منتديات الطرف

منتديات الطرف (www.altaraf.com/vb/index.php)
-   واحة النقاش والحوار الجاد (www.altaraf.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة) (www.altaraf.com/vb/showthread.php?t=39281)

الخاطوف 29-04-2007 08:08 PM

قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
رقم ( 1 ) ظاهرة أتمنى زوالها !!

إلى أصدقائي القائلين بمقولة اللعن .. سأظل مختلفا معكم إلى الأبد
من فضلكم.. نحتاج إلى فترة استرخاء !
( 0 )
مطلع فجر جديد
يا إخوان الصفا ، وخلان الوفا هيا بنا نبني مستقبلنا بقليل من الجروح والقروح!! هيا بنا نتعلم كيف يكون الوطن حيا نراه يركض في الطرقات وبين بيوتنا متبسما ضاحكا مستبشرا.. !!
هيا بنا نتعلم المحبة والموسيقى ؛ لنولد من جديد !!

* بيني وبينَ عواذلِي في الحبِّ .. أطرافُ الرماحْ
أنا خارجيٌّ في الهوى ؛ لا حكمَ إلا للملاحْ

* الحب أول مطلع حلوٍ وآخر قافية !!

أوصيكم بالحبِّ ، وبالخروج على المألوف ، وليس على الألفة !

وردتني رسالة عبر الجوال تقول (الألفة:هي وسيلة لخلق جو من التفاهم والانسجام مع الآخرين ، بالتركيز على فهمهم ، والتعامل معهم بطريقتهم .. ورؤية الأشياء من وجهة نظرهم دون محاولة تغييرها ، أو الحكم عليها وعلى تصرفاتهم ، واحترام أفكارهم واعتقاداتهم ومشاعرهم ، وخلق جو من الثقة والاحترام المتبادل )
قد نتفق مع هذا التعريف وقد نختلف ولكن فيه الشيء الكثير من الصواب .

1ـ ُيقلقني حد الاكتئاب ، ويُخيفني حد القلق ، ويُحرجني حد الخجل ، ويحيلني رمادا ، ويجرحني ويصفعني ويلكمني ويلكزني ويذروني في الرياح .. كلُّ من يسرفُ في ( تمذهبه ) حتى محو الآخر .. !!
ما أغرب هذه الثنائية البغيضة في ثقافتنا: الذات والآخر .. الـ(نحنُ) والـ(هُمْ) .. الخاصة والعامة .. من هو هذا الآخر الذي نريد أن نطرده من الأرض ، كيف جاز لنا ذلك ، أليس هذا الآخر أناسا .. بشرا .. آدميين ..إخوة لنا في الدين ، ونظراء لنا في الخلق !!؟؟
لماذا توجد في قاموسنا الاجتماعي واللغوي ألفاظٌ تحتاج إلى كنس اجتماعي ولغوي ؛ لأنها مشبعة بغاز الطائفية ، وملوثة بجراثيم المذهبية ، لا أريد تسمية بعضها الآن ، بل أترك ذلك لوقته ..
أتمنى أن يأتي من يعمل لنا قاموسا لغويا بعنوان (معجم الألفاظ الطائفية) كي يعرف الناس المفردات التي أضحت عيبا لغويا ، وعبْأً اجتماعيا ، ولحنا ثقافيا ؛ ليطهرنا منها بالماء والتراب والديتول !؟؟

دور الأنا العليا هو إزالة الالتباس بينها وبين الآخر ، هذه ضرورة قصوى للتعايش ،أظن أن ابن المقفع كان يخطو نحو هذه الضرورة القصوى في عصره حينما حشر كلَّ أجناسِ الحيواناتِ.. المفترسةِ منها والأليفةِ في كتابه الرائع (كليلة ودمنة).. الأسد والثور والقرد ومالك الحزين والثعلب والحمامة المطوقة ، وأجرى على لسانها حواراتٍ رائعةً ..غايةً في الروعة والحكمة والأدب والإحساس .. وكأنها خطوة حالمة منه نحو الضياء والشمس ؛ حينما خانه بنو الإنسان ، فاختار التعايش السلمي مع بني الحيوان عفا الله عن ميتهم ، وأطال عمر باقيهم .
لماذا لا نحذو حذو ابن المقفع ونقيم مملكة الإنسان الكبرى ؛ ذات الأعراق والمذاهب والديانات والملل والنحل المختلفة .
ما هذه الذات الموهومة التي تريد أن تتفرد بالأرض والجنة دون غيرها ، وتطرد من سواها؟!! و(جنه من غير ناس ما تنداس) !!
هذه ذات تشارك في ازدياد ظاهرة الانحباس البشري ، والالتباس والانحباس مصدران خماسيان في النحو ، ولكنهما في الحياة مصدران لكل انغلاق وأنانية وإزعاج وتوتر!!

العالم يتغير .. وأكثر ما يزيدك غرابة ووجع، ويحشو في منخريك الرغام ذلك الذي يتحدث في خص من أخصاص زقاق من أزقة بليدة بجوار قرية مدفونة تحت وابل من الرمل .. وهو قاعد على تكية قديمة في زاوية مسيجد صغير أو حسينية متوارية .. يثير موضوعات مزعجة من كتب صفراء بالية يتبرأ منها الورق المحبوس في غبارها !! وهو لا يدري أنه يتسبب في إثارة الفوضى في المدن الكبيرة .. وازدياد نسبة الحوادث المرورية على الطرق السريعة .. وارتفاع نسبة الاختطاف والأمية والبطالة والفقر وتراجع سوق الأسهم .. حين يشعل فتنة أو يوري زناد كراهية !
العالم يتغير .. ولا تعلم لماذا هذا الإصرار على مسائل لا تسمن ولا تغني من جوع ، وإنما فقط تسمّن جثث الأسلاف والموتى،وتشبع جوع المنهومين بالشقاق والخلاف ، وتدر سيولة في محافظ المستثمرين في بورصة الفتن ورعاة الخعخع ، ويستثمرها المتفننون في تضييع مستقبل غيرهم كما ضيعوا تاريخهم !!؟
لماذا رفض الآخر بحجة حماية الذات ، لماذا هذه الماضوية المميتة في تسويق الأفكار الهزيلة والمنتهية الصلاحية ؟ وحسب كريم مروة (بعض هذه الأفكار مستخرج ومستنسخ من كهوف التاريخ) .. لماذا لا نستنسخ قيثارة أو دورقا أو مجمرة أو فسيفساء أو شمعدان أو معلقة أو نايا أو حالة حب !! لماذا فقط نصر على استنساخ الأفكار المترنحة في كتب الماضيين من كثرة ما لاكتها الألسن الصفراء!؟

حامل المسك 02-05-2007 06:10 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
(الألفة:هي وسيلة لخلق جو من التفاهم والانسجام مع الآخرين ، بالتركيز على فهمهم ، والتعامل معهم بطريقتهم .. ورؤية الأشياء من وجهة نظرهم دون محاولة تغييرها ، أو الحكم عليها وعلى تصرفاتهم ، واحترام أفكارهم واعتقاداتهم ومشاعرهم ، وخلق جو من الثقة والاحترام المتبادل )

قد نتفق مع هذا التعريف وقد نختلف ولكن فيه الشيء الكثير من الصواب .أنا معك هنا في ذلك

لماذا رفض الآخر بحجة حماية الذات ، لماذا هذه الماضوية المميتة في تسويق الأفكار الهزيلة والمنتهية الصلاحية ؟
من تقصد عزيزي بالأخر وأنت هناك شخصت الأخرين بنبز من كانت الأوراق الصفراء ملاذه
لست ممن يجاريك ولكن على خيوان مائدتك تطفلت فاقبلني بقبول حسن
ودم لمحبك أخا

ديك الجن 03-05-2007 04:27 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
(لماذا توجد في قاموسنا الاجتماعي واللغوي ألفاظٌ تحتاج إلى كنس اجتماعي ولغوي ؛ لأنها مشبعة بغاز الطائفية ، وملوثة بجراثيم المذهبية ، لا أريد تسمية بعضها الآن ، بل أترك ذلك لوقته ..)
.
.
لا يمكن لهذه الأشياء أن تكنس مادام لها سوق وتجار تعيش على مثل هذه الأشياء .
مع الأسف منذ قرون ونحن ما زلنا نعيد قضايا تاريخية بالية، وننسى التخطيط لمستقبلنا .
لقد تطرقت أيها الخاطوف إلى هموم وأسئلةٍ لا أعتقد بأنها جديدة، لكن الغريب في ذلك
هو أننا ما زلنا نرزح تحت وطأتها، غلبتنا ولم نتغلب عليها .







.



.

الخاطوف 03-05-2007 07:42 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
عزيزي حامل المسك :

أقصد بالآخر هو ( الآخر المختلف )

تحياتي لك !

الخاطوف 03-05-2007 07:45 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
عزيزي ديك الجن :

( ما زلنا نرزح تحت وطأتها )
دائما الأسئلة إذا لم يجب عليها بوضوح وصراحة تبقى أعناقها أطول من الأجوبة المغلوطة

أشاركك شعورك بالأسى !!

ومرحبا بك
!!

الخاطوف 03-05-2007 07:48 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 

رقم ( 2 ) أتمنى ظاهرة بديلة !!
تحدثت في الحلقة السابقة عن فكرة استنساخ الأفكار التاريخية المترنحة والمكرورة .. وأتسأل في مرارة : لماذا لا نستنسخ من التاريخ هذه الحالة ، بدلا من حالة التلاعن والتشاتم :
* أحب الأيامى إذ بثينة أيم * وأحببت لما أن غنيتِ الغوانيا
أحب من الأسماء ما وافق اسمها * وأشبهه أو كان منه مدانيا !!
* أحب لحبها السودان حتى * أحب لحبها سود الكلاب
هذه حالة حب .. وليست حبا فقط .. هو لا يحبها فقط ، بل يحبها ويحب الأيامى ؛ لأن حبيبته (بثينة) أيم ، وأحب الغانيات حين غنيت ( بثينته ) ، ويحب اسمها ، وما وافق اسمها ، وما أشبهه ، وما كان منه مدانيا ..
وأخونا الآخر يحب لحبها السوداوات حتى أنه أحب سود الكلاب ببركة حبها ، وهذا العنفوان العاطفي يصعب أن ترى مثله في عصرنا .. هذا جنون معبر ، وهو نادر بل يكاد يكون مفقودا !!
لماذا انطفأت شعلة الحب ، وسادت لغة التلاعن والتشاتم ؟ لماذا لا نقيم ندوات واجتماعات وبرامج حول هذه الحالات الجميلة في التراث ؛ بدلا عن حالات التشنج والعقد التاريخية حتى كدنا أن نستحيل إلى كائنات تاريخية .. نسكن في عصر لسنا من أهله !!

في تراثنا اهتمام بالغ بالِحرَف ، فمن آبائنا النجار والحداد والخياط والزجاج والفراء .. ولكن ما وردت والـ(لعّان) بمعنى الحرفة التي يسعى بها إلى الرزق ، ويؤكل بها طيب الطعام على ما أظن !!
صيغة ( فَعّال ) في علم الصرف تأتي أيضا بمعنى المبالغة في الشيء ، مثل: عدّاء ، حمّال ، بمعنى كثير العدو ، وكثير الحمل للشيء .. وهذا أمر ممدوح به الإنسان ، ولكن اشتقاق ( لعّان ) من الفعل الثلاثي (لَعَن) أظن أنه أمر ورد به الذم !!
ولذا من يعتبر أن اللعنَ استراتيجيةٌ .. يظن أن المجتمع ما زال يحتمل أكثر مما حُمّل من تجارب فادحة ، هو يساهم في استمرارية الدوران في ( الفراغ ) ، والتحليق خارج السرب !!

لا أدري لماذا أشعر بأن عنوان رواية (الآخرون) قريب إلى نفسي ، لم أقرأ الرواية حتى الآن ، ولكن لا أخفي إعجابي الطفولي بعنوانها .. (الآخرون) في العنوان التفات مضمر ومكشوف في الوقت نفسه إلى الاعتراف بوجود الآخرين في جوارنا .. في حياتنا .. في نفوسنا !! طبعا سأقرأ الرواية إذا وقعت في يدي ، ولكن ما أقوله الآن هو انطباع طفولي عن العنوان .

الخاطوف 05-05-2007 08:28 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
رقم ( 3 ) تاريخنا بين العتمة والألق !!

طويلة هي سنيننا العجاف أيها الأصدقاء !! ما عاد تاريخنا العربي الإسلامي كلية أو جامعة أو معهدا نتعلم منه أدب المروءة وألق الحضور ! أصبح بؤرة توتر ، وينبوع أوهام !!
أحيانا أتخيل هذا التاريخ المشحون بالقلق ، والمحقون بالتوتر .. أتخيله بعيرا أجربَ لا بد أن يُطلى بالقطران أو بالزفت أو بالقار، وأحيانا أتخيله كومةً من النفايات لا بد من رميها في جب تحت سابع أرض، وأحيانا أتخيله أخطر من اليوانيوم المنضب ، والفوسفور الأبيض ، وأحيانا أتخيله قامة من الجمال والكمال والعظمة والسؤدد !؟ شعور بالتناقض لاختلاف المواقف والشخصيات ، يتألق هذا التاريخ بـ(حالة حب) ، ويعتم بلعنة عدوان !!
أحيانا أتخيل أن التاريخ مسكين مسكين مسكين !! متهم بريء .. مما ينسب إليه من كوارث اجتماعية ، أو مشكلات طائفية ، أو أفكار سوداوية سببها الإنسان نفسه .. هذا الكائن الضائع وسط ما صنعه من بلاءات وإساءات ؟!
أظن أننا بعد كل هذا الإرث البغيض من السباب .. والتشاتم .. والتلاعن .. بحاجة ماسة إلى مزيد من ( الاسترخاء ) إلى ( الراحة ) إلى ( النقاهة ) و هذه رغبات أظنها بسيطة وميسورة وضرورية في زمن النكد !!

الخاطوف 08-05-2007 05:50 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
رقم ( 4 ) الصباح رباح .. والمطلع الله !!


كثيرا ما نتحدث عن أدب الحوار في الإسلام ، وأن دور ( الفرد المسلم ) ينطلق تجاه المجتمع بروح المحبة والأخوة والنقاء والصفاء !!..
السؤال البسيط هو: هل من المحبة والمودة والحوار والنقاء استعمال استراتيجية الإقصاء والسب والشتم واللعن !!؟
طبعا سأحظى بإجابة قاطعة من أصدقائي أصحاب مقولة اللعن : نعم .!! وسيقدمون لي البراهين التي استقوها من القرآن الكريم والسنة والتاريخ والعقل والنقل والإجماع والاستحسان والاستصحاب واللف والنشر والدوران ؟ طبعا أقول: ( براهينهم ) التي اتكأوا حين حرروها على ( إيديولوجية محكمة النسج ) تقول لهم أن هذا الفعل عقيدة ، وأن هذا السلوك فطرة ، وأن هذا العمل مستحب مؤكد ، وأن هذا اللعن جزء لا يتجزأ من العقيدة ؟!!
وبالطبع ،فأنت أيها الضال المتشكك المتسائل المتخلف لا تملك إلا أن ( تخرس ) أمام هذه الأدلة الناصعة الواضحة.. (وإذا مو عاجبك اشرب من ماي البحر الميت) ، أو بلّط المحيط الأطلسي !
أنا لن أتكلم بالبراهين والأدلة العقلية والنقلية فهذه أصبح كل يتقنها !! فعقلي المسكين هين لين ؟؟ بل سأتكلم بالوجدان الاجتماعي والتساؤلات الناعمة!؟؟
يا ترى ، هل لهذا السلوك ، أو تلك (العقيدة) تفسير عند المهتمين بالشأن الاجتماعي البشري ؟؟ هل من عمارة الأرض أن نفتح أعيننا ـ حين نفتحها ـ صباح مساء على قناة هنا ، وكتاب هناك ، وندوة هنالك ، وموقع إلكتروني وراء ما هنالك ، وليس لها من شغل إلا النفخ في أبواق التفرقة والشقاق بأساليب فجة معادة مكرورة مجربة تاريخيا .. وناجحة في تفتيت العصب الحي في وعي المجتمع !!؟؟
من لهذا الجنون المتحكم في حركة المجتمع ، والذي يساهم في خلق مناخ مشحون بالتوتر تترعرع فيه الأوبئة الطائفية ، والحمم المذهبية ، هل لهذا الجنون من يفسره ؟
هل من أجل كومةٍ من الرماد اسمها (الاحتقان المذهبي) يتحتم علينا إفساد ( حاضرنا ) الثمين وتدمير ( مستقبل ) أبنائنا وأحفادنا ؟
ما هذه الحالة المقلقة ، والاستنقاص المتعمد ، بين المسلم وأخيه المسلم ؟ ومن له مصلحة في إفشاء جو من الانطباعات السلبيات ؟؟

الهدهد 08-05-2007 11:26 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 

أيها الخاطوف الخطير ...
هدوء إلى الآن .. أموت في هدوء الطرح .

بحق هذه الصفحات بحاجةٍ إلى أكثر من زيارة

فما يطرح يغري بجذب المتابعين أمثالي .

وكما قيل الطيور على أشكالها تقع !!

الهدهد 22-05-2007 09:42 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
استفهامات موجعة بحاجةٍ إلى تأمّل مليّ وتفهُّم جليّ :
(العالم يتغير .. ولا تعلم لماذا هذا الإصرار على مسائل لا تسمن ولا تغني من جوع، وإنما فقط تسمّن جثث الأسلاف والموتى، وتشبع جوع المنهومين بالشقاق والخلاف، وتدر سيولة في محافظ المستثمرين في بورصة الفتن ...)

أُرجع ذلك إلى قلة الوعي والاطلاع، فمع الأسف ثقافتنا المكتسبة في غالبها شفوية
يعني مثقفون بالسماع وليس بالقراءة والبحث الذاتي الصاعد والمستقل، لا نطور من ثقافتنا المكتسبة.
مثقفون بالسماع يعني نسمع ولا نناقش أو نمحص أو نرفض أو نحلل أو ..
يحدثنا الخطيب أوالشيخ فنقول السمع والطاعة يا مولانا، لا أحد يجرؤ على نقد رجل الدين حينما يخطئ.
وفوق هذا كله لا تجد من يشجعك على القراءة والاستقلال بالرأي أو على الأقل
الحرية في انتقاء الآراء، قلة هم الذين يواصلون الأسئلة والبحث والشك
والتحرش بالمسكوت عنه ثقافياً واجتماعياً ودينياً ووو ..
وإذا وجدت هذه القلة جوبهت بالقمع الفكري بل حتى الجسدي .

الهدهد 22-05-2007 09:59 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
( لماذا رفض الآخر بحجة حماية الذات )


لنعكس الاستفهام أيها الخاطوف ربما تجلَّت الأمور أكثر:
هل نقبل نحن أن يرفضنا الآخر بحجة حماية ذاته هو؟
فعلاً المسألة ليست بسيطة إلى هذا الحد فحجة (حماية الذات) كلٌّ منشغل بها .
من حق أي إنسان أن يحمي ذاته، ولكن لا يكون ذلك على حساب حياة الآخرين .
عدم قبول الآخر يعني الانغلاق على الذات ويعني أيضاً اضطهاد الآخر في عدم
إعطائه فرصة الاشتراك والحضور والعيش معك وتطبيق مبدأ التعارف الذي
يدعو له القرآن الكريم : " وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم .."

الهدهد 22-05-2007 10:13 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
( الحب أول مطلع حلوٍ وآخر قافية !!
أوصيكم بالحبِّ ، وبالخروج على المألوف ، وليس على الألفة ! )


قيل في الأمثال العربية:
الهوى من أنوى
يعني أن البعد يورث الحب .
إذن لنبعد عن كل ما هو مشين وهزيل وبذيء ومذموم وليس البعد عن بعضنا،
لنطل على الحب من داخلنا ونعرف الهوى والمودة والعشق والرحمة والسلام والخير .

الهدهد 22-05-2007 10:35 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
( لماذا لا نستنسخ قيثارة أو دورقا أو مجمرة أو فسيفساء أو شمعدان أو معلقة أو نايا أو حالة حب !! لماذا فقط نصر على استنساخ الأفكار المترنحة في كتب الماضيين من كثرة ما لاكتها الألسن الصفراء!؟)

أتعلم أن الماضين أحسن حالاً منا، ففي الماضي ظهر الغزل العذري
وانشغلت كتب التراث بتدوين قصص العشاق وأخبارهم المتنوعة وقصائدهم العذبة .
هل قلوبنا من حجر . لماذا لا نرق لمثل هذه الحالات ونستنسخها في واقعنا الجاف المريض بدلاً
من حالات التلاعن والتشاتم والتساب كما قلت أخي الخاطوف.
أتمنى أن تكون قلوبنا من حجر كي يكون لنا عذر في هذه الغلظة والعنف البغيض .
ومصيبة المصائب وعجيبة العجائب فيمن يعتبر أن اللعنَ استراتيجيةٌ .. يظن أن المجتمع ما زال يحتمل أكثر مما حُمّل من تجارب فادحة... نعم أيها الخاطوف تلك مصيبتنا.

ديك الجن 23-05-2007 01:18 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 

(أحيانا أتخيل أن التاريخ مسكين مسكين مسكين !! متهم بريء.. مما ينسب إليه من كوارث اجتماعية، أو مشكلات طائفية، أو أفكار سوداوية سببها الإنسان نفسه.. هذا الكائن الضائع وسط ما صنعه من بلاءات وإساءات ؟!)

التاريخ تصنعه الشعوب وتدوِّنه السطوة القاهرة في الغالب، يا للمفارقة العجيبة !
وفي الجانب الآخر نحن من نلوِّنه بألواننا - مع الأسف-، ونقرؤه وفق
انفعالاتنا الهوجاء؛ لا وفق نظرة شمولية ممنهجة بطريقة علمية .
التاريخ بحاجةٍ إلى قراءةٍ أخرى وإعادة كتابة، ومشروع كهذا تتخلله
الكثير والكثير من المعوقات والصعوبات، ولكن هل نقول بأن ذلك مستحيل ؟؟
ربما أكثر تضرراً في هذا الجانب التاريخ المتعلق بالدين (شخصيات أو أفكار)
فهو إما مشوه (مغلوط أو مغالط فيه)أو منفي من الصفحات، فلا يصل من الواقع
الحقيقي إلا بعد جهاد مرير وتضحية جسيمة لا يتحملها إلا القلائل .
المشكلة أنك لا تجد حادثة أو فكرة أو شخصية إلا ويصطبغها المؤرخ بإيدلوجيته
ويتدخل في تشويهها وفق هواه ورفضه الشخصي هو .


سلمت يداك أيها الخاطوف على هذا التداعي المؤرق !!









.



.

الخاطوف 23-05-2007 04:47 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
عزيزي ديك الجن ..
عزيزي الهدهد ..


يسعدني جدا هذا التداعي منكما !!

دائما أشعر أنكما تلقناني منطق الطير .. وهو منطق الحرية والاستقلال والهجرة والرحيل بلا قيود !!

لكما مني خالص الحرية !!

الخاطوف 23-05-2007 04:50 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
رقم ( 5 ) التأويلات الطائفية .. وغياب النقد الذاتي !!

يا ترى ..من له حق الفصل في مثل هذه القضايا .. هل هم ـ فقط ـ علماء الدين (الطائفيين) ، طبعا سيكون في تفسيراتهم تجاهل مقصود لكل الفاعليات الاجتماعية الثقافية الأخرى في المجتمع من مثقفين وأدباء ومفكرين .. !!؟؟
الساحة الإسلامية لا تحتمل كل هذا التنافر والتباغض ، والأدهى من كل ذلك ـ وعلى مرأى ومسمع كل الأمم الأخرى ـ أننا نعيش أزمة ثقة متبادلة ، وطغيان الفهم الأحادي ، وغياب النقد الذاتي ، وانحسار فقه المراجعة .. ويكفينا أن نقول: ( الجمهور عاوز كدا) ، كما هي السينما المصرية هذه الأيام! في غياب واضح وفاضح في حركة الإصلاحيين والعقلاء .. بحيث يكون النقد حركة متواترة ومرتبة ومدروسة قبل كل شيء !؟

متى أصبح الاستشفاء من الأمراض بـ(اللعن) سبحان الله !! ومتى كان لعن فلان أو علان أفضل من الصلاة على محمد وآل محمد ؟؟ لقد أصبتُ بالدوار حينما استمعت إلى ذلك من أحد طلبة العلوم الدينية أمام عينيّ وسمعته بأذنيّ ، وهو ممن يمتلك منبرا ، وله اتصال واسع بالجمهور !!؟
كيف يمكن القبول بمثل هذه التنطع ؟ ولماذا استغفال الناس ، والضحك على عقولهم ، واستغلال مشاعرهم ، والعبث بعواطفهم الدينية الجياشة!!
من أجل مَن تفتر طاحونة التلاعن ، ويُسجّرُ تنور التشاتم ، ويستعر كانون التسابب في ثقافة المجتمع وفي وعيه ، وفي لاوعيه؟

أظن أنه يوجد فرق جوهري بين أن يكون اللعن ظاهرة اجتماعية وسلوكا مذهبيا ، وبين الادعاء بأنه عبادة !!؟؟
فمن يقرأ الصحيفة السجادية ، أو نهج البلاغة (قراءة واعية) بأدبهما الراقي كيف يمكنه قبول مثل هذه المضحكات المثلجة .

هل يمكننا أن نرى إلى الظاهرة من زاوية حقوق الجيرة وأدب الجوار !! نقرأ في أدبيات العرب العاربة والمستعربة ـ أعزهم الله ـ في عصر ما قبل الإسلام أن الجار من أهل الدار ، ولا يقبلون بإهانته ، ويمكن أن يخوض العقلاء منهم والمجانين حربا عوانا من أجل جار متوهم ، سواء كان إنسانا أو حيوانا أو حشرة .. وأكد الإسلام بشريعته الإنسانية على ذلك ، فقال رسولنا الكريم (ص): لا يؤمن جارٌ حتى يأمنَ جاره بوائقه . وقال: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورثه .

تصور معي أن جارا لك يعتقد أن جيلا من الناس هم رموزه وقادته في الدنيا والآخرة ، كيف استسغت فكرة أن تلعنهم بهذه البساطة ، وتقول له : أنا أحترمك وأقدرك ، وليس بيني وبينك أي شيء .. أليس هذا ضحكا مثلجا !!؟؟ وسيقول لك : أين حتى يأمن جاره بوائقه ، ووصية جبريل لنبينا الكريم !!؟؟؟؟
من يقبل بهذا المنطق المعكوس من أهل لا إله إلا الله ؟؟ أو حتى من العالم جميعا ؟؟

الخاطوف 23-05-2007 07:54 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
رقم ( 6 ) مغز الإبرة .. كناية أبلغ من الحقيقة !!
هل سنخوض معركة حوار الحضارات بـ(عقيدة) اللعن ـ مع تحفظي على المسمى ـ هل من المعقول أن نعلن الآخر ؛ لأنه يأتي بما يخالف الإسلام من وجهة نظره ، أو نلعنه ؛ لأنه يؤذي رسول الله (ص) باعتبار أن اللعن أسلوب منهجي وعقيدة راسخة لا محيد عنها .. !!؟؟
عالم البشر قائم على التنافس ، فهل نقلب المعادلة بمبدأ جدالي جديد هو مذهب (التلاعنية) على قياس (التعادلية) كما يطرحها توفيق الحكيم ، أو (النظرية التلاعنية) على وزن (النظرية النسبية) !!

تعجبني الكناية التي كانت تقال لنا عند شرح مسائل الطهارة أو مسائل الوضوء أو الغسل في شرح المسائل الفقهية .. وهي الكناية التالية (مغز الإبرة) حين يقول لك الشارح فلو رأيت مقدار مغز الإبرة لم يصله الماء فوضؤك وغسلك باطلان ، لماذا لا نوظف هذه الكناية الجميلة فيما يتعلق بقضايا المجتمع والصراع المذهبي مع أن المجتمع قد أصبح كالبالون المعلق في الهواء .. بمعنى أي شيء يثير الفتن والفوضى ويضيع وقت الناس فيما لا يفيد هو باطل أو لهو ؟؟؟

فبالرغم من حضور النص الديني في الأذهان ، مثل قوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا} ، وقوله تعالى {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} إلا أن منطق التأويل المذهبي يصرفها إلى الآخر ، والآخر إلى من بعده .. وهكذا !!

هل إثارة الإحن والبغضاء والهرج والمرج مزحة ، إذا كانت مزحة أو دعابة فهي ثقيلة على الروح والقلب والعقل .. ثقيلة جدا جدٌّ جدٍّ بالنصب والرفع والجر ؟؟!!
وأتساءل: هل من المعقول أن يكون اللعن ثقافة مقننة لمجتمع إسلامي يلتزم بأدبيات الإسلام العامة وأخلاقياته ؟
هل من اللائق أن يسألك ابنك أو بنتك حين تنهاهما عن لعن أحد أو شتمه أو سبه ، فيقولان لك: لقد سمعنا فلانا يلعن ، والشيخ العلاني يؤمّن عليه ، والسيد الفلتاني يؤمن عليهما ، ماذا تقول لهما حينما يفاجآنك بسؤالهما البريء ، هل ستشرح له الفرق بين اللعن والسب والشتم .. عند ابن مبصور أو في رأي ابن خروف أو .... أو .... ؟

الخاطوف 23-05-2007 08:28 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
رقم ( 7 ) ومن الماضي ما قتل .. الوعي والجمال !!

ذكر المقري التلمساني في كتابه نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب عن ابن قطرال قال: كنت بالمدينة على ساكنها الصلاة والسلام إذ أقبل رافضي بفحمة في يده فكتب بها على الجدار:
من كان يعلم أن الله خالقه * فلا يُحِبُّ أبا بكرٍ ولا عُمَرا
وانصرف ، فألقي عليّ من الفطنة وحسن البديهة ما لم أعهد مثله في نفسي قبلُ ؛ فجعلتُ مكان (يحب) يَسِبُّ ، ورجعتُ إلى مجلسي ، فجاء فوجده كما أصلحته ، فجعل يلتفتُ يمينا شمالا ؛ كأنه يطلب من صنع ذلك ، ولم يتهمني ، فلما أعياه الأمر انصرف .
لو أردنا تقييم سلوك هذين الرجلين ؛ لما اختلفنا في أنهما يعيشان (فراغا دينيا) أو (عاطفيا) أو (مذهبيا) ، أو أنهما بالعامية (فَرَاغَه) ليس من شيء يشغلُ وقتهما غير لعبة اللعن هذه!!؟ ببساطة:هما يعيشان في المدينة المنورة ، ألا يمكنهما الكتابة على الجدار عبارة (اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد) ، أو (دعاء للمهاجرين والأنصار) ،ألا يمكنهما كتابة عبارة (النظافة من الإيمان) أو (حافظ على نظافة مدينتك) .. أو على الأقل كتابة (الحب عذاب) أو (أحبك وتمون) أو (من علمني حرفا كنت له عبدا) ؛ لماذا هذا البيت الشعري البائس بؤس أبي خارجة .. !! لماذا هما ينشغلان بهذا البيت الشعري الفارغ حتى من الصياغة الفنية الأدبية .. لماذا لم ينشغلا بسينية البحتري أو ببائية أبي تمام أو بلامية العرب للشنفرى ، لماذا هذا العبث ؟؟
لقد أساءا كلاهما حتى لاستعمال الفحمة .. مسكينة هذه الفحمة كان من حظها البائس أنها وقعت في يدي رجلين مسلمين ، لو وقعت في يد فنان إغريقي أو روماني أو طروادي لنقش بها لوحة فنية أو عبارة شعرية خالدة !!!

في كتاب البديع لابن المعتز قال أحدهم في ذم حرف ( لا ):
لعن الله ( لا ) فلا خلقت خلقة الجلم
إنها تقرض الجميل وتأبى على الكرم

انظر إلى صاحبنا المبجل يلعن حرفا عربيا له مبنى ومعنى ، وينسى أنها جزء أكيد في الشهادتين (لا إله إلا الله محمد رسول الله) .. والله مسكينة هذه الـ (لا) ، لماذا لم تقل فيها قول الأخطل الصغير :
الصبا والجمال ملك يديك / أي تاج أعز من تاجيك
سكر الروض سكرة صرعته / عند مجرى العبير من نهديك

الخاطوف 29-05-2007 05:12 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
رقم ( 8 ) موقف الكميت .. المعتدل والصريح !!

لا أظن أن أحدًا سيزَايدُ على الكميت بن زيد الأسدي ت 126هـ في حبه وتفانيه وذوبانه في أهل البيت (ع) ، حتى لقد أطلق عليه (شاعر العقيدة) اسمعه يقول:
أهوى عليا أمير المؤمنين ولا * أرضى بشتم أبي بكرٍ ولا عمرا
اللهُ يعلمُ ماذا يأتيان به * يومَ القيامة من عذرٍ إذا اعتذرا
فهو شاعر مشهور بولائه ومدائحه في أهل البيت (ع) ، وتشيعه لخط أهل البيت (ع) نار على برج إيفل ، ومع ذلك كان له هذا الموقف المعتدل والصريح في الوقت نفسه ، فهو يرى الإمامة والإمرة والخلافة في الإمام علي وأهل بيته ، ولكنه لم يرتضِ شتم أبي بكر ولا عمر (رض) ، لأن ذلك ليس من المناقبية العليا في شيء !

الخاطوف 29-05-2007 05:15 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
رقم ( 9 ) نهج البلاغة .. المنهجية المغيبة !!

إذا قرأنا مواقف الإمام علي (ع) ورؤاه الإنسانية المفعمة بالحب في (نهج البلاغة) ـ هذا الكتاب المظلوم والمهضوم من الشيعة قبل غيرهم ـ لو قرأنا بعض نصوصه ؛لاكتشفنا كم نحن ـ أي السنة والشيعة بعيدون عن منهجية الإمام علي (ع)، وطبيعة تعامله مع الآخر المختلف ، إنه يتعامل بأخلاقية النبل والفروسية والمروءة والحقوق والواجبات ..!! نكتشف منهجية الإمام علي في التعامل الإنساني الواعي من خلال الأمثلة الآتية :
المثال الأول :
نقرأ في نهج البلاغة النص التالي: ( استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين .. فقال: واللهِ ما دفعتُ الحرب يوما إلا وأنا أطمع أن تلحق بي طائفة فتهتديَ بي ، وتعشوَ إلى ضوئي ؛ وذلك أحبُّ إليّ من أنْ أقتلَها على ضلالها ، وإن كانت تبوء بآثامها ..)
لا يجوز لنا أن نقرأ هذا النص قراءة عاطفية وحسب ، لم يقل الإمام علي (ع) هذا الكلام ؛ كي يأتيَ خطيب مِصْقَع بعد ألف سنة يمتدح بلاغة الإمام علي ، ويشكره على هذا القول البليغ .. إنما هو نص إنساني بامتياز ، يمثل منهج حياة ، وأخلاقية عالية في الاختلاف ، هو لا يحب لهم القتل ، هو لا يرغب في سفك دمائهم فضلا عن لعنهم وسبهم وشتمهم .. ولكنه يتمنى لهم الهداية !! فلذا نراه يقدم رِجْلا ويؤخر أخرى ؛ ليس جبنا أوخوفا ، ولكنه لا يرغب في إيذاء مشاعر أطفالهم ونسائهم وذويهم ، بل لا يريد أن يجرح رجولة الإسلام ..!!
:nocoment:
المثال الثاني :
حين استشاره الخليفة عمر بن الخطاب في الخروج إلى قتال الروم بنفسه ، ماذا قال الإمام علي ؟؟ وبماذا أشار ؟؟ لقد قال النص التالي: (.. إنك متى تسرْ إلى هذا العدو بنفسك فتلْقهم فتُنكب ،لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم .. ليس بعدك مرجِعٌ يرجعون إليه فابعث إليهم رُجلا مُحْرِبًا ، واحفزْ معه أهلَ البلاء والنصيحة ، فإن أظهر اللهُ فذاك ما تحبُّ ، وإن تكن الأخرى كنتَ رِدْأً للناس ، ومثابةً للمسلمين )!
اللهم لا تعليق على هذا النص البالغ في معناه ولفظه ووضوحه وجوهره .... !!!!!:nocoment: :nocoment:

المثال الثالث : وحين استشاره أيضا الخليفة عمر بن الخطاب في الشخوص لقتال الفرس ، قال الإمام علي: (.. ومكان القيّم بالأمر مكان النظام من الخرَز يجمعه ويضمه ، فإذا انقطع النظام تفرق الخرز وذهب ثم لم يجتمع بحذافيره أبدا .. فكن قطبا واستدر الرحا بالعرب ، وأصلهم دونك نار الحرب ، ... إن الأعاجم إن ينظروا إليك غدا يقولوا: هذا أصلُ العرب ، فإذا اقتطعتموه استرحتم فيكون ذلك أشدَّ لكلبهم عليك ، وطمعهم فيك ..) اللهم لا تعليق !!
:nocoment: :nocoment: :nocoment:
فقط تساؤل واحد: هل كان الإمام يساهم في بناء دولة ، ويشارك في سيادة نظام وقانون ، أم يؤسس لمذهبية وقبلية وتعصب ودعايات فارغة ؟؟ هل حفظ نظام المجتمع يقبل المساومة في منهج الإمام علي ؟ هل المشورة في أمور البلاد والعباد بالأمر الهين الذي يحتمل المغامرات واللف والدوران ؟ ألم يشر الإمام علي بعزة المسلمين في حفظ حياة قائدهم ، والبلاد في حالة حرب مع عدو أكثر منهم عددا وعدة ؟؟ أم أن الإمام عليا يجامل ؟؟ والعياذ بالله وأستغفره وأتوب إليه ؟؟ واللهِ .. لقد فعلها عَلِيٌّ ، وأشار بما يمليه عليه ضميره وقراءته للواقع بصدق وإخلاص، فأصبح حينها إماما لي .. ناصعا كما الضياء والمرايا ، فالدليل على إمامته نقاوة سريرته ونبل ضميره ، وأسلوب تعامله ، ولستُ محتاجا لمزيد أدلة كلامية لإثبات إمامته ؟

ولذا لم تشغل الإمام علي هذه الأُدْعيّات التي ندّعيها ، والسوالف التي نحكيها، وإنما انشغل بالحديث عن حسن معاملة الرعية ، والعدالة ، والواجبات والحقوق ، والعدل والمساواة والفقر والجوع والأمية والتربية ، وانظرْ كتاب نهج البلاغة ..!!

الخاطوف 29-05-2007 05:30 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
رقم ( 10 ) أكاديمية اللعن للدراسات والبحوث الإسلامية !!

لقد عرضت هذه المقالة بقضها وقضيضها على أحد (إخوان الصفا وخلان الوفا) ، من أهل السمت والدين ، ممن يقولون بمقالة اللعن ، فعلّق على ورقتي بما نصه: ( موضوعك جميل ، وقد أجدته ، لكننا لا نستطيع الخروج من بوتقة الدين ؛ لأن قضية اللعن تجسد مبدأ الولاء والبراء في الإسلام ، مسألة الدين ليس فيها مجاملة للعواطف والأحاسيس .. القرآن يقول (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله) ، فذكر أولا الكفر بالطواغيت .. أنا لا أدري إذا كنتَ قد فهمت ما أريد قوله ، أسأل اللهَ لنا ، ولك الهداية والثبات )
انظروا ماذا يقولُ أخي المسلم الطيب المبارك: ( لا نستطيع الخروج من بوتقة الدين) ، و ( قضية اللعن تجسد مبدأ الولاء والبراء في الإسلام ) ، و ( مسألة الدين ليس فيها مجاملة للعواطف والأحاسيس ) ، و ( القرآن يقول ) ..
والله إنه كلام كبير ، ويحتاج إلى تأمل ، ولكنني تعبتُ !!
يا عمّي .. قضايا الدين تكون جامعة مانعة ، لا مفرقة بين المسلمين ، لا أفهم هذا الدين وهذه العقائد وتلك المبادئ التي تفرق بين أتباعها ومعتنقيها !!
المسائل الكبرى في الإسلام لا يجوز أن تكون محط خلاف ونزاع وانفصام لعرى المجتمع، ؟؟ هناك علاقة أساسية بين ما هو ديني ، وما هو اجتماعي .. يا أخي ..{إنّ الدينَ عندَ اللهِ الإسلام}،من مقاصد أي دين في العالم اجتماع أتباعه على كلمة سواء ، فكيف تكون مسألة جانبية خاصة تخص إحدى طوائفه من الدين ؟!!
أيها الصديق العزيز: ما رأيك إذا كان كلامي غير صحيح ، أو لم يعجبك .. ما رأيك أن أقترح تأسيس ( أكاديمية اللعن للدراسات والبحوث الإسلامية) ،بحيث تهدف إلى تخريج أساتذة في علم اللعن وفنونه وجنونه وأساليبه ووجوهه البلاغية والنحوية والفنية .. وتفتح أقسام خاصة في هذه الأكاديمية ، مثلا: قسم ( علم اللعن التاريخي ) ، قسم ( فن اللعن الميثولوجي وأدبياته) ، قسم ( سوسيولوجيا اللعن ) ، قسم ( أحافير اللعن وعادياته) ، وهذا القسم الأخير يدرس في الصخور والترابيات والرمال والحجارة للبحث عن أحفورة هنا ، أو هناك ؛ لتوثيق ذلك في المتاحف التاريخية ، كما يمكن طرح برامج دراسات عليا في هذه الأقسام ؛ لتكون النتائج أكثر دقة ورصانة حسب شروط البحوث في الجامعات والأكاديميات ، ويتم إعداد دورات تكميلية لحاملي الدبلوم ، ويرسل بالطلاب إلى نواحي الأرض لنشر هذا العلم ، وتبيان خصائصه ومناهجه وروائعه ، ويتم فتح مرسم خاص بالأطفال كي يرسموا لعناتها إذا كانوا غير قادرين على التكلم ، وإعداد معاهد خاصة مجهزة للصم والبكم !!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

سأظل مختلفا إلى الأبد مع كل من يساهم في تضييع وقت الناس في ما لا يفيد .. مثل هذا اللعن !!
هذه تساؤلات حائر .. في زمن الدفاتر ، إذا لم يعجبك كلامي فاجلدني بسوط حبك .. والسلام ؟؟؟

الهدهد 29-05-2007 06:01 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
بين وقتٍ وآخر أعاود الزيارة هنا ..

فهذه الصفحات جديرة بالتأمل والمراجعة... لن أغيب طويلاً .

الساهرة 29-05-2007 07:22 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
اقتباس:

رقم ( 10 ) أكاديمية اللعن للدراسات والبحوث الإسلامية !!

لم اسمع بهذا من قبل .






اقتباس:

سأظل مختلفا إلى الأبد مع كل من يساهم في تضييع وقت الناس في ما لا يفيد .. مثل هذا اللعن !!
هذه تساؤلات حائر .. في زمن الدفاتر ، إذا لم يعجبك كلامي فاجلدني بسوط حبك .. والسلام ؟؟؟

الإمام علي والحسن والحسين عليهم السلام وابو بكر وعمر ويزيد والشمر وانا وانتم جميعا علينا من الله ما نستحق .... وليحاسب الله ويجازي كل مخلوق على حسب عمله ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا.

لن أدخل في مسائل اللعن وغيرها فأنا تعلمت منذ صغري على حديث الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله (فاطمة بضعة مني فمن اذاها .......... الخ الحديث .
نحن نبغض من اذى فاطمة ومن آذاها فقد اذى الرسول صلى الله عليه وآله واذى الاسلام ومن اذاهم فعليه من الله ما يستحق هذا فقط ما نقوله )


تحياتي
الساهرة

الأوتارالذهبية 30-05-2007 12:41 AM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
يسلمو ولاكن من وجهة العالم
لا يمكن لهذه الأشياء أن تكنس مادام لها سوق وتجار

الخاطوف 31-05-2007 12:56 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
الساهرة : تحية طيبة !!

[ لم اسمع بهذا من قبل ]
شكرا لك للعبور ، وهذا الذي لم تسمعي به ، هو مقترح حلمنتيشي لظاهرة يقاتل الكثير من أجل تقنينها !!
أنا مثلك لم أسمع بهذا من قبل ، ولكن جاء هذا الاقتراح على سبيل الممازحة الحلمنتيشية .. فقد سمعت بأذني من يعتبر اللعن منحة !!

[ وليحاسب الله ويجازي كل مخلوق على حسب عمله ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا]

أشكرك على هذه العبارة الرائعة .. هذا هو منطق القرآن الكريم { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره }

[ لن أدخل في مسائل اللعن ]
أصبتِ عين الحقيقة حينما قلت هذه العبارة الناضجة ـ إن شاء الله ـ فهذا من الخير والبركة لك .. فهي مسائل مضيعة للوقت !!


تحياتي
الخاطوف

الخاطوف 31-05-2007 01:01 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 

يا أبا الأوتارالذهبية تقول :

[ يسلمو ولاكن من وجهة العالم لا يمكن لهذه الأشياء أن تكنس مادام لها سوق وتجار]


شكرا لعبورك الحريري ولكن لم أفهم بالضبط ما تقصده لاختصارك الشديد .

أحسنت .. تجار الظلامية لا يسعدهم أن تكنس هذه الغشاوات !

الساهرة 31-05-2007 01:39 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
اقتباس:

أصبتِ عين الحقيقة حينما قلت هذه العبارة الناضجة ـ إن شاء الله ـ فهذا من الخير والبركة لك .. فهي مسائل مضيعة للوقت !!
امممم لست انا وليس انت من يحكم بمشروعيتها او انها مضيعة للوقت
( الا لعنة الله على الظالمين )

هذا قول رب العالمين يا أخي :)

تحياتي
الساهرة

حَـمَـأ 31-05-2007 02:07 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخاطوف (المشاركة 274709)
رقم ( 10 ) أكاديمية اللعن للدراسات والبحوث الإسلامية !!

( موضوعك جميل ، وقد أجدته ، لكننا لا نستطيع الخروج من بوتقة الدين ؛ لأن قضية اللعن تجسد مبدأ الولاء والبراء في الإسلام ،


بِصراحة تبريرُ صديقك كويّس ، و ينطلي بسُرعة على مَن يبحثونَ عن تبريرٍ يُريحُ ضمائرَهُم ليلعنوا في الصّباحات و في هزيع الليالي الأخيرة ،

ولاء و براءْ يقول ؟

و كأنَّ طُرُقَ البراءِ انقرَضت لنتجّه إلى اللعن ، و كأنّ موالاة أهل البيت عليهم السلام لا تكونُ إلا بلسانٍ ملوَّثْ !

كأنّ موالاتهم عليهم السّلام تعني عداوتنا لإخواننا في الدّين ، هُم الّذينَ ما فتأوا يعلّمونا أنّ الدّين المعاملة ، و أنّ جمالَ العلاقات لابدّ أنّ يمتدّ حتى إلى الكافر فما بالكَ بأخيكَ المسلم ، الّذي بالطّبعِ كـ أنت ... لا يرضى أنْ تتعرض رموزه بـ سوءْ ، بأدنى سوءْ .... ليسَ اللعن فقط !

كم نهينهم عليهم السّلام ,

خاطوفنا الجميل ،

إزْدَدْ ! :G1:



:

الخاطوف 01-06-2007 07:24 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
أختي العزيزة : الساهرة

هذه أفكاري .. أتناولها من منظور اجتماعي فكري ، ولا أتكلم بلسان الشرع ، وأنا من هذه الزاوية لا أحتاج إلى من يكون وصيا على أفكاري وأنفاسي باسم لسان الشرع .. طبعا لا أعنيك أنت ، وإنما من يتكلمون بلسان الشرع والدين وكأنما لا يفهم الشرع أحد سواهم ، هذه مسألة جدلية من حق أي مسلم واع ذي لب أن يحدد موقفه منها !!
أنت حرة في موقفك الخاص .. وإذا أحببت الوصاية على أفكارك فلك الخيار.. أما أنا فليس بعد الآن !!

الخاطوف 01-06-2007 07:32 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
أخي مفتون الطبيعة :
اسمح لي أن أحرف في اسمك المستعار قليلا فأقول: مجنون الطبيعة !!
أنا مفعم جدا الآن بعبورك الفاتن .. وجنونك المستتر بالعنفوان
يا لك من فاتن .. ومفتون !!
ما أكثر هؤلاء التبريريين الجدد على وزن المحافظين الجدد ، لقد أبرمونا بتبريراتهم المفخخة ..

الهدهد 02-06-2007 02:10 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
أيها الخاطوف الرائع ...

تناول الموضوع من جانب اجتماعي هو الأجدى في بيان فداحة اللعن والسب

ألسنا نعيش في محيط واحد ؟؟

كيف يمكن قبول فكرة اللعن في مجتمع يريد أن يتعايش ويبني مستقبله؟
أين ذهبت المحبة والرحمة وأين ولى التقدير والاحترام .
بل أين ولت النصوص التي تدعو إلى المعاملة بالحسنى وتؤكد على هذا الجانب
الاجتماعي المهم .
كيف يمكن أن أصاحب شخصاً وأنا ألعن رموزه؟ كيف ؟؟؟

فعلاً تصرف اجتماعي غريب جداً!!!!!!!!

الهدهد 05-06-2007 08:52 AM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
المسألة من منظور شرعي مختلف في تفاصيلها هذا صحيح
وقد أشبع في موضوع سابق هو التزوير في زيارة عاشوراء
هذا الموضوع الذي لا قى العنت الكثير من غلق وحجب وحذف
وإقصاء وملاحقة بشتى السبل لإيقافه... ولكن سيبقى الرأي الآخر والفكر المختلف
ملوّحاً لمن سيأتي .

الوعد 05-06-2007 01:30 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
أيها الخاطوف ..
الجربزة اللغوية والبلاغية التي تمارسها في كتابتك ، بغض عن النظر الفكرة التي تمارس فيها أيضا تمليحا وتلويحا وإسقاطا لمفاهيم – لا نقول إسلامية – وإنما استعملت في المصادر الإسلامية ، ونعتها بأوصاف التفرقة والعنصرية والخزعبلات والترهات ..

أيها الخاطوف ..
بغض النظر عن مدى استعمال هذه المفردات في مجالها الصحيح أو مجالها الخاطئ أو رفض استعمالها مطلقا كما تنادي به أنت ، قبل أن تتهم وتنتقد مستعمليها وقبل أن تنتقد شريحة كبيرة من علمائنا الأعلام ، عليك أولا باتهام القرآن والسنة التي استعملت هذه الألفاظ – ستقول أن القرآن والسنة استعملها ولها أهدافه وله فلسفاته وله ظروفه – طبعا هذا تفلسف أنت لا تقبلها إلا في هذه الفكرة أو ما يشابهها ..
ولو قبلنا تفلسفك إذا لماذا تصف هذه المفردات بأنها مفردات عنصرية وطائفية أو أكاديمية اللعن للدراسات والبحوث .. هذا نقد موجه للقرآن قبل أي مستعمل آخر ..

أيها الخاطوف ..
إذا لم يكن اللعن أو ما يحمل ( معناها جزئيا أو كليا ) ليس من الدين ، فهل هو خارج عن الدين ؟!
وكيف تفسر بحوث العلماء والفقهاء مسائل اللعن والسب والشتم في كتبهم وأبحاثهم ؟!
ألا تعرف أن الدين أو الأحكام ، هي ما تنظم سلوك الفرد ، أليس هذا من سلوك الفرد ؟

أيها الخاطوف والهدهد .. ومن سار معكما ..
صحيح عجبا كيف تتعامل مع إنسان من بني جلدتك ومن محيطك – ومن منطلق التعايش الاجتماعي – وأنت تلعن رموزه ؟؟؟؟ !!!
لن نلعن ولن نسب .. وأضع يدي في يدك ..
لو سألك / هل تلعن الصحابة ( فلان .. وفلان .. وفلان ) ؟
ستجيبه حتما بالنفي والاستنكار والبغض لهذا التصرف المشين ..
لو سألك / ما رأيك في ( فلان .. وفلان .. وفلان ) ؟
بماذا ستجيبه .. ولا تنسى أنك أسميتهم رموزا ، وهو يعتبرهم مقدسون بالنسبة له ..
لو قلت أنه خالف وصية النبي (ص) ، لو قلت أن أمير المؤمنين أحق به خلافة وولاية على المسلمين علما ودراية ودليلا ، لو قلت أنه كان له تقييم في بعض الشؤون يعرض صراحة تقييم النبي (ص) ، لو قلت أنه أخذ من السيدة فاطمة (ع) أرض فدك وهو يعلم علم اليقين أنها من حقها ومن أرثها من رسول الله (ص) .
إما أنك ستقول هذا الكلام ، ولا تنسى أن هذه عقيدتك – عفوا قراءتك الواعية للتاريخ والأحداث - .
أو أنك لن تقول له هذا الكلام ، ولا أدري ما ستخترع له من أحداث وتقييم للوقائع ..
فإن أجبته بالأول ، فهل ستعتقد أنه سيحترمك ولن يسيء إليك وهل تعتقد أن هذا الكلام مساو للعن أو أقل منه أو أشد ..
وإن أجبته بالثاني ، خالفت عقلك التنويري لقراءة الأحداث والتاريخ أو ستكون منافقا لأنك تكلمت بما يخالف عقيدتك ..

ولا تنسى أن هؤلاء رموز .. رموز .. رموز .. وفي صحبة رسول الله في الدنيا والجنة بلا شك وريب ، بالنسبة له ولجميع المسلمين السنة

الخاطوف 06-06-2007 12:50 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
أخي الوعد :
تحية طيبة .. !!
تعودت في أي نقاش أن أبدأه بالسلام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ويا ليتك حزتَ فضل السبق قبلي ، وبدأتني بتحية السلام . هذا أولا !!
ثانيا : تقول : أمارس في كتابتي جَرْبَزَة لغوية وبلاغية ..
الجَرْبَزَةُ في اللغة : قالوا ـ أي العرب ـ في كَرْبَز تارة قربز ، وأخرى جَرْبَزَ ، ورجل خَِبٌّ ـ بكسر الخاء وفتحها ـ وهو الجربزة ، والخِبُّ الجربزة ، والجُرْبُزُ الخَبُّ الخبيث من الرجال والمصدر الجربزة ، أي خَبٌّ خبيث ، وجَرْبَزَ الرجل ذهب وانقبض ، والخَِبُّ الرجل الخدّاع اللئيم الخبيث الجُرْبُز المنكر . والخَِبُّ الخَدّاع الذي يُدَحْمِسُ عليك ولا يُبَيّنُ لك ما يريد .
انظر [ المبهج لابن جني / أساس البلاغة للزمخشري / العين للفراهيدي / تاج العروس للزبيدي / تهذيب اللغة للأزهري / لسان العرب لابن منظور]
وربما يكون لها معنى غير هذا !!

أنا واثق أنك لا تعنيني بكل هذه المعاني ، ولكنك تصفُ بها كتابتي ، وفرق بيني وبين كتابتي ، وهذا من حسن الظن ، ونبل الفطن .
وكل ما أود قوله هو : إن كنتَ صادقا غفر الله لي ، وإن كنتَ غير ذلك غفر الله لك ، ولكنني واثق من نفسي أنني إذا مارستُ الجربزة في كتابتي الأدبية ، لا أمارسها في المسائل الفكرية ، وإنما أمارس الصراحة والوضوح والبساطة وقلة البلاغة .
فأنا لا (أُدَحْمِسُ) في كتابتي رغبةً في احترام القارئ ، وأحاول أن يكون كلامي بيّنًا واضحا جليًّا صريحا !!
وما أسميته (جَرْبَزَةً) هو وجهة نظرٍ لي أظن ظنًّا بليغا أنها تستحق النقد وأن يدور حولها نقاش جاد ، وليس تهويمات سائرة وعموميات عابرة .
ثالثا : هذه النظرات تتوسل (المنهج الاجتماعي الثقافي) وليس (المنهج الشرعي) الذي كفانا إياه ، ووفّى مطالبه أخونا الهدهد وجماعة منطق الطير ، وأنا منهم ، ولكن المنهج مختلف !
رابعا : الشريحة الكبيرة من العلماء الأعلام لا يمثلون إلا وجهة نظرهم في مسألة اختلافية ، ويوجد شريحة كبيرة من العلماء الأعلام يخالفونهم الرأي ، وجيش من المفكرين والمثقفين والمهتمين بالشأن الإسلامي ، وقول العلماء الأعلام هو محل تقدير ، ولكنه ليس بالوحي المُنْزَل ، ولا بالدين الذي يدان به عند من يخالفهم على الأقل .
خامسا: أرجو منك عدم الزّج بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في كل ناجمة حوار ونقاش ، فهذا أسلوب تهويلي ، والقرآن حمّال أوجه ، والأحاديث والأخبار تحتاج إلى تدقيق وتحقيق علمي يبين الصحيح والضعيف والسقيم والموضوع والمكذوب ، والغلاة لم يوضح دورهم في التحريف والدس والحذف والإضافة في كتب الشيعة ، والبركة في الأقاصيص والحكايات والفبركات التي يمارسها كل من من يمتطي صهوة منبر ، أو استلم ميكروفا في حفل عام أو في فضائية .. وشاهد القنوات الفضائية الشيعية بارك الله فيها .
والبركة أيضا في المسلمين ـ من كل مذهب ونحلة ـ هذه الأيام كلٌّ يرجع للقرآن الكريم والسنة النبوية في التأسيس لطائفيته وغرائزه المذهبية .
يا أخي العزيز : تحدث القرآن عن الفقر والعدل والإنصاف والجمال والتسامح والكرم والنبل والصدق والفن .... و .... و ... لماذا التركيز على حرفة اللعن ؟!! هل هو مهنة أو علة الوجود أو النظرية النسبية أو نظرية وحدة الوجود !!؟؟؟
سادسا : لم أوجه أي نقد للقرآن الكريم ، وأرجو منك ضبط المفردات والألفاظ ضبطا واعيا ، ولا تقولني ما لم أقله ، فهذا من المزايدات الممقوتة .
سابعا : أما قولك: ( إذا لم يكن اللعن من الدين ، فهل هو خارج عنه ؟؟ ) فأنت المطالب بإثبات ذلك ؛ لأنك المُدَّعِي ، أما أنا فأقول : الدين هو مبادئ وقيم وسلام !!
ثامنا : وتقول أيها الأخ العزيز : (بحوث العلماء والفقهاء في مسائل اللعن والسب والشتم في كتبهم وأبحاثهم ) ، هي ـ كما قلتَ أنت ـ مجرد بحوث ، وليست وحيا منزلا ، وكل بحث يؤخذ منه ويرد ، ويقبل ويرفض ، وهذه هي سيرة العلماء وأنت الأعرف بسيرة العلماء الأعلام حسب تعبيرك .
تاسعا : وإجابة على سؤالك : أليس هذا من سلوك الفرد ؟
الإسلام هو الذي ينظم سلوك الفرد والمجتمع بـ(قوانينه الأخلاقية) و(نظمه السلوكية) التي هي محل إجماع الأمة ، والنظام الأخلاقي الإسلامي هو الكفيل بتنظيم سلوك الفرد والمجتمع ، وليس فلانا أو علانا .
عاشرا :لا يوجد تعارض بين أن يبديَ الإنسان عقيدته الصحيحة الخالية من كحول التطرف ، ولا جناح عليه أيضا أن يبرز ما يعتنقه من الأفكار الخالية من الكليسترول المذهبي ، وبين أن يكون حرا صريحا في إبداء آرائه وقرأته الواعية للتاريخ والأحداث ، وليس المشكلة هنا !! المشكلة تكمن في إهانة الآخر وتحقيره باسم تأكيد الذات المذهبية .
أنا أؤكد على الألفة ، والخروج على المألوف الخاطئ ، وأدعو إلى التأسيس لأجواء الثقة والاحترام المتبادل ، وأعلم أن الآخر لديه أخطاء جسيمة وتستحق النقد الصريح ، ولكن أنا ملتزم بمنهجية النقد الذاتي ، وليس التصيّد على الآخرين ؛ لأن ما هم مبتلون به نحن مبتلون به ، وعلى كل طرف نقد ( بلاويه المِتَلْتِلَهْ) .
وأنا أتحدث عن الأرض وليس عن الجنة ، وأتكلم عن عالم يتغير لا نصوص جامدة ، ولا ينبغي أن نقف على بوابة اللعن الإيدولوجي الممنهج في عصر المعلوماتية والمعرفة والنور ،

فأجلُّ خدمة لأهل البيت (ع) هي نشر علمهم .. ثم نشر علمهم .. ثم نشر علمهم !!؟؟


أرجو منك أن تقرأ ( عشر حلقات مسلسلة / من 1 ـ 10 ) قراءة واعية وهادئة ومنصفة !!!!

سأظل مختلفا إلى الأبد مع كل من يساهم في تضييع وقت الناس في ما لا يفيد مثل هذا اللعن !!
فقط هذه تساؤلات حائر .. في زمن الدفاتر ، إذا لم يعجبك كلامي فاجلدني بسوط حبك ؟؟؟


يقول أبو العلاء المعري :
كذبَ الظنُّ لا إمامَ سوى العقلِ مشيرًا في صبحهِ والمساءِ
إنما هذه المذاهبُ أسبابٌ لجذبِ الدنيا إلى الرؤساءِ

الوعد 06-06-2007 01:40 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
بالنسبة لكلمة الجربزة ..
فلم يكن في ذهني أي مفردة من المفردات التي تطرقت لها أبدا .
كل ما في ذهني عن معنى الجربزة هو التالي :
يقول علماء الأخلاق أن كل صفة أخلاقية حسنة لها طرفين سلبيين
فالشجاعة صفة حسنة طرفيها ( الجبن - والتهور )
فكل تعبيري كان يقصد ( الجربزة = التهور )
بمعنى آخر ، أنك في الوقت الذي تعتبر نفسك شجاعا في طرح هذه الأفكار أنا ومن حبي لك أعتبر طريقك تهور فأدعوك للتأمل أو التريث فقط لا غير .......

بس عفوا ، قلت أنك تعودت في كل نقاش تبدأ بالسلام ، بس انا لم أرى هذا الشيء في نقاشات ياليتك ترجع لها .

وأشكرك على حسن ظنك

وانتظرني .. سأعود إليك

الهدهد 09-06-2007 02:14 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
كم أنت مبهر وحكيم أيها الخاطوف...

(أنا أؤكد على الألفة، والخروج على المألوف الخاطئ، وأدعو إلى التأسيس لأجواء الثقة والاحترام المتبادل، وأعلم أن الآخر لديه أخطاء جسيمة وتستحق النقد الصريح، ولكن أنا ملتزم بمنهجية النقد الذاتي، وليس التصيّد على الآخرين؛ لأن ما هم مبتلون به نحن مبتلون به، وعلى كل طرف نقد ( بلاويه المِتَلْتِلَهْ) .
وأنا أتحدث عن الأرض وليس عن الجنة، وأتكلم عن عالم يتغير لا نصوص جامدة، ولا ينبغي أن نقف على بوابة اللعن الإيدولوجي الممنهج في عصر المعلوماتية والمعرفة والنور،

فأجلُّ خدمة لأهل البيت (ع) هي نشر علمهم .. ثم نشر علمهم .. ثم نشر علمهم !!؟؟)


وأنا واحد من جماعة منطق الطير يؤكد على هذا القول، دمت على الألفة والمحبة وبساطة منطق الطير !!!!.

الخاطوف 11-06-2007 04:51 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
أخي الوعد :
تحية طيبة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته !!
1ـ كنت أعني بقولي (تعودتُ في بداية أي نقاش أن أبدأ بتحية السلام) ، ليس في معنى قولي الديمومة ، وإنما أعني (التعود) ، والعادة قد تترك أو تنسى مرة أو مرتين ، وهذه العادة تكون في أول دخولي على أي مشاركة (أول مرة) . وكنتُ أود أن تكون بادئا بتحية السلام ، ولكن مع الأسف لم تلتفت إلى إيماءتي ، وأعتذر عن إزعاجك ... ولكن (لا يهم فهذا ليس أصل الموضوع) !!
2ـ لم أعتبر نفسي شجاعا ولا جبانا ، ولم أقل شيئا مثل هذا .. ولكن اعتبر نفسي مسلما حنيفيا من عباد الله المتعلمين (إن شاء الله على سبيل نجاة) !!
3ـ اعتبرتَ ـ جزاك اللهُ خيرا ـ طريقي تهورا ، ولا أدري لماذا استعمال مثل هذه العبارات ذات الطابع التوجيهي بدون مبرر ، ولكن أقول: لئن يكون طريقي تهورا في الحق خير من أن يكون جبانا في غيره :

* نحن أدرى وقد سألنا بنجد * أطويلٌٌ طريقنا أم يطولُ
المتنبي


* وطريقي ، ما طريقي ؟ أطويل أم قصير ؟
هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور
أأنا السائر في الدرب أم الدرب يسير
أم كلانا واقف والدهر يجري؟ لست أدري
إيليا أبو ماضي


4ـ مفردة (الجربزة) لفظة من ألفاظ العربية ، يطلب معناها من القاموس اللغوي الذي جمعه لغويو هذه الأمة ، وقد ذكرتُ لك بعضهم، فالمعنى يطلب من المعاجم العربية ، وليس من علماء الأخلاق ،فلكل كلمة معنى لغوي قبل أن يكون لها مفهوما أخلاقيا أو علميا أو أدبيا .
وقد رجعتُ إلى بعض المقالات الأخلاقية من جنس ما ذكرتَ لي ، وقرأتُ هذه العبارة التي تقول:( قد تقصّينا الفضائلَ وأقسامَها ، فقد عرفنا الرذائلَ التي تضاد الفضائلَ ؛ لأنه يفهمُ من كلِّ واحدة ما يقابلها ، وكلُّ هذه الفضائل أوساطا بين أطراف ، وتلك الأطراف هي الرذائل ، مثال ذلك : (الحكمة) وسط بين (السفه) و(البله) ونعني بـ (السفه): هنا استعمال القوة الفكرية فيما لا ينبغي وكما لا ينبغي ، وسماه القوم (الجَرْبَزَة) ، ونعني بـ (البله): تعطيل هذه القوة .. )
أظن أن صاحبنا هنا يُساوي بين معنى السفه والجربزة ، وأظنه يعني بـ (القوم) علماء الأخلاق .
لم استسغ هذه المعاني التي تفضلت بها ، إذن علينا في مثل هذه الحالة الرجوع إلى المعنى اللغوي . فما زلتُ غير مطمئن إلى ما ذكرته من معنى الجربزة ، رغم وثوقي التام في أنك لم تقصد به إلا معنى (التهور) الذي بينتَه ووضحته لي ، ورميتَ به طريقي .
ببساطة !! إذا أردت أن تقول لي : (أنني أستعمل القوة الفكرية فيما لا ينبغي وكما لا ينبغي) ، فقلها ولا تخف !! {ستجدني إن شاء الله من الصابرين } ، بالرغم أنك رميتني (بمسنونةٍ زُرْقٍ كأنيابِ أغوالِ) ، حين رميتَ طريقي ـ جملة وتفصيلاـ بالتهور !!
أما نصحك لي بالتأمل والتريث ، فشكرا لك على هذه النصيحة المباركة !! ولك مني أن ألتزم بها قدر المستطاع !
5ـ أرجو منك مراعاة الأخطاء النحوية والإملائية ، فإني أجد فيك حرصا على الدقة المفهومية ومرعاة التفريق بين المعاني ، فمن التكامل الحرص أيضا على النحو والإملاء ، ورعاية حقوقهما .

من كلام أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه : السُّؤْدُدُ اصطناع العشيرة ، واحتمال الجريرة ، والشرفُ كَفُّ الأذى ، وبذلُ النَّدى ، والغنى قلة التمني ، والفَقْرُ شَرَهُ النفس .
اللهم اجعلنا ممن يكفُّ الأذى ويبذلُ الندى ويصطنع العشيرة ويحتمل الجريرة .. !! وتهمة الجربزة !!


يقول توما الأكويني :
العقل يسبق الإيمان ، والإيمان يسبق العقل .. أنا أؤمن كي أتعقل !!

الوعد 11-06-2007 05:25 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
( إلى أصدقائي القائلين بمقولة اللعن .. سأظل مختلفا معكم إلى الأبد
من فضلكم )
( لماذا لا نحذو حذو ابن المقفع ونقيم مملكة الإنسان الكبرى ؛ ذات الأعراق والمذاهب والديانات والملل والنحل المختلف )
(العالم يتغير .. ولا تعلم لماذا هذا الإصرار على مسائل لا تسمن ولا تغني من جوع ، وإنما فقط تسمّن جثث الأسلاف والموتى،وتشبع جوع المنهومين بالشقاق والخلاف ، وتدر سيولة في محافظ المستثمرين في بورصة الفتن ورعاة الخعخع )
( طبعا سأحظى بإجابة قاطعة من أصدقائي أصحاب مقولة اللعن : نعم .!! وسيقدمون لي البراهين التي استقوها من القرآن الكريم والسنة والتاريخ والعقل والنقل والإجماع والاستحسان والاستصحاب واللف والنشر والدوران )
( ويكفينا أن نقول: ( الجمهور عاوز كدا) ، كما هي السينما المصرية هذه الأيام! في غياب واضح وفاضح في حركة الإصلاحيين والعقلاء .. )
( متى أصبح الاستشفاء من الأمراض بـ(اللعن) سبحان الله !! ومتى كان لعن فلان أو علان أفضل من الصلاة على محمد وآل محمد ؟؟ )
( أيها الصديق العزيز: ما رأيك إذا كان كلامي غير صحيح ، أو لم يعجبك .. ما رأيك أن أقترح تأسيس أكاديمية اللعن للدراسات والبحوث الإسلامية ،بحيث تهدف إلى تخريج أساتذة في علم اللعن وفنونه وجنونه وأساليبه ووجوهه البلاغية والنحوية والفنية )


أيها الخاطوف مرة أخرى ، الله يعلم ليس هدفي التصيد عليك ولكني أنبهك للكلام الذي تكتبه فلعلك تنساه أو لعل الشحن البغيض الذي تحمله لمفردة اللعن جعل قلمك يكتب بغير وزن أحيانا ( أحيانا ) .
أولا : هذه مجموعة من المقاطع التي كتبتها ، إذا أردت التعليق عليها سيطول بي الكلام ولكن عقلك وعقول الآخرين كافية في تقييم هذا المقاطع ومرادها سواء كان اسما ظاهرا أو ضميرا منفصلا .

ثانيا / أنت تخاطبني وتحتج علي بقول : ( المقفع ، وعامية المصريين ، التلمساني ، البديع لابن المعتز ، والكميت ، والمعري ، وغيرهم .... )
وأنا سأحتج عليك بقول ( الطوسي ، والحلي ، والأنصاري ، والتبريزي ، وغيرهم .... ) بإضافة قول القرآن والسنة .
لحظة من فضلك ,, لا تستعجل علي لأكمل الفكرة :
- ستقوم بالتأويلات لألفاظ القرآن الكريم وأقوال أهل البيت عليهم السلام ، أنا لا أحتاج إلى هذه التأويلات والتفلسفات ، حجتي ظاهر القرآن والسنة ..
- إذا قبلنا برأيك ، لماذا لا تقبل برأينا ، أين حرية الرأي التي تتحدث عنها ؟ كيف تراعي الآخرون ( العامة ) ولا تراعي وتحترم من هم من بني جلدتك ومذهبك ؟ كيف تبرر للذين ظلموا ولا تبرر للذين يألمون لما ظُلموا ؟ وهل كلامك قرآن منزل ؟ وهو فهمك هو الحقيقة المطلقة ؟
لماذا هذه التعابير والكلمات التي يشم منها رائحة السخرية والاستهزاء والشتيمة ، هل الشتيمة بمادة شتم أم بأي لفظ يرادف معناها ، ماذا تسمي عبارة ( أكاديمية اللعن للدراسات والبحوث الإسلامية ) أليست هي شتم وسب ، ونبز بالألقاب ؟!

الخاطوف 12-06-2007 05:30 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
أيها العزيز الوعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا : سعدتُ كثيرا حينما اقتطفتَ من كرمةِ كلامي عناقيد يانعة ، وقلتُ مخاطبا نفسي (هذا أوانُ الشدِّ فاشتدي زَيَم) ، ولكنني فوجئتُ حينما لم أرَ أيَّ تعقيب عليها في هذا (العالم النّتي الحر والمفتوح)، بل أصبتُ بخيبة أمل كبيرة من شدة الانتظار ، وبرّرتَ عدم تعقيبك أخي الكريم بأن الكلام سيطول ، وهذا من غرائب التبريرات .
ثانيا :تقول: [ أيها الخاطوف مرة أخرى ، الله يعلم ليس هدفي التصيد عليك ، ولكني أنبهك للكلام الذي تكتبه ، فلعلك تنساه ، أو لعل الشحن البغيض الذي تحمله لمفردة اللعن جعل قلمك يكتب بغير وزن أحيانا ]
لم تأتِ بجديد ، فأنا أعلم أن هدفك ليس التصيد ، ولم يدر في خلدي هذا الظن ، وبودي أن أصارحك أكثر فأقول: أتمنى أن تخفف من نبرة التنبيه والتوجيه والوعظ والإرشاد فنحن في نقاش حر مباشر ، وأنا ـ وأعوذ بالله من كلمة أنا الشيطانية ـ لم أنسَ كلامي ،ولا أكتب بغير وزن ، بل أكتب وأنا في قمة هدوئي النفسي والفكري ، وأود أن أبشرك بأنني لا أحمل شحنا بغيضا لأي مفردة عربية فقيرة مسكينة ، وإنما لي وجهة نظر في طريقة توظيفها ، وأسلوب استعمالها البشري .
ثالثا :أخي العزيز أنا لا أخاطبك ، ولا أساجلك بقول ابن المقفع أو بكلام التلمساني ، فهذه شواهد عربية وقصص من التراث العربي الإسلامي تَرِدُ أثناء الكلام للعبرة والتأمل ، فليس لديّه الوقت الكافي للسجالات والمماراة ، ولا أحب مثل هذه العنتريات الوهمية ، وأرجو أنك ممن لا يحبونها ، فإن لديك من مشاغل الحياة ما هو أهم من ذلك ، ووقتك ووقتي أثمن منها، كما أرجو منك الالتفات إلى المنهج المتبع في طريقة عرضي لهذه الأفكار ، فهو منهج واضح لا لبس عليه أو غموض .
رابعا : تقول أيها الصديق العزيز : [ لحظة من فضلك ,, لا تستعجل عليَّ لأكمل الفكرة ]
يبدو أنك تخاطب أحدا غيري إلى جوارك ، أما أنا العبد البرئ لم أستعجل عليك ، فلك الوقت كله للتعقيب ، ولإكمال الفكرة ، ولا أستطيع أن أقاطعك أو أستعجلك فأنا بعيد عنك !
وتقول حفظك الله : [ إذا قبلنا برأيك ، لماذا لا تقبل برأينا ، أين حرية الرأي التي تتحدث عنها ] ففي هذه العبارة أيضا كأنك تخاطب أحدا إلى جوارك ، أما أنا فسأحترم رأيك ، ولكن ليس من الضروري أن أقبل به ، ولك نفس الحق تماما ، ليس عليك أن تقبل برأيي ، ولكن أرجو منك احترامه على الأقل ، وأنا أتحدث ليس في حرية الرأي فقط ، بل في حرية التفكير والتعبير والإرادة ، فهذا أحسن من التدخين أو إيذاء الآخرين !!
وتقول : [ كيف تراعي الآخرون (العامة) ، ولا تراعي وتحترم من هم من بني جلدتك ومذهبك ؟ كيف تبرر للذين ظلموا ولا تبرر للذين يألمون لما ظُلموا ؟ وهل كلامك قرآن منزل ؟ وهو فهمك هو الحقيقة المطلقة ؟ ]
من المفترض بي أن لا أراعي إلا الصواب ، ولا يعنيني العامة أو الخاصة ، ولا أحب هذه الثنائية كما قلت في رقم (1) في مستهل كلمتي ، ومنهج النقد الذاتي يلزمني أن أنقد الخطأ عند بني جلدتي إذا أخطأوا ، وأذكر الصواب إذا أصابوا ، وليس كلامي قرآنا منزلا ، ولا حقيقة مطلقة ، ولم أدعِ مثل ذلك ، وإنما كلامي قول يؤخذ منه ويرد عليه .. !!
خامسا : وتقول : [ لماذا هذه التعابير والكلمات التي يشم منها رائحة السخرية والاستهزاء والشتيمة ]
نعم أعترف لك بأن في بعض قولي رائحة السخرية ، وأصبتَ عين الحقيقة في قولك هذا ، ولكن السخرية برائحتها ، هي نوع من مراتب النقد الاجتماعي ، وهي أسلوب متبع .. ولكنها سخرية سوداء ، وليست سخرية بهدف التلهي والعبث ، أما أن في كلامي استهزاء وشتيمة فـ { أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين }


يقول د. جعفر شيخ إدريس
العقل جزء من الشرع، فكما أنه لا عقل ـ كامل ـ بلا شرع، فلا شرع ـ كامل ـ بلا عقل.

عزيز44 13-06-2007 01:02 PM

رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)
 
قريت الموضوع كاملا وفي الحقيقة عجبني فيه وعيك الحضاري
بارك الله فيك أخي الخاطوف وكثر الله من امثالك كم نحن بحاجة إلى مثل هذا الطرح
من زمان وانا صغير كنت اتقزز لما اسمع الخطيب على المنبر يقول... لعن الله .
صحيح المفروض نبتعد عن هالاشياء ونتخلص منها آن الآوان يا جماعة ....


الساعة الآن 10:37 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد