوتهم وكلمتهم التى وحدت حزب الفقراء ودفعته الى هز عرش الخلافة العباسية لولا أن تدارك الخليفة الأمر وأسرع بالقاء القبض على الحلاج وتقديمه للمحاكمة.. وكان يوم المحاكمة. سأل القاضى بن سريع الحلاج: - هل أنت الله؟؟ - حاشا أن يكون الحسين ذلك، فهو عبد من عباده يؤمن بكتبه ورسله واليوم الآخر ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. - لكنك جاهرت بالكفر وناديت بالعصيان.. - الكفر أن تقر لسلطان ظالم بظلمه أما العصبان فأن تخفى كلمة الحق أمام سلطان جائر.. - ومن وضعك ميزانا بين الحاكم والرعية - الحق الذى أنا.. - إلحاد بين وضلال مبين.. - الحسين ينشد الخير ويدعو الى الحق ولا يقر الظلم.. - اعتذر يا حسين واطلب العفو يا ظاهرا باطنا تجلى بكل شيء بكل شيء يا جملة الكل لست غيرى فما آعتذارى اذن اليّ كان الحكم جاهزا القطع والحرق وذر رماد الجثة من أعلى مئذنة ببغداد...حتى لا يحتوى قبر جسد الشهيد، فيصبح مزاراً للمقهورين ورمز التحدى السلطة.. وتقدم السياف...فقطع اليدين ثم الرجلين... قال الراوى لمقتل الحلاج: ...ولما أخذ وجه الحلاج فى الاصفرار لكثرة ما نزف من دمه مرّر ببقية ذراعه اليمنى على وجه فخضبه بالدم حتى يخفى ذبوله واصفراره.. وقبل أن يقطع السياف لسان الحسين رفع الشهيد بصره وجال فى اللامنتهى حيث محبه ينتطر دخوله عليه مخضبا بدم العشاق... ومع انتهاء المؤذن من الدعوة لصلاة العصر...جمع الحسين بقايا صوت وصاح: ركعتان فى العشق لا يصح وضؤوهما الا بالدم .. ومع الفراغ من الصلاة أغمض الشهيد عينيه وأسلم الروح مبتسما لفت بقايا الجثة وأحرقت ومن أعلى منارة فى بغداد ذرّ الرماد. كان ذلك بعد غروب يوم السادس والعشرين من شهر مارس من عام اثنين وعشرين وتسعمئة للميلاد.. ...لقد أسرف خصوم الحلاج فى بغضه وتجريحه. وأسرفت الخلافة العباسية فى اضطهاده وتعذيبه وأسرفت إسرافا جنونيا فيما أعدته من عذاب ليوم مصرعه وفيما أقامته من ستار حديدى لحجة سيرته عن حياة العامة وفيما اصطنعت لتشويه ثرائه الفكرى وصياغته الشعرية ورؤاه الفلسفية وفى مقابل هذا أسرف أنصاره فى حبه وتقديسه وفى الحديث عن أسراره وتجلياته حديث وصل حد الاعجاز والمعجزاة. قال الراوي: وفى فجر يوم الاربعين لاستشهاد الحسين بن منصور الحلاج سمع أهالى بغداد صوته من المئذنة التى ذرّ منها رماد جسده وهو ينادى حى على الصلاة. وانطلق الخيال ليكمل الأسطورة ويوشى هذه الصورة العجيبة ويريق عليها مزيدا من الجمال والغموض ثم أخذ يشيع حولها مشاهد متنافرة تتعاقب وتتواكب حافلة بأروع ما فى الدنيا من عظمة الروح والايمان وبأقسى ما فى كتاب الظلال من الحاد ومروق.. جاء فى كتاب "شخصيات قلقة": ...ويبقى الحلاج أحد كبار الفلاسفة الذين أثاروا جدلا متواصلا حتى اليوم...وما تزال أقواله ذات طابع حضارى عميق الأثر وأكثر صدقا من الناحية الاجتماعية... ذلك هو الحلاج الشهيد الحى الذى قدم للدنيا صورة الولاية الكبري...وقد بلغت أوجهها فى تضحية مليئة بالرجولة...مليئة بالالهام. وما شرب العشاق الا بقيتى وما وردوا فى الحب إلا على وردي ذلك هو الحق...وذلك هو النبأ العظيم الذى فيه يختلفون.. . والمخزي في الأمر هو ما فعله العباسيون في الحلاج فقد أعدموه وأحرقوه ولكن يأبى المعشوق أن ينفني حبه للعاشق..وليس فقط هذا الفعل الشنيع بالحلاج بل هو احراق كتب الحلاج ومقالاته وكل ما وصلت اليه يدهم الآثمة لطمس شخصيته الفذة وفكره النيّر ، وتشويه فلسفته الكبرى ورؤيته للحياة والآخرة والتي من حق أي انسان الاطلاع عليها والاستفادة منها . فاعتقد هذا هو السبب لجهلنا نحن المقصرون عن هذه الشخصية العملاقة النيرة.. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الأخت (بنت الموسوي) ... جميل هو الموضوع، وجميلة هي العبارات التي امتطيت صهوتها، وشخصية كالحلاج تحتاج إلى وقفةٍ منا نحو فلسفته نحو الدين والحياة حتى يتسنى لنا الحكم من أنه كذا أو كذا. ولقد ذكرت في منتدى الشعر تحت موضوع (قصائد قتلت أصحابها) قصة مقتله البشعة والتي يتقزز منها أي مسلم حينما يسمع، والسبب بذلك أبيات قالها وأتت عليه الوشايات من كل حدبٍ وصوب. بنت الموسوي أتمنى مواصلة المسير على هذا المنوال بطرح شخصيات لها وزنها في التاريخ الإسلامي. وتقبلوا السلام الزكي المبارك من (زكي مبارك) ... |
شاكره لك أخي زكي على التعليق
وإن شاء الله راح أطرح شخصيات لها الصدى في عالم قد أسكت أقلامها ولكن لم يطفأ أنوارهم تحياتي |
الله يعطيكم العافية وعساكم عالقوة
تحيااااااااااااااتي وننتظر المزيد لنثري معلوماتنا وعقولنا |
سلمت يمناك الذهبيه 0
|
ابنة الموسويّ ،
كم أنا سعيدٌ بعودتك !، وكم هو جميل أن تكون العودة بهذا الثراء والإثارة ! حول شخصية ظلمها عصرها وإلى الآن لم تأخذ حقها من الدراسة . وانا اتصفح النت وقعت على ديوان الحلاج فأحببتُ أن أسلسله هنا لتعم الفائدة أكثر .. ديوان الحلاج أبي المُغيث الحُسَينِ بنِ مَنْصورِ بن مَحمى البيضاوي 244 ه ـ 309ه / 858 ـ 922م صنعه وأصلحه أبو طريفٍ كامل بن مصطفى الشَّيْبي منشورات الجمل 1997 الطبعة الأولى كولونيا ـ ألمانيا أعنِّي على الضنى
نظري بَدْءُ عِلَّتي =ويحَ قلبي وما جنى <****** type="****/**********">doPoem(0)******>يا مُعينَ الضَنَى علــــيَّ=، أَعِنِّي على الضنى إلى مبارز من لا يراه
إلى كم أنتَ في بحرِ الخطايا= تُبارِزُ من يراك ولا تراهُ ؟ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>وَ سَمْتُكَ سَمتُ ذي وَرعٍ ودينٍ =وفِعلُكَ فِعلُ متَّبِعٍ هواهُ؟! فيا من باتَ يخلو بالمعاصي= وعيْنُ اللهِ شاهدةٌ تراهُ أتطمعُ أن تنالَ العفوَ ممَّنْ =عصَيتَ، وأنتَ لمْ تَطلبْ رضاهُ ؟ أتفرحُ بالذنوبِ وبالخطايا =وتنساهُ ولا أحدٌ سواهُ فَتُبْ قبلَ المماتِ وقبلَ يومٍ= يُلاقي العبدَ ما كسبتْ يداهُ أسلحة المحبِّ وخطةٌ لدحرِ الهجرِ !
إذا دَهَمتْكَ خيولُ البعـــــــادِ= ونادى الإياسُ بقطعِ الرجا <****** type="****/**********">doPoem(0)******>فخذ في شمالك تُرسَ الخضــــوعِ= وشُدَّ اليمينَ بسيفِ البُكا ونفسَكَ ونفسكَ ! كن خائفاً= على حَذرٍ من كَمينِ الجَفا فإنَّ جاءَكَ الهجرُ في ظلمَةٍ= فَسِرْ في مشاعِل نورِ الصفا وقل للحبيب ترى ذِلَّتي ؟!= فجُدْ لي بِعَفوِكَ قبلَ اللقا فوالحبِّ ! لا تنثني راجِعاً =عن الحبِّ إلا بِعَوضِ المُنى عمى الأبصار والبصائر
وأيُّ الأرضِ تخلو منكَ حتَّى =تَعَاَلوا يَطلبونك َ في السماءِ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>تراهم ينظرونَ إليكَ جَهراً =وهم لا يُبصِرونَ من العَماءِ الإنسان والقدرْ
ما حيلةُ العبدِ والأقدارُ جاريةٌ =عليهِ في كلِّ حالٍ، أيها الرائي ؟ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>ألقاهُ في اليمِّ مكتوفاً وقالَ لهُ =إيَّاكَ إيَّاكَ أن تبتلَّ بالماءِ ! ولنا عودة ... . . |
دعاء لعشاق الحقِّ
لبَّيكَ لبِّيكَ يا سرِّي ونجوائي =لبَّيك لبِّيك يا قصدي ومعنائي <****** type="****/**********">doPoem(0)******>أدعوكَ بل أنت تدعوني إليك فهل= ناديتُ إيَّاك أم ناديتَ إيَّائي يا عين َ عينِ وُجُودي يا مَدى هِمَمي =يا منطقي و عباراتي وإيمائي يا كلَّ كُلِّي ويا سمعي ويا بصري =يا جملتي وتباعيضي وأجزائي يا كلَّ كلِّي وكلُّ الكلِّ ملتبِسٌ= وكلُّ كلِّكَ ملبوسٌ بِمعنائي يا مَنْ به عَلِقَتْ روحي فقد تَلِفتْ =وَجْداً فَصرتُ رَهيناً تحتَ أهوائي أبكي على شجَني من فُرقتي وطني= طَوْعاً ويُسعدني بالنوحِ أعدائي أدنو فَيُبعدني خوفي، فيُقلقَني (1) =شوقٌ تَمكَّنَ في مَكنون أحشائي فكيفَ أصنعُ في حبٍّ كَلِفتُ به ؟ =مولايَ، قد ملَّ مِنْ سُقمي أطبائي قالوا : تداوَ بهِ منهُ فقلتُ لهم := ياقومُ هل يتداوى الداءُ بالداءِ؟! حُبِّي لِمولايَ أضناني وأسقَمَني =فكيفَ أشكو إلى مولايَ مَوْلائي؟! إني لأَرْمُقُهُ والقلبُ يَعرفُهُ =فما يترجِمُ عنهُ غير إيْمائي يا ويحَ روُحيَ من روحي، فواأسفي =عليَّ مني فإني أصلُ بَلْوائي كأنني غَرِقٌ تبدو أنامِلُهُ =تَغَوُّثاً وهوَ في بحرِ من الماءِ وليٍسَ يَعلَمُ ما لاقيتُ من أحدٍ =إلا الذي حلَّ مني في سُويدائي ذاك العليمُ بما لاقيتُ مِنْ دَنَفٍ =وفي مَشيئتهِ موتي وإحيائي أغايةَ السؤلِ والمأمولِ يا سَكني= يا عيشَ روحيَ، يا ديني ودُنيائي قل لي، فديتُك يا سمعي ويا بصري =لِمْ ذي اللجاجة في بُعدي وإقصائي إن كنتَ بالغيبِ عن عَيْنَيَّ مُحتجباً =فالقلبُ يرعاكَ في الإبعادِ والنائي(2) (1) لعلَّها : فيقتلني ، أو يتلفني (2)هكذا في الأصل * عاطفة المحبِّ
الصبُّ، ربِّ، محبٌّ= نوالُهُ منكَ عُجبُ ؟ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>عذابُهُ فيكَ عَذبٌ =وبُعدُهُ عنكَ قُربُ وأنتَ عَندي كَروحي= بلْ أنتَ مَنها أحبُّ وأنتَ للعينِ عينٌ= وأنتَ للقَلبِ قلبُ حسبي مِنَ الحبَّ أني =لما تحبُّ أُحِبُّ * تجلي الله في الإنسان
سبحانَ مَنْ أظهرَ ناسوتُه= سرَّ سنا لاهوتهِ الثاقبِ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>ثمَّ بدا في خَلْقهِ ظاهراً =في صورةِ الآكل والشاربِ حتى لقد عاينه خلقُهُ= كلحظة الحاجب بالحاجبِ * مراسة صوفية
كَتَبتُ و لم أكتبْ إليكَ، وإنما =كتبتُ إلى روحي بغيرِ كتابِ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>وذلك أن الرُّوح لا فرق بينها =وبين مُحبِّيها بفَصلِ خطابِ وكلُّ كتابٍ صادرٍ منك واردٍ =إليكَ، بلا ردِّ الجوابِ، جَوابي . . |
الزاهد الراغب
كفى حَزَناً أني أُناديكَ دائباً =كأني بعيدٌ أو كأنَّكَ غائبُ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>وأطلبُ منكَ الفضلَ من غير رغبةٍ =فلم أرَ مثلي زاهداً وهو راغبُ الإفاقة من غلبةِ الحال
أُقتلوني يا ثقاتي =إنَّ في قتلي حياتي <****** type="****/**********">doPoem(0)******>ومماتي في حياتي =وحياتي في مماتي أنا عندي محو ذاتي= من أجلِّ المَكْرُماتِ و بقائي في صفاتي =من قبيحِ السيِّئاتِ سئمت روحي حياتي =في الرسومِ البالياتِ فاقتلوني واحرقوني =بعظَلِّي الفانياتِ ثم مرُّوا برُفاتي= في القبورِ الدارساتِ تجدوا سرَّ حبيبي =في طوايا الدَّارساتِ وصف موعد حبِّ صوفي
لي حبيبٌ أزورُ في الخلواتِ =حاضرٌ غائبٌ عن اللحظاتِ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>ما تراني أصغي إليه بسري =كي أعي ما يقولُ من كلماتِ ؟ كَلِماتٍ منْ غيرِ شَكلٍ ولا ونُطـــقٍ =ولا مثلِ نَغمةِ الأصواتِ فكأني مُخاطَبٌ كُنْتُ إيا هُ= على خاطري بذاتي لذاتي حاضرٌ غائبٌ قريبٌ بعيدٌ =وهوَ لم ْ تَحوِهِ رسومُ الصفاتِ هوَ أدنى من الضميرِ إلى الوهــمِ= وأخفى من لائحِ الخطراتِ القرب والبعد واحد
فما ليَ بُعْدٌ بَعدَ بُعِدِكَ بعدما =تيقَّنتُ أن القربَ والبُعدُ واحدُ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>وإني ـ وإن أُهجِرتُ ـ فالهجرُ صاحبي =وكيفَ يصِحُّ الهجرُ والحبُّ واحدُ لك الحمدُ في التوفيق في بعضِ خالصٍ =لعبدٍ زكيٍّ ما لغيركَ ساجدُ انفرادُ الروحِ بالحبيب
أنتم مَلَكتُمْ فُؤادي =فَهِمتُ في كلِّ وادِ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>ردُّوا عليَّ فؤادي= فقدْ عَدِمتُ رُقادي أنا غريبٌ وَحيدٌ =بكم يطولُ انفرادي محاورة قلبية
رأيتُ ربِّي بعينِ قلبي =فقلتُ : مِنْ أنتَ ؟ قالَ : أنتَ ! <****** type="****/**********">doPoem(0)******>فليس للأينِ منكَ أينٌ =وليسَ أينٌ بحيثُ أنتَ ففي بقائي ولا بقائي =وفي فنائي وجدتُ أنتَ في محو إسمي ورِسمِ جسمي =سألتُ عني فقلتُ : أنتَ أشارَ سرِّي إليك حتى =فَنِيْتُ عنِّي وَدُمتَ أنتَ وغابَ عني حفيظَ قلبي =عَرفتُ سرِّي فأينَ أنتَ أنتَ حياتي وسرُّ قلبي= فحيثما كنتُ كنتَ أنتَ أحَطتَ عِلماً بكلِّ شيءٍ =فكلُّ شيءٍ أراهُ أنتَ فَمُنَّ بالعفوِ يا إلهي =فليس أرجو سواكَ أنتَ . . |
<div align="center">شاكره لك استاذي العزيز التواصل المثري وهذا هو ما عودتنا عليه واليو أتيت لكم بجديد عما قيل فيه..
أبو المغيث الحسين بن منصور الحلاج ، شهيد العشق الإلهيّ ، والطير الذي ما اتسعت له سماؤه فأطبقت على أقمارها ، ليفوحَ الظلامُ من فتائل أسرجة بني التعصب ، وتكتنز سيوفهم بالدم المراق من جسد الحرية /حرية الفكر والاعتقاد .. رجلٌ ما زالت أوصالُه تشهد على بؤسنا ، وطيوره الملونة / بناتُ فراديسه ما زالت تحطّ على أكتاف مريديه الهائمين على ضفاف دجلة في انتظار بعثه القريب .. أحبّه الله فعجّلَ في تمكين اعدائه منه ، ليقتلوه ويصلبوه ويحرّقوا صلصاله ذا الأجنحة ، وبذا اقتربَ العاشقُ من معشوقه .. وأحبه مريدوه للحدّ الذي تلبسوهُ فقاسمهم الخبزَ والحزنَ و الركائب .. ومن هؤلاء المستشرق الفرنسي ( لويس ما سينون ) الذي وسِمَ بأنه توأم الحلاج لكثرة ما كتب عنه بعاطفة جياشة ، وتعاطف مبين مع مأساته الخالدة .. الحلاج الذي نُشرَ عطرُ دمهِ على كلّ الكواكب و المجراتِ ، وغنته النيازكُ والأقمار ، ما توانى عن إشعال حرائقه الخضراء حتى على ثلوج اسكندنافيا البيضاء ... إذ نجد عاشق الحلاج الثاني الشاعر السويدي (أنغمار ليكيوس) يقولُ في ديوانه (المسلك الصاعد) : أيها الجدي الوحشي ! فجرٌ في بغداد، وشمس ملتهبة ها هو حسين بن منصور الحلاج يسمو في معراجه الليلي . انتهت المحاكمة والحلاج يقدم خارطة لفوضى الحقائق . من بوابة سجن يخُرج الزاهد ، ضاحكا تحت وَابل حجارة، راقصا في أغلاله. غنيمة بلا عدالة . أنظر إلى ذلك الممتلئ بالله ، وهو يعرض ِودّا في الأسواق ! أنظر كيف يشق طريقه وسط علماء متجادلين وبين متفرّجين متلهفين وجلادين متحمسين بينما يتصّاعد الغبار رَحمة.ً يا سّر الأسرار! أيها الحلاج ، يا من ذهبت من مكة إلى كَشكَر، من بهروج إلى القدس ها أنت تقف أمام البعد الخامس فالكعبة في أعماقك . (سيطير قلبك مثل نيزك حجراً أبيض وشرارة فردوس ) ظل المؤذن النحيف يتهاوى عند ساحة المدينة . أوصالُك تقطع أربا أربا وأنت تغسلها في دمك قبل صلاة العصر. حين تغدو الشمس في سمت السماء سوف تكون أنت على الصليب ، شجرة الإبادة التي تمد فروعها مثل البرق شجرة(اللوتس) التي لا ينطق بإسمها . وعلى الأرض يمسك السياف بسيفه فيسقط رأسك متدحرجا ويستقر وجبهته على الأرض : الله أكبر! وتسّود الشّمس ويقذفُ الظلام شراره وتعانق الحسين بن منصور ألسنة لهيب لا إسم لها وقد حول نفسه إلى هشيم خط معطر. وفى حين يتبدّد الرّماد من المئذنة تصدح صيحة من الغيب : أحد أحد … أحد ... وها نحن المصلوبين على خشبة ازمنتنا الرديئة نحلجُ بواطننا فلا نغزلُ إلا هباءنا الكثيف .. يا لبؤسنا منذ أن غادرنا الحلاجُ دونَ أن نتعلم سرّه الباتع ، أو نرثَ كراماته التي لم تغب عنها الشمس ...</div> |
العشق موتٌ وحياةٌ
واللهِ لو حَلَفَ العشَّاقُ أنَّهُمُ= موتى من الحبِّ أو قتلى، لما حَنِثوا <****** type="****/**********">doPoem(0)******>قومٌ إذا هُجِروا مِن بعدِ ما وُصِلوا= ماتوا، وإنْ عادَ وَصْلٌ بَعدَهُ بُعِثُوا تَرى المحبين صرعى في ديارِهِمُ= كَفتيةِ الكهفِ : لا يدرون كم لَبِثوا مزاح الحلاج
دلالٌ يا محمَّدُ مُستعارُ =دلالٌ بعدَ أن شابَ العِذارُ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>ملَكتَ ـ وحرمةِ الخلواتِ ـ قلباً =لعِبتَ بهِ وقَرَّ بهِ القرارُ فلا عينٌ يُؤرقها اشتياقٌ =ولا قلبٌ يُقلقِلُهُ ادِّكارُ نَزِلتَ بمَنزِلِ الأعداءِ مني =وبنتَ، فلا تزورُ ولا تزارُ [ كما ذَهبَ الحمارُ بأمِّ عمروٍ =فلا رجِعتْ ولا رجِع الحمارُ ] تُراك ترثي للعاشق ؟
يا موضِعَ الناظِرِ من ناظري= ويا مكانَ السرِّ من خاطري <****** type="****/**********">doPoem(0)******>يا جُملةَ الكلِّ التي كلٌُّها= أحبُّ من بَعضي ومن سائري تُراكَ ترثي للذي قلبُهُ =مُعلَّقٌ في مِخْلَبيْ طائرِ ؟ مدلَّهٌ حَيرانُ مُستوحِشٌ =يَهرِبُ من قَفرٍ إلى آخرِ يَسري وما يدري وأسرارُهُ= تسري كلَمحِ البارقِ النائرِ كسرعة الوهم لمَنْ وَ همُهُ =على دقيقِ الغامضِ الغائرِ بلوغ الصبَِ الكمال من الهوى كفر !
إذا بلَغَ الصبُّ الكمالَ من الهوى =وغابَ عن المَذكورِ في سطوةِ الذكرِ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>يُشاهِدُ حَقاً حينَ يَشهَدُهُ الهوى= بأنَّ كمالَ العاشقينَ منَ الكفرِ الذكرُ واسطةٌ لا غاية
أنتَ المُولِّهُ لي لا الذكرُ ولَّهني =حاشا لقلبيَ أن يَعلو بهِ ذِكْري <****** type="****/**********">doPoem(0)******>الذكرُ واسطةٌ تُخفيكَ عن نظري =إذا تَوَشَّحَهُ من خاطري فِكري كيف تختفي عن الأنظار !
يا طالما غبنا عن اشباحِ النَظرْ =بنقطةٍ يحكي ضياؤها القمرْ
<****** type="****/**********">doPoem(0)******>هُيِّئتُ للكدَرِ
وما وجدْتُ لِقلبي راحةً أبداً =وكيفَ ذاكَ، وقدْ هُيِّئتُ للكدَرِ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>لقد ركبتُ على التغْريرِ، واعجباً =ممنْ يُريدُ النجا في المَسلَكِ الخَطِرِ كأنني بينَ أمواجٍ تُقلِّبُني =مُقَلَّباً بينَ إصعادٍ وَمُنْحَدَرِ الحزنُ في مُهجتي والنارُ في كبدي=والدمعُ يشهَدُ لي فاستشهدوا بصري أنواع الحب
الحبُّ، مادامَ مكتوماً، على خَطرٍ =وغايةُ الأمنِ أن تَدنو منَ الحَذَرِ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>وأطيبُ الحبِّ ما نمَّ الحديثُ بهِ =كالنارِ لا تأتِِ نفعاً وهي في الحجرِ من بعدِ ما حضرَ السجَّانُ واجتمع=الأعوانُ واختطَّ اسمي صاحبُ الخبرِ أرجو لنفسي برءًا من محبَّتكم ؟!= إذن تبرَّأتُ من سمعي ومِنْ بصَري خلع العِذار
يا شمسُ، يا بدرُ، يا نهارُ =أنتَ لنا جَنَّةٌ ونارُ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>تجنُّبُ الإثمِ فيكَ إثمٌ =وَخيِفةُ العارِ فيكَ عارُ يَخلعُ فيكَ العِذارَ قومٌ =فكيفَ من لا له عذارُ . . |
<div align="center">
وكما قال الأستاذ ديك الجن الحلاج شخصية ظلمها عصرها وإلى الآن لم تأخذ حقها من الدراسة . وهذه بعض من قصائده عبارات كيمياوية نسمات من الريح قولي للرشا لم يزدني الورد إلا عطشا لي حبيبه حبه وسط الحشا إن يشأ يمشي على خدي مشى روحه روحي وروحي روحه إن يشأ شئت وغن شئت يشأ </div> |
*عقوبة البطر
قد كنتُ في نِعمَةِ الهوى بَطِراً= فأدْركتني عُقوبةُ البطرِ
<****** type="****/**********">doPoem(0)******>*الجمعُ والفرق
الجمعُ أفقدَهُم - من حيثُ هُمْ - قِدماً=والفرقُ أوجدَهُمْ حِيناً بلا أَثرِِ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>فاتَتْ نفوسَهُمُ، والفوتُ عندهمُ =في شاهدٍ جُمِعوا فيه عن البشرِِ وجمعُهُمْ عن نعوتِ الرسمِ مَحوَهُمُ =عمَّا يُؤثِّرُهُ التلوينُ في الغِيَرِِ والعينُ حالٌ تلاشتْ في قَديمِهِمُ =عن شاهد الجمعِ إضماراًُ بلا صُوَرِِ حتَّى توافى لهم في الفرق ماعُطِفَتْ =عليهِمُ من علومِ الوَقتِ في الحضرِِ فالجمعُ غَيبَتُهمْ والفرقُ حضرتُهمْ= والوجدُ والفقدُ في هذين بالنظرِ *الوجد
أبدى الحجابَ فَذَلَّ في سُلطانهِ =عِزُّ الرسومِ وكلُّ معنى يَخطُرُ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>هيهاتَ يُدرَكُ ما الوجودُ وإنما= لهبُ التواجُدِ رَمزُ عَجزٍ يُقهَرُ لا الوجدُ يُدرَكُ غيرَ رسمٍ داثِرٍ= والوجدُ يَدثُرُ حينَ يبدو المنظرُ قد كنتُ أطربُ للوجودِ مُروَّعاً =طوراً يُغيِّبُني وطوراً أُحْضَرُ أفنى الوجودَ بشاهدٍ مَشهودُهُ= أفنى الوجودَ وكلَّ معنىً يُذكَرُ *الغيرةُ على الحق
لو شِئتُ كَشَّفتُ أسراري باسراري =وبُحتُ بالوجدِ في سرِّي وإضماري <****** type="****/**********">doPoem(0)******>لكنْ أغارُ على مولايَ يَعرِفهُ= من ليسَ يَعرِفهُ إلا بإنكارِ فمن إلهي إشاراتي وإن كَثُرتْ =في الخَلقِ ما بين إيرادٍ وإصدارِ ما لاحَ نُورُكَ لي يوماً لأُثْبِتَهُ= إلا تنكَّرتُ منهُ أيَّ إنكارِ ولا ذكرتُكَ إلا تِهتُ من طربٍ =حتَّى أمزِّقَ أحشائي وأطماري *عذاب النفس في سجن الجسد
حَوَيتُ بكُلَّي كُلَّ كُلِّكَ يا قدسي= تُكاشِفُني حتَّى كأنَّكَ في نفسي <****** type="****/**********">doPoem(0)******>أُقلِّبُ قلبي في سواكَ فلا أرى =سوى وحشَتي منهُ وأنتَ بهِ أُنْسي فها أنا في حبسِ الحياةِ مُمَنَّعٌ =من الأنسِ فاقبِضني إليكَ من الحبسِ *الشعور بالقبض في أوجِ البسطِ
عَجِبتُ لِكلِّي كيفَ يحملهُ بَعضي =ومن ثِقلِ بَعضي ليسَ تَحملُني أرضي ؟ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>لئن كان في بسطٍ مِنَ الأرضِ مضجَعٌ =فقلبي على بَسطٍ منَ الخلقِ في قبضِ *عبارات كيمياوية
نَسماتُ الريحِ قولي للرَّشا= لمٍ يزِدني الوِردُ إلا عطشا <****** type="****/**********">doPoem(0)******>لي حبيبٌ حبُّهُ وسطَ الحشا =إن يشأ يمشي على خدي مشى روحُهُ روحي وروحي روحُهُ= إن يشأ شئتُ وإن شئتُ يَشا . . |
سندبادُ الهوى
مازلتُ أطفو في بحارِ الهوى= يَرفَعُني الموجُ وأنحطُّ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>فتارةً يرفَعُني مَوجُها= وتارةً أهوي وأنْغَطُّ حتى إذا صيَّرني في الهوى =إلى مَكانٍ ما لهُ شطُّ ناديتُ : يا من لمْ أبُح باسمه= ولم أخُنْهُ في الهوى قطُّ تقيكَ نفسي السوءَ من حاكمٍ =( ماكان هذا بيننا الشرطُ ) الملاء الكامل
مكانك من قلبي هو القلبُ كلُّهُ =فليسَ لشيءٍ فيه غيرُكَ موضعُ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>وحطَّتك روحي بين جلدي وأعظمي =فكيفَ تراني ـ إن فقدتك ـ أصنعُ ؟ كلِّي قلوب
إذا ذكرتُكَ كادَ الشوقُ يُتْلِفُني =وغفلتي عنك أحزانٌ وأوجاعُ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>وصارَ كلِّي قلوباً فيك واعِيَةً= للسُقمِ فيها وللآلام إسراعُ فإن نطقتُ فكلِّي فيكَ ألسنَةٌ =وإن سمِعتُ فكلًّي فيك أسماعُ القرب
لمَّا اجتباني وأدناني وشرَّفني =والكلَّ بالكلِّ أوصاني وعرَّفني <****** type="****/**********">doPoem(0)******>لم يُبقِ في القلبِ والأحشاءِ جارحةً =إلا وأعرفُه فيها و يعرفُني تجلِّي الطوالع
خَصَّني واحدي بتوحيدِ صدقٍ =ما إليه من المسالكِ طَرقُ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>فأنا الحقُّ حُقَّ للحقِّ حقٌّ =لابسٌ ذاته فما ثَمَّ فرقُ قد تجلَّت طوالعٌ زاهراتٌ= يتشعشعنَ, والطوالعُ برقُ عذاب المحبّ
أنا حزينٌ مُعذَّبٌ قَلِقٌ =روحيَ منْ أسرِ حبِّها أَبِقَتْ
<****** type="****/**********">doPoem(0)******>خداع الدنيا
دُنْيا تُخادِعني كأنــــي= لستُ أعرفُ حالَها <****** type="****/**********">doPoem(0)******>حَظَرَ الإلهُ حرامَها =وأنا اجتَنَبْتُ حلالَها مدَّتْ إليَّ يمينها =فَرَدَدْتُها وشِمالَها ورأيتُها مُحتاجَةً =فوَهبْتُ جُمْلَتها لها ومتى عرفتُ وصالَها= حتى أخافَ ملالها ؟! امتزاج الأرواح
مُزِجَتْ رُوحُكَ في روحي كما= تُمزَجُ الخَمرَةُ بالماءِ الزلالْ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>فإذا مسِّكَ شيءٌ مسَّني= فإذا أنتَ أنا في كلِّ حالْ غزل حسِّي على سِنَّة التَّصوُّف
شيءٌ بقلبي، وفيه منكَ أسماءُ =لا النورُ يدري به ـ كلا ! ولا الظلمُ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>ونورُ وجهِكَ سرٌّ حينَ أشهدُهُ =هذا هو الجودُ والإحسانُ والكرمُ فخذ حديثي، حبّي، أنتَ تعلمُهُ =لا اللوحُ يَعلمُهُ حقاً ولا القلمُ روحان في بدن
أنا من أهْوَى، ومن أَهْوى أنا =نحنُ رُوحانِ حَلَلْنا بَدَنا <****** type="****/**********">doPoem(0)******>نحن، مُذْ كنَّا على عهدِ الهوى= تُضرَبُ الأمثالُ للناسِ بنا فإذا أبصَرْتَني أبصَرتَهُ ,= وإذا أبصَرْتَهُ أبصَرْتَنا أيها السائلُ عن قِصَّتِنا =لو ترانا لم تُفرِّقْ بيننا رُوحُهُ رُوحي ورُوحي رُوحهُ= مَنْ رأى رُوحين حلَّتْ بدنا ؟! . . |
عجائب وتمنيات
عَجِبْتُ منكَ ومنّي= يا مُنيَةَ المُتمَنّي <****** type="****/**********">doPoem(0)******>أدنَيْتَني منكَ حتى =ظَنَنْتُ أنَّك أنّي وغبتُ في الوجدِ حتى= أفْنَيْتَني بِكَ عنّي يا نِعمَتي في حياتي= وراحَتي بعدَ دَفْني مالي بغيرِكَ أُنسٌ= إذ كُنتَ خوفي وأَمْني يا مَن رياضُ معانيـــهِ= قد حَوتْ كلَّ فَنِّ وإن تَمنَّيْتُ شيئاً= فأنتَ كلُّ التَّمَني رسالة شعرية
أرسَلْتَ تسألُ عنِّي كيفَ كُنتَ ؟ وما= لَقِيتُ بَعْدكَ مِنْ همٍّ ومِنْ حَزَنِ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>لا كنتُ، إن كنتُ أدري كيف كنتُ ولا= ( لا كُنْتُ ) إن كنْتُ أدري كيفَ لم أَكُنِ رفع الإنِّيِّة دون الإثنينية
أأنتَ أمْ أنا هذا في إلهين ؟ =حاشاكَ حاشاكَ من إثباتِ إثنينِ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>هُويَّةٌ لك في لائيَّتي أبداً := كُلِّي على الكُلِّ تلبيسٌ بوجهَينِ فأينَ ذاتُكَ عنِّي حيثُ كُنْتُ أرى؟= قد تبيَّنَ ذاتي حيثُ لا أيْني وأينَ وَجهُكَ ؟ مقصوداً بناظرتي =في باطن القلبِ أم في ناظر العينِ ؟ بيني وبينك إنِّيٌّ ينازعُني =فارفعْ بِلُطفِكَ إنِّيِّ من البَيْنِ أينَ مثلكَ ؟!
طوبى لطرفٍ فازَ =منـــــك بنظرةٍ أو نظرتينْ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>ورأى جمالَكَ كلَّ =يو مٍ مرَّةً أو مرتينْ يازينَ كلِّ مَلاحةٍ =حُوشيتَ مِنْ عيبٍ وشينْ أنتَ المُقدَّمُ في الجمال= فأين مثلُكَ أينَ أينْ ؟ لا سهو ولا لهو
لستُ بالتوحيدِ ألهُو=غير أني عنه أسْهو <****** type="****/**********">doPoem(0)******>كيفَ أسهوْ.. كيفَ ألهو= وصحيحٌ أنني هُو ؟! . . |
أشعارٌ نُسِبَتْ إلى الحلاجْ** سكرُ المحبَّة
سَكِرتُ من المعنى الذي هُوَ طيِّبٌ =ولكَّن سُكري بالمحبَّةِ أعجَبُ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>وما كلُّ سكرانٍ يُحدُّ بواجبٍ =ففي الحبِّ سكرانٌ ولا يتأدَّبُ تقومُ السُّكارى عن ثمانينَ جلدَةٍ= صحاةٍ، وسَكرانُ المحبَّةِ يُصْلَبُ **على لسان مجهول** عَذِّبني !
أُريدكَ لا أُريدُكَ للثوابِ =ولكنّي أُريدكَ للعقابِ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>فكلُّ مآربي قدْ نِلتُ منها =سوى ملذوذِ وجدي بالعذابِ **أبو يزيد البسطامي ** السَّماعُ و عقابيلهُ
طابَ السَّماعُ وهبَّتِ النسماتُ =وتواجدَتْ في حانها السّاداتُ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>سمِعوا بذكرِ حبيبهمْ فَتَهَتَّكوا= خلعوا العِذارَ ودارتِ الكاساتُ طَرِبوا فطابتْ باللقا أرواحُهم= كتموا فبانتْ منهُمُ حالاتُ شربوا بأقداحِ الصَّفا لمَّا صَفَوا =سَكِروا فلاحتْ مِنهمُ رقصاتُ ظهرتْ عليهمْ من بواطنِ سرِّه =كاساتُ بِشرٍ كُلُّها راحاتُ هَطَلتْ مَدامعُهمْ على وَجناتِهم =وتصاعدتْ من شوقهِ زَفراتُ زادَ الغرامُ بهم وفي أحشائهم =نارٌ وفي أكبادهم جَمَراتُ فتعطَّرتْ ريحُ الصِّبا من عطرهم= وسَرَتْ بنشرِ روائحٍ نَفَحاتُ **على لسان مجهول ** كيف لا أغني
سَقوني وقالوا : لا تغنِّ ولو سَقَوا= جبالَ حُنينٍ ما سُقيْتُ لَغَنَّتِ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>تمنَّتْ سُليمى أن أموتَ بحبِّها= وأسهلُ شيءٍ عندنا ما تمنَّتِ **للسمْهري العُكلي اللص** الجار قّبْلَ الدار
سكنتَ قلبي وفيه منكَ أسرارُ =فلتَهنِكَ الدّارُ أو فلْيّهنِكَ الجارُ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>ما فيه غيرُك من سرٍّ علمتُ بهِ =فانظر بعينكَ : هل في الدارِ ديَّارُ وليلةُ الهجرِ ـ إن طالتْ وإن قصُرتْ ـ =فمؤنسي أمَلٌ فيها وتِذكارُ إني لَراضٍ بما يرضيكَ من تلفي= يا قاتلي، ولما تختارُ أختارُ ** البهاء زهير** دين المحبين ودين الناس
والله، ما طلعت شمسٌ ولا غربُتْ= إلاَّ وحبُّكَ مقرونٌ بأنفاسي <****** type="****/**********">doPoem(0)******>ولا جلستُ إلى قومٍ أُحدِّثهُم= إلاّ وأنتَ حديثي بينَ جَُّلاسي ولا ذكرتُكَ محزوناً ولا فَرِحاً= إلا وأنتَ بقلبي بينَ وسواسي ولا هَمَمتُ بشُرْبِ الماءِ من عَطَشٍ =إلا رأيتُ خيالاً منكَ في الكاسِ ولو قَدَرتُ على الإتيانِ جئتَكُمُ= سعياً على الوجه أومشياً على الراسِ " ويا فتى الحيِّ إن غنَّيْتَ لي طرَباً =فغنِّني واسِفاً من قلبِكِ القاسي " مالي وللناسِ كمْ يَلحَوْنني سَفَهاً =ديني لنفسي ودينُ الناسِ للناسِ " **لمجهول** ماذا حدث ؟
ما لي جُفيتُ وكنتُ لا أُجفَى ؟= ودلائلُ الهِجرانِ لا تُخفى <****** type="****/**********">doPoem(0)******> ما لي أراكَ نَسيتَني بَطَراً =ولقدْ عَهدتُكَ تذكرُ الإلفا وأراكَ تمزجُني وتشربُني =ولقدْ عهدتُكَ شاربي صِرفا **لمجهول** الكأسُ شيعةُ العاشقين
الكأسُ سهَّلَتِ الشكوى فَبحتُ بكمْ= وما على الكأسِ من شُرَّابها دَرَكُ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>هَبني ادَّعيتُ بأني مُدنَفٌ سَقِمٌ =فما لمضجعِ جنبي كلُّهُ حَسَكُ هجرٌ يسوءُ ووصلٌ لا أُسرُّ بهِ =ما لي يدورُ بما لا أشتهي الفَلَكُ ؟! فكلَّما زادَ دمعي زادني قَلَقاً =كأنني شمعةٌ تبكي فتنسَبِكُ **لمجهول** تُهدى الأضاحي وأُهدي مهجتي ودمي
إن الحبيبَ الذي يرضيه سفكَ دمي =دمي حلالٌ لهُ في الحلِّ والحرمِ <****** type="****/**********">doPoem(0)******>إن كانَ سفكُ دمي أقصى مرادِكُمُ= فلا عَدتْ نظرةٌ منكم بِسفكِ دمي واللهِ، لو علمتْ روحي بمن علِقَتْ =قامتْ على رأسها ـ فضلاً عن القدمِ يا لائمي، لا تلُمْني في هواهُ فلو= عاينتَ منهُ الذي عاينتُ لَمْ تَلُمِ يطوف بالبيتِ قومٌ لا بجارِحَةٍ : =بالله طافوا فأغناهم عن الحرمِ ضحَّى الحبيبُ بنفسٍ يومَ عيدِهمُ =والناسُ ضحُّوا بمثل الشاءِ والنعمِ " للناس حجٌّ ولي حجٌ إلى سكني := تُهدى الأضاحي وأُهدي مُهجتي ودمي **لمجهول** إلى حتفي سعى قدمي
إلى حتفي سعى قدمي= أرى قدمي أراقَ دمي <****** type="****/**********">doPoem(0)******>فما أنْفَكُّ من نَدَمِ =وهانَ دمي فهانَ دمي **أبو الفتح البستي** . . |
مشاركة: الحلاج الرماد الحي
خطرات وأفكار عن "الحلاّج" بهذه الكلمات يجعل الشاعر والفيلسوف الهندي المسلم محمد إقبال (1877-1938) الحلاج يتكلم في ملحمته الفارسية الخيالية "جاويدنامه"، أي "كتاب الخلود"، فيصوره بذلك كمفكر مبدع، حاول بث الحياة في معاصريه الموتى روحياً وفكرياً، أي حاول منحهم إيماناً حياً جديداً، وتحريرهم من التقليد واجترار القواعد المتوارثة الخالية من كل روح. إنها لظاهرة تبعث على الاهتمام أن يحتل الحلاج – الناقد المناوىء بين عدد ضئيل من أمثاله في تاريخ الفكر الإسلامي – مكانة مرموقة بين النخبة الفكرية في صفوف المسلمين في العقود الأخيرة. بقلم: أنا ماري شيمل "وما فعلتُ، ستفعلُه أنت أيضاً – حذارِ! ستحمل البعث للميتين – حذارِ!" إن هذا المتصوف، الذي أُعدم بأبشع صورة في بغداد عام 922، قد أُسيء فهمه مراراً. فقد فُهمت كلمته: "أنا الحق"، أي "أنا الحقيقة المطلقة"، أي "الله"، فُهمت كتعبير عن تعالٍ متعاظمٍ للذات، بحيث أثار بذلك الشكوك في إيمانه بحلول الذات الإلهية في النفس البشرية. وقد اعتبره بعض معاصريه ساحراً خطراً، بينما استاء خصومه السياسيون من دوره في خطة مرسومة لإصلاح الضرائب، ورأى رجال الدين في فكرته حول إسقاط الفرائض تعبيراً عن كفره ودليلا على إلحاده، رغم أنه ألّف في عمله "كتاب الطواسين" أجمل أنشودة يمتدح فيها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام. غير أن كبار المتصوفين في جميع العصور قد أبدوا إعجابهم الشديد بحبه المطلق لله عز وجل. ونجد في أدب العصر الوسيط خطاً يزداد وضوحاً في العصر الحديث: إذ يُعتبر الحلاج ثائراً في وجه ضيق الأفق الفكري لدى المتحجرين من رجال الدين، لأنه شهد خبرة الاتصال بالله، تلك التجربة الروحية الحية – كما فعل الإمام الغزالي فيما بعد، عندما تخلى عن وظيفته التعليمية في المدرسة النظامية ببغداد، لأنه وجد أن زملاءه كانوا منغمسين في نزاعات وخلافات لا طائل من ورائها حول مسائل فقهية سطحية، دون أن يتحلّوا بذرّة من الإيمان الحي، أو يمتلكوا بارقة من الاتصال الحي بالذات الإلهية. وفي تطور يثير الاهتمام يظهر الحلاج في شعر إيران وشبه القارة الهندية لفترة ما بعد العصر الوسيط كإنسان رفض السكولاستية المتحجرة بسبب تجربة اتصاله المباشر بالله عز وجل وحبه الخالص له، مما أدى الى قتله. ولكن أليس من الصحيح أنه عندما يرى الإنسان الحقيقة ويجدها، يكون مستعدا للموت في سبيلها؟ وقد قال الشاعر الهندي ميرزا أسد الله غالب (1797-1869) في بيت شعري فارسي مشهور ما معناه: "السر الكامن في القلب – لن يكون موعظة جوفاء! قد تُفصح عنه على المشنقة؛ أما على المنبر، فلا!" وهذا يعني أن الشاهد الحقيقي لجلالة الله يجب أن يصبح شهيداً، وأن يدفع حياته ثمناً لأعلى تجربة وهي الاتصال بالحقيقة. وفي الأدب الأُردي والتركي الحديث يُصوّر الحلاج أحياناً كثائر ضد المجتمع القائم، كما أنه يظهر كذلك في الشعر العربي المعاصر كممثل للأبعاد العميقة للإسلام، كمكافح من أجل العدالة والفهم. وقد سعى صلاح عبد الصبور في "مأساة الحلاج" الى إظهار الطابع الاجتماعي لرسالة الحلاج، وأعطى تفسيراً دقيقاً لضرورة موته: إذ كان موته أمراً محتوماً – لكي يعود أتباعه فيجدوا كلماته في أثلام الحقول، حيث تكمن خفية عن العيون، لكي تحمل على الرياح، التي تهب فوق الأمواج – فما الذي كان سيحدث لرسالته المنادية بحرية الفكر، لو لم يمت مشنوقاً؟ وقد أكد أدونيس في أعماله الأولى على حداثة لغة الحلاج، وقد كرّس هو وعبد الوهاب البياتي لهذا المتصوف الشهيد شعراً رثائياً زاخرا بالأحاسيس العميقة، وإن كان يتسم بالصعوبة في فك طلاسمه. ومع ذلك فإنه يبدو لي أن إقبال أكثر إصابة للحقيقة من أغلب المحاولات الأخرى في فهمه لنواة حياة هذا المتصوف الوسيطي العاشق لله ومدى تأثيره. فقد اعترف بالحلاج – الذي يُحتفى به منذ عدة قرون في الشعر الشعبي الهندي الإسلامي كعاشق كبير لله – كمصلح إسلامي. وقد كانت قناعة إقبال ثابتة في أن "عالم القرآن" ينفتح لكل إنسان وفي كل عصر بصورة جديدة، وأن الإسلام ليس دينا متحجراً بعيدا عن الواقع، بل إن المفكرين والصوفيين الكبار قد تغلغلوا الى طبقات بعيدة الأعماق من الفهم، بحيث يصبحون بذلك أمثلة عليا يقتدي بها الإنسان العصري أيضاً. و في نظره كان الحلاج، الذي فهم أعماق الوحي الإلهي بصورة أفضل مما فعل كبار الفقهاء ورجال الدين الذين يعجزون عن التحليق الى الذرى الفكرية، كما يقول هذا المفكر الإسلامي الهندي بسخرية، لأن كلاً منهم يجثم "كقارون على المعاجم العربية"، أي أنه لا يستطيع التحليق بسبب عبء معارفه اللغوية الفقهية، بل يُضغط ميتاً تحت الغبار، كما غرق قارون تحت عبء كنوزه. لقد كان الحلاج في نظر إقبال مناضلا طليعياً في سبيل الإيمان الحي، وكان بهذه الصفة مثلا أعلى للإنسان المعاصر. وقد يكون هذا التفسير مفاجئاً؛ ولكن إذا قام إقبال "بصورته النيتشوية" للحلاج – كما قال لويس ماسينيون مرة – بحثّ بقية البشر على التفكير، فإن في ذلك إنجازاً مهماً كبيراً: فقد اتضحت له ضرورة الحب الخلاّق لتقديم تفسير مثمر للعصر الحديث في مثال هذا الشهيد الصوفي من العصر الوسيط. ترجمة: محمد علي حشيشو . . |
مشاركة: الحلاج الرماد الحي
الحسين الحلاج.. بين خيال الشعروشطحات التصوف ومآرب الإستشراق
دراسات حضارية 20 / 03 / 2005 الحسين الحلاج.. بين خيال الشعروشطحات التصوف ومآرب الإستشراق د.علي ثويني ـ معمار وباحث- ستوكهولم مازال اسم الحلاج يتردد على السنة العامة في الآسيتين الصغرى والوسطى وفي حلقات المتصوفة (البكتاشيين) ولاسيما في البلقان . وتتضرع ألسّنة النسوة له شفاعة عند الله من شر متربص لذريتهن أوحتى يبعد الخوف والبكاء عنهم . ومكث مريدوه قرون بعد صلبه على ضفة دجلة في بغداد ينتظرون ظهوره مبعوثا من السماء .أنه من أكثر الشخصيات العراقية المثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي بالرغم من أننا لا نسمع الكثيرعنه في خضم زحمة الأسماء والأعلام والأئمة . هو أبو المغيث الحسين بن منصور الحلاج' رجل تناسته الأيام وغشت على اسمه غمامة الدهر واكتنف الحديث عنه غمز ولغط المتبارين في سجالات المشارب ،حتى كاد أن يكون أسطورة يتناقلها المتهامسون باطنا أو ظاهرا. وثمة تنويهات عنه هنا وهناك بسلب أو بإيجاب أو باقتطاف أو إسهاب . واليوم أعاده لنا وتقمص شخصه رجل فرنسي تناغمت بينهما السجايا وتداخلا روحيا حتى وسم لويس ماسينيون توأم الحلاج .لقد وجد الرجل في صاحبه الدفء والملاذ الذي يبحث عنه في ظلمة الروح المعتمة ،فوهبه الحظوة وأنار سيرته وأثاره ،و أعاد لنا إنتاج قصته من روافدها المشتتة التي أصبحت أشلاءا بين دفات الكتب والرسائل و أخبار أهل التصوف . يلفت النظر الاهتمام الذي أولاه رجالات الأستشراقي الغربي لهذه الشخصية البعيدة على عكس ما ألفنا قراءته او سماعه عن شخصيات الإسلام "المرموقة" من سلاطين وأمراء وفاتحين وفقهاء وعلماء ،حتى بدا لنا الأمر مختلفاً عما أريد "إسماعنا" . ووجد كل باحث عن مظالم التاريخ في هذا الرجل نموذجية الغبن والاضطهاد الفكري ،وغالى القوم في سردها، وتمادى أصحاب الأحاسيس المرهفة فشبهوه بسقراط أثينا أو غاليلو القرون الوسطى ومنهم من بحث له عن مخرج ومنهم من أعطاه الحق كل الحق ومنهم من رثا حاله وأعتبره ضحية مس من الجنون ورهط من المتزمتين تشفى به وأعتبره مارق وزنديق ..الخ . لقد اطلع مثقفو مصر والمغرب قبل أهل المشرق العربي على سيرة هذا الرجل تبعا لإطلاعهم المبكر على الثقافة الفرنسية ومكتوبات (ماسينيون) ، الذي عمل في العراق وعاش ردحا من الزمن في المغرب والجزائر ودرس ودرّس في مصر في أوائل القرن العشرين ووصل ذروة الاهتمام بقصة هذا الرجل الأسطوري حتى أماط اللثام عن تفاصيل دقيقة من سيرته. الحلاج والاسكندينافيون كل ذلك كان معقولا ، ولكن أن يقفز اسم الحلاج الى الصدارة في اهتمام أهل الشمال الاسكندنافي فهو حدث له دلالة واحدة هي عالمية الفكر الإنساني ومشاعية الثقافة وانطلاق المعلومة مثل إنتقال الهواء . الأمر الذي جعل أهم شعراء السويد (أنغمار ليكيوس) ينظم أجمل قصائده في ذكر هذا الرجل .حتى تكاد عندما تقرأها (ولاسيما بلغتها الأم) أن ينتابك شعور بأنك أحد الحاضرين لحظة إعدامه وينقلك فيها الى أجواء بغدادية لترثي حالها و حاله.وكانك تقف جنب إحدى النسوة التي أغمي عليها أو خلف رجل أطلق زفرة حزينة من أعماقه. و(أنغمار) هذا من فحول الشعر السويدي بالرغم من عدم وجود جذور عميقة للشعر في أعراف الشماليين ، ورثة (الفايكنك) ولكن حالته مع مجموعة أخرى من الشعر الاسكندنافي تشكل حالة فذه. وقد يكون أطلاعنا كعرب على الشعر السويدي شحيحاً،وبالمقابل فان اطلاع السويديين على الشعر العربي ليس ببعيد أمد .وتوجد اليوم حركة ترجمة للشعر العربي ومن الشعراء المحدثين المعروفين هنا (عبدالوهاب البياتي) و(علي أحمد سعيد(أدونيس)) . و الشاعر (أنغمار ليكيوس) العاشق الثاني للحلاج ولد عام 1928 في مدينة (كريستينا ستاد) جنوب السويد ودرس في جامعة لوند الواقعة على أطراف مدينة مالمو السويدية وحصل على شهادة جامعية بالأدب عام 1954 .وهو بالإضافة الى موهبته الشعرية فقد مارس الترجمة من الآداب الفرنسية والإسبانية وطرق النقد الأدبي وله إهتمام بأدب أمريكا اللاتينية إضافة الى اهتمامه بالإسلاميات . من دواوينه (طقوس أخرى )1951 و(نحو نور مجهول )1982 ، ولكن ما يهمنا هنا هو ديوانه (المسلك الصاعد) الذي صدر عام 1977 والذي نجد فيه ملامح عميقة للتأثيرات الإسلامية والعربية المنحدرة من اضطلاعه بقراءة الأدب الفرنسي والإسباني . |
الساعة الآن 11:30 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد