منتديات الطرف

منتديات الطرف (www.altaraf.com/vb/index.php)
-   همس القـوافي وعذب الكلام (www.altaraf.com/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   نزفٌ على أوجاعِ زينب (www.altaraf.com/vb/showthread.php?t=105541)

زهرة اللوتس 06-06-2012 07:01 AM

نزفٌ على أوجاعِ زينب
 



نزفٌ على أوجاعِ زينب

للشاعر المحلق معتوق المعتوق

للاستماع للقصيدة

http://majles-alghadeer.com/index.php?show=sounds&op=popplayer&sid=497&mid=275 0&type=mp3



منِ أديم بيت علي وفاطِمـة .. إلى تراب جلّقْ.

امتد دربٌ رحيبٌ من السنا

ينضحُ بالدم والشجى و الأسى و الإباء و الجلد.


في كلّ زاوية تُطل ترى زينب

ومع زينب تلوّت الصور والذكريات


فكانت هذه المشاهد .. نزفا على أوجاعِ زينب.. .


المشهد :


الطفلة الصغيرة على صدر جدها الذابل الأنفاس تحكي له :

جدي ..

رأيتُ البارحةَ رؤيةً أفزعتني

الريح .. الشجر .. الأغصان .. البيداء ..

الطفلةُ تحكي و تحكي ..

وجدّها يبكي ..


ألــوى يديــه الذابــلاتِ وضـمّـهـا

وبـكــى مـليًا وهو يُوصِـي أمّهــا

هذي الـصـغيـــرةُ يا بتــولُ أمانـةٌ

ولقد رأَتْ قـبْـل ارتحــاليَ يومَــها

أنـتِ التــي ستُـرِينَــهـا يـا فــاطـمٌ

سفرَ الخمارِ عن الخدودِ ولطمَـها

لا تسـلـمـيـهـا قـنـفـذًا وسيـــاطَـه

إنّي أرَى زجـرًا يُؤَلّــمُ جـسـمَــها

من نارِ بابِـِـك يا بتــولُ لـكَم أرَى

نارَ الطفوفِ أَتَت تُـوَفــرُ سهمَها


المشهد :

كانتْ تنظرُ لأبيها و هو يقلّبُ يدي وليده ويقبّلهما ويبكي ..

حمَلَتْ أخاها على ذراعيها ، و ضمّتْه إلى صدرِها ..

أبتي

أحسُّ أنّ قلبي متعلقٌ بهذا الصغير ..

ثم أخذَتْ تناغيه :


يا مقلتـيَّ انظُرْ إلــيّ ، وقـلْ معي :

أفدي الحسينَ أبا الإباءِ بمصرعي

يا أزهـــرَ الخديـــن لا أدري لمّــا

تسقـي خدودَك يا حبيبيَ أدمعــي

لمّا حملْتُــك يا أُخــيُّ على يــدي

أحسسْتُ شيئًا كانَ يُخْبِرُ أذرُعي

يا زينب ضُمي أخـــاك فإنّه

ماءُ الحياةِ لقلبِك المــُتصدعِ

لا تجزعي من قـُبلةٍ لأبيكما

فغدًا ستلثِمُه السيوفُ لتجزعي



المشهد :

دخل فرآها نائمةً في صحنِ الدار و الشمسُ تصهرُها ،

اقتربَ منها مدَّ رداءَه حولَها ... و اجتمعَ حولَها الظلان وأخوها يناجيها :


ها يا أخيّةُ ما عيونُك والكرى

أو تشعرينَ بما يحدثُك الثرى

هيّا اسمعيــه يئِنُّ مثــلَ أخيك يــا

صنــوَ الفـؤادِ وقد أحسَّ بما أرى

يا شمسُ غيبي عن شمائلِ زينبٍ

حتى ترَيْنــي في الصعيـدِ معفرا

هذي شقيـقةُ خافـقـي ووديعتــي

من أمِّنا ولهــا الفـــؤادُ تعــذَّرا

في كربلا قولي لأميَ يا ذُكا

ضلعاكِ في أرضِ الطفوفِ تكسرا




قامت تهرولُ بينَ الخيامِ المحروقة ، وتحملُ الصغارَ الموتى على يديها ،

وقفتْ بهم بين الخيمة وبين الميدان و انفجرَ بها العتاب لأهلِها المجدلين :


ماتَ الصغارُ على يديّ منَ الظما

الله يا أهلَ الحمى ..أينَ الحمى ؟

ها جئتُ أسْتَسْقِي فلم أُبْصِرْ سوى

أوداجكم تروي الكؤوسَ من الدّما

أين المفر ؟ وأين أحملُ صِبيتي ؟

ومحاجري رهنُ المدامعِ والعمى

يا إخوتي هانت عليكم زينبٌ ؟

حتى غدَتْ بعدَ المعزةِ مغْنَما

الآن .. أمضي للغريّ و أشتكي

فَلَعَلّه لم يدرِ ما أبْكَى السّما.!



كانَ الفرسُ يحمحم و الفارس ينظر إليها ويبكي :

بُنيّـة ..

أنا علي .. أنا علي ..


أبتي ..


أبتي تراني و الخيامَ و صبيتي

هلا أعدتَ بِنا الوصيةَ إخوتي ؟

لا خِدرَ لي يا وَالدِي لا خِدرَ لي

ليت الصوارم عَجّلت بِمنيتي

أبتي أتنظرُ ذاكَ زجرٌ قادمٌ

وعلى التلاع ترى تَوسـُّدَ فتيتي

يا والدي كـَـلّ الصغار من الندا

قم يا علي فقد غَصصتُ بصيحتي

إن لم تثرك شِكايتي و تفجعي

فَاقرأ على قلبِ البَتولِ فـَجيعتي




على رأسَيْ الرمحين التقى الرأسان

كان أحدُهما ينظرُ إليها وهي تـَنظر بمرارةٍ لرَفيقِه

وهو يحدّثـُه على مَرأى من محملِ الألمِ و الشجى :



تلك التي بين العِدا أعرفتـَها ؟؟

ترنو إليـك وقَد تمنّت موتـَها

انظــر إليها ســاعةً فَلعلَّهـا

تُحبى هباتِك حين تعرفُ صوتـَها

عباسُ ما شخصَت لغيرِك عينُها

ودموعُها سَكبت بعينك صمتَها

أدري بها يا سيدي أدري بها

بالله إنْ بين الفيافي جزتَها

فاملأ مسامعها بعذريَ للحمى

فلقد مضى خدرُ الوديعةِ و انتهى


بحثتْ العلّة عن مغرزٍ للألمِ فلمْ تجدهُ فيها

كانتْ كأخيها الوجع على الوجع و المصاب على المصاب

فمدّت العلّة يديْها لتستل روحها التعبى وهي ظمأى

تحت الشمس الحارقة ولها نجوى


ها وسّدونِي في الصعيد لألتقي

روح ابن أميَ في الجنان فما بقِي

وجعٌ لغيريَ لم أذقْهُ ولا أرى

نفَسًا بصدريَ بالجوى لمْ يُحرقِ

مدّت يديها في التراب ورجلها

والروح في الجسد المؤلّمِ ترتقي

حتّى قضتْ ظمآنةً مكروبةً

وتصيحُ ياروحي عليه تمّزقي

وطوى الرحيلُ كتابَها لكنّها

فتحتْ كتابا للخلودِ بجلّقِ



LOVER 06-06-2012 01:29 PM

رد: نزفٌ على أوجاعِ زينب
 
بارك الله بك ع النقل المميز

ورزقك شفاعة ام المصائب

زهرة اللوتس 09-06-2012 11:01 AM

رد: نزفٌ على أوجاعِ زينب
 



الأخ الكريم لوفر

سلامي وكلّ التقدير لمروركم


ألف شكر

غلا روحي 11-06-2012 08:35 PM

رد: نزفٌ على أوجاعِ زينب
 
وخَالقيْ تكوّرت غَصّة فِي الحنجرة
السلامُ عليكم أهل بَيتِ مُحمدٍ
سلمت البَنان يَ لوتس :)

عنواني علي 14-06-2012 04:29 PM

رد: نزفٌ على أوجاعِ زينب
 
يارب العالمين ارزقنا جمعياً شفاعة ام المصائب
السيدة زينب عليها السلام
وامنحنا صبرها يا إلهي و مولاي

وفقت اختي العزيزة
وان شاء الله يحشرك في جنانه مع آل محمد عليهم افضل الصلاة والسلام

تقبلي مروري
اختك/ عنواني علي

صمت المشاعر1 14-06-2012 10:18 PM

رد: نزفٌ على أوجاعِ زينب
 

غصة هي تلك المشاهد
انسكبت معها الدمعات
رزقك المولى شفاعة محمد وآل محمد
والله يعطيك الف عافية اختي لوتسية

|صمت

أحسائية 15-06-2012 04:24 AM

رد: نزفٌ على أوجاعِ زينب
 
سلام الله على عبة الصبر
أحسنتم
موفقين عزيزتي

زهرة اللوتس 04-07-2012 05:41 AM

رد: نزفٌ على أوجاعِ زينب
 

هنيئًا لقلوبٍ اجتمعت على حب سيدة الصبر

محبتي في الله لكم إخواني أخواتي .. وتقديري وشكري لحضوركم


دمتم في رعاية الله.

الشافعي 04-07-2012 11:01 AM

رد: نزفٌ على أوجاعِ زينب
 
موفقين لكل خير ورزقنا الله شفاعتهم .

زهرة اللوتس 13-07-2012 07:52 AM

رد: نزفٌ على أوجاعِ زينب
 


وفقنا الله و إياكم لزيارتهم ورزقنا شفاعتهم

الشافعي ، تحية أخوية لك ووافر احترام.







الساعة الآن 03:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد