منتديات الطرف

منتديات الطرف (www.altaraf.com/vb/index.php)
-   واحة النقاش والحوار الجاد (www.altaraf.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   أمهات يجنِّدن أطفالهنَّ لمهمَّة "نقل الكلام" (www.altaraf.com/vb/showthread.php?t=110312)

ابن الطرف 07-09-2013 01:37 AM

أمهات يجنِّدن أطفالهنَّ لمهمَّة "نقل الكلام"
 
أمهات يجنِّدن أطفالهنَّ لمهمَّة "نقل الكلام"

تدفع بعض الأمّهات أبناءهنَّ، بجهلٍ وقلّة خبرة، إلى ارتكاب أخطاء سلوكيَّة كبيرة، قد تجعل منهم شخصيّات غير مقبولة في المستقبل، إذ تحوّلهم إلى جهة لنقل الأخبار والأحداث، فينقلون لها كلّ ما يسمعونه وما يشاهدونه بالتّفصيل وبدقّة كبيرة، فيما تبدأ بدورها بطرح الأسئلة الدّقيقة: ماذا حدث؟ وماذا قالت فلانة؟ ومتى جاء الابن؟ وغيرها من الأسئلة الّتي تحاول أن تعرف من خلالها كلّ ما يحدث في غيابها، في الوقت الّذي يفرح الأطفال، بعفويّة، برضا الأم وحبّها لأن تعرف كلّ ما يحدث وما يقال.

قد يسبّب تجنيد الأمّ للأطفال الكثير من الإشكاليّات الاجتماعيَّة، فقد تضع الطّفل في موضع سيّئ، حيث يصبح مكروهاً من الآخرين، ويتحوّل من مجرّد طفل بريء، إلى شخص ينشر الفتنة بين الأقارب والأسرة. لذلك، على كلّ أمّ أن تسأل كيف تحمي أطفالها من هذا التّجنيد المقصود؟ وكيف توقف هذه السلوكيّات لتترك الأطفال يمارسون طفولتهم من دون تشويه؟ وهل تدرك الأمّ مدى خطورة ذلك على شخصيّة أبنائها أصلاً؟
ذكرت نبيلة الأحمد، أنَّ هذه العادة لدى الأطفال هي من أكثر الأمور السيّئة، ولا سيّما حينما تكون هناك اجتماعات نسائيَّة أو أسريَّة، لأنَّ الجميع يتصرّف بعفويّة في غياب الأمّ، وربما يتحدّث البعض بأحاديث لا يرغبون في أن تصل إلى الأمّ لأنّها من الخصوصيّات، فيكون طفلها البالغ من العمر أربع أو خمس سنوات موجوداً، ولا يؤخذ بوجوده، ولكن يتفاجأ الجميع بأنّ كلّ الأحاديث الّتي قيلت نقلت إلى الأمّ، مشيرةً إلى أنّ إحدى قريباتها جعلت من أطفالها عينها الّتي ترى بها، وأذنها الّتي تسمع بها، حتّى عُرف هؤلاء الأطفال على مستوى الأسرة بأنّهم "نقّالو كلام"، ووصل الأمر إلى بغضهم وعدم قبولهم، حتى إنّ إحدى النّساء طردت أحدهم ذات يوم من مجلسها؛ لأنّها تخشى أن ينقل إلى أمّه كلّ ما يقال ويحدث.

ورأت ليلى سعد أنَّ الطّفل ليس له ذنب حينما يكتسب صفة نقل الأخبار من أمّه، فالمشكلة الحقيقيّة في الأمّ الّتي لا تملك قدراً كبيراً من الوعي والفهم، ولا تربّي أطفالها على الفضيلة، مشيرةً إلى أنَّ نقل الأطفال الأخبار إلى الأمّ، قد يتسبَّب في نشوب خلافات ومشاكل عائليّة بين أفرادها، كاشفةً عن المشكلة الّتي حدثت في محيط أسرتها بسبب طفل اعتاد أن ينقل إلى أمّه كلّ ما يحدث في بيت العائلة في غيابها، وقد نقلت الأمّ بدورها الكلام الّذي سمعته من طفلها، فاشتعلت نار الفتنة، وتحوّل نقل الحديث إلى مشكلة كبيرة أدّت إلى انقسام أسرتين عن بعضهما البعض بسبب تلك الخلافات، وحينما علم الأب أنّ ابنه هو من نقل الحديث إلى أمّه، وتسبّب في إشعال الفتنة، عاقبه عقاباً شديداً، لافتةً إلى أنّ بعض الأمّهات تعتقد أنّ حقوقها كأمّ يتعدّى حدود مفهوم الصّواب والخطأ، فتجعل من أبنائها وسيلةً لتحقيق أهدافها، من دون أن تتنبه إلى أنَّ ذلك يعدّ إفساداً لأخلاقيّات الأطفال، الّذين سيكبرون ويخالطون المجتمع بتلك العادات السيّئة الّتي تعلّموها.

وفي هذا السّياق، يقول أستاذ الخدمة الاجتماعيّة في جامعة الملك سعود، الدّكتور سعود الضّحيان: "هناك حقائق علميّة تؤكّد أنّ الطّفل يمرّ بموقف يكسبه خبرة، إمّا خبرة سلبيّة أو خبرة إيجابيّة، فتبدأ هذه الخبرة مع نعومة الأطفال، وتتحوّل هذه السلوكيّات إذا كانت سلبيّة إلى حقائق لدى الطّفل، فيرى أنّها هي الصّواب وليس هناك ضرر منها، فتبدأ المهارات السلبيّة بالظّهور في كلّ المواقف، فالطّفل حينما يردّ على الهاتف ويقول إنّ أمّه ليست موجودة، هو يعلم أنّ ذلك الكذب سيّئ، ولكنّه يفعله، فتبدأ المهارات السلبيّة تظهر في مواقف أخرى، كما عندما يذهب إلى بيت أحد أقاربه، فيلحظ ما يحدث، وعندما يعود إلى أمّه، يخبرها بما شاهد وسمع، وكأنّ ذلك أمر جيّد ومقبول اجتماعيّاً بسبب قبول أمّه له".

وأضاف: "لكي نربّي جيلاً صالحاً، لا بدّ من أن يكون هناك أمّ صالحة، ولا بدّ من أن نعلم كيف تكون المرأة صالحة في بيتها ومع أطفالها، ولذلك فإنّ المرأة بحاجة إلى تعلّم المهارات الحياتيّة بشكل مستمرّ، سواء كان ذلك بطريقة غير مباشرة عن طريق القنوات الفضائيّة الإرشاديّة، أو عن طريق المدارس والدّورات التدريبيّة، مع تعليم الطّريقة الصّحيحة لتربية الطّفل وتوجيهه، وكيف نحوّله إلى لبنة صالحة في المجتمع"، مشدّداً على ضرورة تبنّي مناهج توجيه في مرحلة الثّانوية، مع استمرار الدورات بعد الجامعة.



مصدر التّحقيق الأصلي: جريدة الرّياض السعوديّة، بتصرّف وتعليق من موقع بيّنات


الساعة الآن 02:05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد